عواصم - وكالات - تعرض البيت الابيض لهزة جديدة بسبب اتهامين وجها الى الرئيس دونالد ترامب بأنه حاول شخصيا التدخل في تحقيق يقوم به مكتب التحقيقات الفيديرالي (إف بي آي) وأنه كشف عن معلومات سرية للغاية لمسؤولين روس «مصدرها اسرائيل» والتي من شأنها أن تعرّض حياة جاسوس إسرائيلي داخل صفوف تنظيم «داعش» للخطر.وأثارت هذه الضربة المزدوجة المؤلمة لإدارة الملياردير الجمهوري، موجة من الغضب في صفوف الديموقراطيين الذين طالبوا بتوضيح كامل.ويتهم ترامب بأنه افشى معلومات سرية للغاية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع في المكتب البيضاوي، كما يتهم بأنه طلب من مدير الـ «اف بي آي» السابق جيمس كومي أن يتخلى عن تحقيق متعلّق بمستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين.ومن شأن أي من هذين الاتهامين أن يدخلا أية إدارة أميركية في أزمة حقيقية.إلا أن التقارير التي نفاها فريق ترامب، تزيد من الشكوك في أن الادارة الجديدة تشهد حالة دائمة من الفوضى والتخبط.وفيما سعى موظفو البيت الأبيض لتوضيح قرار ترامب بأن يطلع لافروف على معلومات تتعلق بتهديد خاص بتفجير يخطط له تنظيم «داعش» حصل عليها من الاستخبارات الاسرائيلية، فجرت صحيفة «نيويورك تايمز» قنبلة أخرى.ونقلت الصحيفة عن شخصين اطلعا على ملاحظات كتبها كومي، أنه عندما التقى كومي ترامب بعد يوم من استقالة فلين، حاول الرئيس وقف التحقيق الذي يجريه مكتب «اف بي آي».وطبقا لمذكرة كتبها كومي الذي اقاله ترامب الاسبوع الماضي، فقد قال له ترامب خلال لقاء في الرابع عشر من فبراير «امل أن تتخلى عن هذا الامر وتعفي فلين» من التحقيق. اضاف «أنّ مايكل فلين» رجل جيّد. آمل أنه يمكنكم التخلي عن (هذا التحقيق)».وفي رسالة الى مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي بالوكالة اندرو ماكيب، طلبت لجنة الاشراف في مجلس الشيوخ تسليمها جميع المذكرات وغيرها من الوثائق أو التسجيلات المتعلقة بالاتصالات بين ترامب وكومي بحلول 24 مايو.وسارع البيت الأبيض الى نفي أي اشارة الى ان ترامب حاول عرقلة العدالة، وهو ما يعتبر مخالفة جنائية، اثناء تعامله مع كومي.وقال مسؤول طلب عدم كشف هويته «رغم أن الرئيس اعرب مرارا عن رأيه بأن الجنرال فلين رجل محترم خدم بلاده وحماها، إلا أن الرئيس لم يطلب ابدا من السيد كومي أو أي شخص آخر لاغلاق اي تحقيق». اضاف ان «الرئيس يكن كل الاحترام لاجهزة تطبيق القانون ولجميع التحقيقات. وهذه ليست صورة حقيقية أو دقيقة للحوار الذي دار بين الرئيس والسيد كومي».وفي ما يتعلق بالمعلومات الاستخبارية التي اتهم ترامب بتسريبها للافروف، أكد مسؤول طلب عدم كشف هويته أنها جاءت من اسرائيل، لكن السفير الاسرائيلي في واشنطن رون ديرمر، قال ان «اسرائيل لديها ثقة كاملة بالعلاقة المتعلقة بتبادل المعلومات مع الولايات المتحدة وتطلع الى تعزيز العلاقة بين البلدين في السنوات المقبلة تحت إدارة ترامب».بدوره، أشاد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بالعلاقات الأمنية الإسرائيلية - الأميركية.وقال في تصريح صحافي «إن العلاقات الأمنية ما بين إسرائيل وحليفنا الأكبر الولايات المتحدة هي عميقة، كبيرة، وغير مسبوقة في حجمها، وغير مسبوقة في مساهمتها في تعزيزنا، هكذا كانت، وهكذا ستبقى».وجاءت تصريحات ليبرمان، بعد أن أفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، امس، مساحات واسعة للتقارير التي نشرتها وسائل إعلام أميركية عن إفشاء ترامب قبل أيام معلومات سرية حساسة إلى وزير الخارجية الروسي، مصدرها إسرائيل.واعتبر مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون أن كشف ترامب معلومات مصنّفة في خانة السرية لروسيا في شأن هجوم محتمل لـ «داعش»، يعرض حياة جاسوس إسرائيلي داخل صفوف التنظيم الارهابي للخطر.ونقلت محطة «أي بي سي» التلفزيونية الأميركية عن عدد من المسؤولين الأميركيين قولهم إن مشاركة ترامب المعلومات السرية مع لافروف خلال لقائهما أخيرا في البيت الأبيض، ستكون له العديد من العواقب.وأوضحت المصادر أن «المعلومات التي كشف عنها تهدد حياة المصدر الذي حصل عليها وهو جاسوس إسرائيلي داخل صفوف داعش، وهو ما سيدفع إسرائيل للتفكير مرتين قبل مشاركة معلومات مشابهة مستقبلا مع واشنطن، كما أنه سيدفع شركاء الولايات المتحدة لعدم تقديم معلومات من المستوى نفسه، وهو ما يزيد من مخاطر تعرض البلاد لهجمات».وفي موسكو، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، إن نظيره الأميركي لم يكشف أي أسرار للافروف.وأضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي باولو جنتيلوني إن لافروف لم ينقل ما وصفه بأنه ليس سرا إلى مسامعه.وأكد بوتين إن موسكو مستعدة لتقديم محضر اجتماع ترامب مع لافروف للمشرعين الأميركيين إذا كان ذلك من شأنه طمأنتهم.وفي لندن، اعتبرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي، أمس، ان «القرارات في شأن ما يناقشه ترامب مع اي شخص يزوره في البيت الابيض تعود الى الرئيس ترامب». أضافت «نحن نواصل العمل مع الولايات المتحدة ونواصل تبادل المعلومات الاستخباراتية معها كما نفعل مع دول اخرى حول العالم».وأكدت ان علاقة بريطانيا بالولايات المتحدة هي «اهم علاقة دفاع وأمن نقيمها في أنحاء العالم».
مشاركة :