العوامل المؤثرة في الكتابة (3) - مقالات

  • 5/18/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في المقال السابق جئنا على ذكر عوامل رئيسية ثلاثة محفزة ومشجعة لتجربتي مع الكتابة ولكل من يريد امتهان هذا المجال، وأهمها علاقة الكتابة بالقراءة، وعلاقة الكتابة بالوضع الاجتماعي والسياسي السائد، وعلاقة الكتابة بالعمل التطوعي.وفي مقال اليوم نستكمل العوامل المؤثرة في الكتابة، بثلاثة عوامل أساسية أخرى، هي:رابعا: علاقة الكتابة بالتخصص الدراسي والأكاديميكان تخصصي الأول بعد تخرجي من القسم العلمي بالمرحلة الثانوية هو الأحياء والكيمياء، كنت شغوفة بعلم الأحياء خاصة، ودخلت كلية الطب في جامعة عين شمس وشاءت الظروف الخارجة عن إرادتي أن أتوقف عن مواصلة دراسة الطب، وأعتقد ان القدر خدمني في هذه الناحية، فدخلت قسم الفلسفة وعلم النفس والاجتماع في جامعة بيروت، وفي هذه المرحلة اطلعت على الجوانب التراثية العربية الإسلامية الغنية والغزيرة من الفلسفة وعلم الكلام، وتعمقت في دراسة التصوف والحركات الفكرية السائدة في عزّ الحضارة العربية والإسلامية، فأصبح لدي مخزون ثقافي هائل ساعد على رفد تجربتي في الكتابة. ثم تخصصت في علم الموهبة والتفوق في الماجستير عام 1994، وحصلت على درجة الدكتوراه عام 2003 في علوم التربية علم النفس النمائي من جامعة محمد الخامس بالمغرب.خامسا: علاقة الكتابة بطبيعة العمل الوظيفيجاءت طبيعة الوظائف التي شغلتها مواكبة لشغفي بالكتابة، ما ساهم في زيادة المهارات وصقل التجربة، فلقد عملت باحثة اجتماعية في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل لدول مجلس التعاون الخليجية، ثم عملت في قسم البحوث والتطوير بإدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم، ثم ساهمت في تأسيس مركز الطلبة الموهوبين في البحرين، وكل ذلك ساهم في صقل مهارة الكتابة.وفي تلك المرحلة كتبت الكثير من الدراسات الاجتماعية والثقافية والتعليمية والتربوية.سادسا: علاقة الكتابة بالانفتاح العقلي واحترام ثقافات الشعوب الأخرىكانت تجربتي في الحياة منذ الطفولة تشجع على الانفتاح العقلي واحترام الآخر، أي كان هذا الآخر، فقد نشأت في المحرق، وكان جدي فقيها في المذهب الشافعي وبحكم ان الإمام الشافعي كان شاعرا، لذا كان جدي وجدتي يتحدثان شعرا، وكانت لغة الحوار في البيت يغلب عليها الشعر، فقبل كل وجبة أسمع قصيدة، وعند الاسترخاء أسمع قصيدة، وقبل النوم أسمع حكاية وهكذا دواليك، ثم إن تجربتي في العمل التطوعي والعمل الوظيفي ساهمتا في سفري المتواصل واطلاعي على مختلف الثقافات عن قرب، سواء للاختلاط مع الشعوب العربية أو الأجنبية، واستقيت خبرات كثيرة منها، ما ساهم في صقل تجربتي الكتابية.إنني أؤمن انه كلما مارس الإنسان شيئا بشكل يومي تمكن منه وأصبح ماهرا فيه، وخاصة إذا كان يمارس ما يحب.وكانت الكتابة ومازالت بالنسبة لي متعة وعشقا جارفا، لأنها تعبر عما يختزن في الداخل من أفكار وانفعالات ومشاعر.وكانت رسالتي في الحياة منذ الصغر أن أكون مصلحة اجتماعية، وكنت أعتقد عندما بلغت العشرين انني أستطيع تغيير الكون كله.لكن بالطبع أيقنت في ما بعد أنني لو استطعت أن أغير أو أؤثر في سلوك شخص واحد فقط، فهذا مكسب كبير بالنسبة لي.ختاما أتوجه إلى أولياء الأمور بطلب أن يدعوا أبناءهم يدرسون ويتعلمون ما يرغبون، وأن يدعوا أولادهم يعملون في المجال الذي يفضلون، وأن يتركوا أطفالهم يعبرون عما يريدون منذ الصغر بأي شكل من الأشكال، بالرسم أو الكتابة أو الموسيقى، أو أي شكل آخر، فالتعبير عن الرغبات الكامنة يخلق شخصية سوية طبيعية.كما أتوجه إلى كل من يريد أن يمتهن الكتابة بتوصيات أهمها: أن يقرأ أولاً وثانياً وثالثاً، ثم يكتب يومياً في أي مجال يحبه لكي يتدرب على الكتابة، ثم يحاول أن يطلع على ثقافات الشعوب الأخرى وينفتح عليهم بالقراءة والسفر، والحمدلله نحن في البحرين شعب منفتح على الآخر، ويحترم كافة الثقافات والأديان والمعتقدات للشعوب الأخرى، كما أنصح أن يتميز من يرغب في امتهان الكتابة بسمات أساسية مثل روح المبادرة والشجاعة والجرأة والموضوعية والدقة والتنظيم، والله ولي التوفيق.aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :