شدد وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الاعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، على ان صاحب السمو الامير والرئيس التركي، يوليان حرصا واهتماما كبيرين على الشراكة الاستراتيجية وتحقيق التعاون وتبادل الخبرات والاستثمارات، لتعزيز ودعم العلاقات الكويتية - التركية، خصوصا في ظل الزيارات الرسمية المتبادلة بين قادة البلدين، معتبراً ان العلاقات الكويتية - التركية، بمثابة رافد من روافد العلاقات العربية - التركية.وقال العبدالله في كلمة صباح امس بمناسبة انطلاق اعمال مؤتمر العلاقات العربية - التركية الثاني، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، ان تركيا تحتل مكانة متميزة في المجتمعات العربية، خصوصا في ظل النمو السريع والتقدم الملحوظ بالعلاقات بمختلف المجالات، ولاسيما الجوانب الاقتصادية في الشراكة العربية - التركية.ورأى ان نمو وازدهار العلاقات بين الجانبين التي شهدته الاعوام الاخيرة، يرجع للتقارب السياسي لتركيا مع العالم العربي، وخاصة مع دول الخليج العربي الذي وصفه بالتقارب «الملموس»، ساهم بدوره في بناء روابط متنوعة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، مضيفا «نتيجة لذلك التقارب تم ضخ الاستثمارات التركية في الدول العربية، وايضا ضخ الاستثمارات الخليجية في تركيا، وهو ما ادى بالتبعية الى دفع الاستثمارات العربية بشكل عام داخل تركيا».واكد العبدالله ان رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا المؤتمر «الواعد»، تأتي انطلاقا من حرص سموه على نجاح هذا المؤتمر لإعادة بناء وتعزيز التعاون والشراكة بين العالم العربي وتركيا، معربا عن تطلعه للعمل ان يصبح مشروع الشراكة العربية - التركية واقعا ملموسا على ارض الواقع.وشدد العبدالله على اهمية توسيع آفاق التعاون وتعميق العلاقات العربية - التركية، والدفع بالمشاريع المتنوعة التي ترتقي بهذه العلاقات، معرباً عن الأمل في ان توفق الحكومات العربية في تحقيق التقارب المأمول مع تركيا في كافة المجالات، من اجل تقدم وازدهار شعوب البلدان العربية والاسلامية.ومن جانبه، قال النائب والمنسق العام للمؤتمر نايف المرداس، ان هذا المؤتمر الذي يأتي تحت عنوان «نحو اعادة بناء التعاون والشراكة بين العالم والعربي وتركيا»، كان للكويت السبق في استضافة دورته الاولى ليضيف للكويت رصيدا مهما وحضورا مميزا في تعزيز العلاقات وتقوية الروابط بين العالم العربي وتركيا، والذي نطمح ان يكون نواة لانطلاقة كبرى نحو العالمية، بما يحققه من نتائج ايجابية تعزز مفهوم الشراكة وتقرر مشروع الوحدة.واعتبر ان «مفهوم الشراكة والتعاون لم يعد ترفاً فكرياً او مصطلحاً خطابياً، بل أصبح ضرورة حتمية يفرضها المصير المشترك وتحتمها المصلحة الواحدة»، لافتا إلى ان «الكثير من الدول والشعوب ادرك ذلك وبادرت بتوسيع نطاق شراكتها الدولية ومشاريعها الوحدوية»، مؤكدا في الوقت نفسه ان «مكمن قوة الامة العربية والاسلامية هو في وحدتها، وضعفها بتفرقها وشتاتها».واضاف ان «تزاحم التحديات والصعاب التي تمر بها الامتان العربية والاسلامية، والتي تستهدف النيل من تماسكها ووحدتها بل كيانها ووجودها لن تستطيع العقول المشتتة والايادي المتفرقة ان تواجهها لانها تفوق طاقاتها واعمالها ولا تقدر ايضا على استيعابها او مواجهتها، ولذلك كان لزاما على دول الامة وشعوبها ان تعزز مفهوم العمل الجماعي المشترك، وان يتداعى سياسيوها ومفكروها في كل القطاعات لايجاد الارضية المشتركة للوصول لتحقيق الشراكة الشاملة والوحدة المتكاملة».ومن جهته، اوضح سفير الجمهورية التركية مراد تامير، ان بلاده تسعى من خلال تعاونها وتبادلها التجاري والاقتصادي مع دولة الكويت التوسع مع كل دول مجلس التعاون الخليجي بهذا الجانب، واكد ان رؤية سمو الامير 2030 تشكل تحولا كبيرا للكويت وتجعلها بموقع متميز ومتقدم بالمنطقة ككل، واصفا الكويت بـ «لؤلؤة» الخليج التي تسعى بلاده لتوطيد العلاقات معها بكل المجالات.واضاف ان مشروع بناء مطار الكويت الجديد من قبل شركة ليماك التركية سيساهم في تطوير العلاقات التجارية بين البلدين مستقبلا، وان بلاده تسعى حاليا لتطوير ورفع مستوى ومعدلات التبادل التجاري بين البلدين من خلال تسهيل كل الاجراءات لرجال الاعمال الكويتيين للاستثمار في تركيا، لافتا إلى ان «حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل الى 3 مليارات».واكد تامير ان «مثل هذه المؤتمرات والفعاليات سيكون لها تأثير كبير وايجابي للتقارب بين الشعبين التركي والعربي، وايضا المساهمة بدفع وتطوير العلاقات العربية - التركية بمجملها»، لافتا ان «التاريخ اثبت ان العرب والاتراك كانوا يشكلون قوتين كبيرتين جدا في المنطقة والعالم».وقال ان «الامتين العربية والاسلامية دائما تكونان قويتين عندما تكون هناك علاقات قوية بينهما وبين تركيا»، مضيفا «الاتراك لا يمكن ان يكونوا من دون العرب، والعكس صحيح».واشار ان «العالمين العربي والاسلامي عاشا حالة من الفوضي بعد ابتعاد تركيا عنهم عقب الحرب العالمية الاولى»، واضاف ان المناهج التعليمية ساهمت بخلق خصومات وفجوة نتيجة تضمنها معلوماتها وصفها بـ«الخاطئة» عن الجانبين، لافتا إلى ان تلك الفجوة انعكست بالنهاية على مستوى التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
مشاركة :