ارتباك وغموض في إسرائيل عشية زيارة ترامب

  • 5/18/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

«دراما تليها دراما»، بهذه الكلمات وصفت صحف إسرائيلية تطورات زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إسرائيل المقررة الاثنين المقبل، وذلك مع تواتر التصريحات المتضاربة في شأن موقف الإدارة الأميركية من عدد من القضايا التي اعتقدت إسرائيل، مع وصول ترامب إلى الحكم، بأنها محسومة، في مقدمها الموقف الأميركي من القدس ونقل السفارة إليها، والعلاقات الثنائية بين البلدين، وأن في البيت الأبيض «يجلس أكبر صديق للدولة العبرية». لكن تسارع الأحداث في اليومين الأخيرين، يكاد يفرغ الزيارة من «طقوسها الاحتفالية» التي أعدت لها إسرائيل أفضل إعداد، ليحل محلها ارتباك وحرج وغموض يصعب على الإسرائيليين فهمها. في غضون ذلك، أفادت صحيفة «هآرتــــس» بأن ترامـــب أجرى مساء أول من أمس اتصالاً هاتفياً مع رئيس الحكومة بنيامـــين نتانياهو استمر 20 دقيــــقة حول زيارته الوشيكة إسرائيل، لكن مكتب رئيس الـــــحكومة رفض الكشف عن مضــــمون المحادثة. وبحسب موظف كبير فإن المحادثة تناولت القــــضايا التي سيتم بحثها والاتـــفاق حــولها. وتصدرت قضية تسريب الرئيس ترامب لوزير الخارجية الروسي معلومات استخباراتية «سرية وحساسة» مصدرها إسرائيل تتعلق بنية تنظيم «داعش» تفجير طائرة في طريقها إلى الولايات المتحدة، اهتــــمامات سدنة الدولة العبرية وإعلامها، إذ أكدت تقارير صحافية أن ترامب تلقى المعلومات من الاستخبارات الإسرائيلية، لتضيف أن تسريبها للروس يمس بالعلاقات الاستخــــباراتية بين البلدين ويعرض حياة «عميل» زرعته إسرائيل في تنظيم «داعش» إلى الخطر. وفيما نقلت الصحف العبرية عن مسؤولين أمنيين كبار أنهم سيكفون عن نقل معلومات تجمعها الاستخبارات الإسرائيلية إلى نظيرتها الأميركية، سارع وزراء إلى نفي احتمال تأثر العلاقات الاستخباراتية بين البلدين. وكتب وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان في حسابه على «تويتر»، أن «العلاقات الأمنية بين إسرائيل وحليفتنا الكبرى الولايات المتحدة عميقة ومهمة وغير مسبوقة في حجمها ومساهمتها في قوتنا، هكذا كانت وهكذا سوف تستمر». وقال وزير شؤون الاستخبارات يسرائيل كاتس: «لدينا ثقة كبيرة بالمؤسسة الاستخباراتية الأميركية، والتعاون الاستخباراتي بيننا في مواجهة تهديدات إيران وأذرعها وداعش وأتباعه سيتواصل ويتعمق». وصرح الســـفير الإسرائـــيلي في واشنـــطن رون دريـــمر بأن «إســـرائيل لديها ثقة كاملة بالشراكة الاستخباراتـــية مع الولايات المتــــــحدة»، مــــضيفاً أن «إسرائيـــل تتــــطلع لتوطيد العلاقات الأميركية- الإسرائيـــلية في الســـنوات المــــقبلة تحـــت إدارة تــــرامب». وسبقت هذه الحـــــادثة تصريحات وتعديلات على جدول زيارة الرئيس لتل أبيب لم ترق لمسؤوليها، بدايةً برفـــض النــــاطق بلسان البــــيت الأبيض اعتبار «حائط المبكى» (البراق) جزءاً من دولة إسرائيل، وقبل ذلك إبلاغ الرئيس الأميركي الإسرائـــيليين بأنه لا يرغب بمرافقــــة أي مســـؤول لزيارته «حائــــط المبكى (البراق)» باعتــــبارها زيارة خاصة. ولا تزال قضية الإعلان عن نقل السفارة الأميــــركية من تل أبيب إلى القدس الذي أشيع أنه سيتم مع تسلم الرئيس مهماته في كانون الثاني (يناير) الماضي في محور التساؤلات، وسط تقارير أفادت بأن الحل سيكون بإعلان الرئيس التزامه بأن ذلك سيـــــتم قبل نهاية فترة الرئاسة الأولى. ولفتت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الجدول الزمني الذي أعد لزيارة الرئيس يشهد تغييرات متواترة، وأن الرئيس قرر أيضاً إلغاء زيارته مدينة «متسادا» في الجنوب وإلقاء خطاب فيها، كما طلب أن تكون مراسم استقباله في مطار اللد الدولي قصيرة بلا خطابات. وحيال هذه التطورات وجدت إسرائيل بعض العزاء في مواقف أطلقها السفير الأميركي الجديد في تل أبيب ديفيد فريدمان بقوله لصحيفة «يسرائيل هيوم» اليمينية أمس، إن الإسرائيليين شعروا بالارتياح من خطاب الرئيس ترامب لدى استقباله نتانياهو في البيت الأبيض قبل ثلاثة أشهر، «ولم يكن لدينا أي طلب في شأن الاستيطان ولن نرغم أحداً على القيام بما لا يريد القيام به».   وزراء ونواب من «ليكود» يطالبون بضم الضفة   بيت لحم - معا - يستقبل حزب «ليكود» بزعامة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعريضة تحمل مشروع قانون بضم الضفة الغربية الى السيادة الإسرائيلية الكاملة. ووقع خلال الأيام الماضية 800 من أعضاء مركز حزب «ليكود» على هذه العريضة، وفقاً لما نشره موقع القناة السابعة الإسرائيلية أمس، من بينهم وزراء في حكومة نتانياهو وأعضاء كنيست، وتهدف هذه العريضة التي يجري التوقيع عليها الى تبني حزب «ليكود» مشروع قانون ينص على البدء في فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على الضفة. وأشار الموقع الى أن بين الوزراء وأعضاء الكنيست الذين وقعوا على هذه العريضة وزير العلوم الإسرائيلي اوفير اكونيس ونائبه وزير الخارجية الإسرائيلي تسفي حطبولي والوزراء الإسرائيليون ايوب قرا، ويؤاف كيش، وناوا بوكر، ونوريت كورن، وميكي زوهر، ويرون مزوز، ويهودا كيليك، وغيرهم. وتمثل هذه العريضة دعماً مباشراً لمشروع القانون الذي تقدم به دافيد بيطون من حزب «الليكود» الى الكنيست الإسرائيلي، للبدء في فرض السيادة الإسرائيلية على مناطق الضفة وإطلاق العنان للبناء الاستيطاني.   هايلي: يجب نقل السفارة إلى القدس ... وحائط البراق إسرائيلي   القدس المحتلة - سما - قالت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، مساء أول من أمس، أنه يجب نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وأعربت عن اعتقادها بأن «حائط البراق» الذي تسميه إسرائيل «حائط المبكى»، هو منطقة إسرائيلية. جاءت أقوال نيكي هايلي في مقابلة مع «شبكة مسيحية» على الإنترنت محسوبة على اليمين الديني في الولايات المتحدة، وفقاً لما نشره موقع صحيفة «هآرتس» العبرية أمس. وأكدت هايلي في المقابلة أنه يتوجب نقل السفارات إلى مدينة القدس وليس فقط السفارة الأميركية، مشيرة إلى أن «مدينة القدس عاصمة دولة إسرائيل وفيها مقر الحكومة الإسرائيلية ومركز القرار وعلينا أن نكون في القدس». ولفتت هايلي إلى أن «الجزء الصعب هو أين يندمج الفلسطينيون في ذلك، وأين تندمج إسرائيل. إسرائيل لا تريد تقديم أي تنازلات في القدس، وإلى أي مدى يصر الفلسطينيون على هذا الشأن؟ وهل القدس هي على طاولة المفاوضات؟». وأضافت أنها لا تعرف موقف الإدارة الأميركية بالضبط، «ولكن موقفي الشخصي هو أن الحائط جزء من دولة إسرائيل». يذكر أن ديبلوماسيين أميركيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين قبل يومين بأن لا ولاية لإسرائيل على المنطقة التي يقع فيها «الحائط الغربي» (حائط البراق) في البلدة القديمة في القدس، وأضافوا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيقوم بزيارة خاصة إلى «الحائط الغربي»، وأن إسرائيل ليست لها ولاية في المنطقة، وأنه غير مرحب بمرافقة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو لترامب هناك. وتلقي هذه الخطوة شكوكاً في شأن الموقف الحقيقي لإدارة ترامب من القدس، في ضوء الإشاعات الكثيرة عن قرب نقل السفارة الأميركية إلى المدينة والاعتراف بها عاصمة موحدة لإسرائيل.

مشاركة :