العوامل المؤثرة في الكتابة (2) - مقالات

  • 5/11/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تعقيباً على مقال الأسبوع الماضي حول تجربتي في الكتابة، نأتي في هذا المقال على ذكر أهم العوامل المؤثرة في تجربتي الكتابية، فكما تعرفون ان الكتابة لها علاقة بالكثير من العوامل، وأهمها:أولا: علاقة الكتابة بالقراءةعلينا أن نقر بأن الكتابة لها علاقة وطيدة بالقراءة، وحتما تسبق الكتابة، فهي السلاح الحقيقي الذي يمكن الإنسان من مواجهة الحياة بقوة وثقة وجدارة، فقد بدأتُ القراءة مبكرا منذ السابعة من عمري، وعندما بلغت الثالثة عشرة كنت انتهيت من قراءة الكثير من الروايات العالمية، لمجموعة من الأدباء المتميزين، مثل مكسيم غوركي وتولستوي والبير كامو، هذا عدا عن قراءة جميع روايات وأعمال الأدباء العرب أمثال: يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم وطه حسين والعقاد وعشرات غيرهم، ناهيك عن الكتب الفكرية للمفكر سلامة موسى، وزكي نجيب محفوظ، وحسين مروة وغيرهم.وبدأت الكتابة في الرابعة عشرة من العمر، كتابات على شكل خواطر ومحاولات شعرية خجولة لم تُنشر في أي مكان، وكانت أغلب تلك المحاولات حماسية وطنية تخاطب المشاعر القومية العروبية.ثانيا: علاقة الكتابة بالوضع الاجتماعي والسياسي السائدفي السبعينات كان الوضع السياسي والاجتماعي العربي بشكل عام والبحريني بشكل خاص، ملتهبا بشكل إيجابي، على عكس الوضع العربي الحالي، كانت الروح القومية العروبية السائدة بفضل الفكر الناصري هي المهيمنة على عقول الناس، ما ساهم في إشعال الجذوة الوطنية، وبرزت بعد هزيمة 1967 الأفكار الاشتراكية الثورية وبدأت تتغلغل في العقول وتنتشر في المجتمعات حركات التحرر، ما ساهم في الانفتاح الفكري على مختلف الانتاجات السياسية والأدبية، وأعطى دافعا لمتابعة نتاجات الشعراء والأدباء في العالم لشحذ الشعور الوطني والإنساني، أمثال أعمال الشعراء ناظم حكمت، وغسان كنفاني، وسميح القاسم، ومحمود درويش، ونزار قباني وغيرهم عشرات. وفي تلك المرحلة أنتجت الكثير من الكتابات الأدبية ذات الطابع الوطني.ثالثا: علاقة الكتابة بالعمل التطوعيالعمل التطوعي مدرسة يتعلم منها الإنسان، وبالأخص في مراحل حياته الأولى، وكان انخراطي في العمل التطوعي، وبالأخص في جمعية أوال النسائية، فمنذ المرحلة الإعدادية التحقت كعضو مراقب ثم عضو عامل، يحق له الترشيح والانتخاب، وتقلدت الكثير من المناصب والمهمات، مثل رئيسة اللجنة الثقافية، ورئيسة هيئة تحرير مجلة الجمعية، ثم أصبحت رئيسة الجمعية، كل هذه المهمات التي كنت أتحملها كان لها علاقة بالكتابة، وصقل المهارات وإضافة للتجربة.وفي تلك المرحلة كتبت الكثير من الدراسات ذات الطابع الاجتماعي عن المرأة والطفل والمجتمع.لذلك أنصح أولياء الأمور أن يشجعوا أطفالهم على الانخراط في مؤسسات العمل التطوعي لأنها تصقل شخصية الإنسان وتعلمه منذ نعومة أظفاره، وأنصح كل من يرغب في امتهان الكتابة بالقراءة بشكل مستمر، ودخول معركة الحياة بتجاربها الحلوة والمرة وهو محصّن بسلاح القراءة والمعرفة، لأنها الهادي والدليل والبوصلة لجميع سلوكياتنا ومواقفنا في الحياة العملية، والله ولي التوفيق.aalsaalaam@gmail.com

مشاركة :