جهود القاهرة تهدف إلى مواصلة التنسيق المصري الإماراتي لحل الأزمة الليبية بطريقة سلمية عبر حلّ توافقي يرضي جميع الأطراف. وأكد لـ”العرب” أن زيارة حجازي تأتي استكمالا للقاء الذي جمع حفتر والسراج في أبوظبي منذ أسبوعين لأول مرة بعد تعثّر عقد لقاءات بينهما في السابق. ونجحت الوساطة المصرية والإماراتية في عقد اللقاء المباشر بين الطرفين وساهمت نسبيا في تقليل الفوارق في وجهات النظر بينهما، حيث تم الاتفاق على مواجهة الإرهاب وتوحيد القوات المسلحة الليبية. كما تم الاتفاق على أنّ الحل السياسي التوافقي، هو المخرج للأزمة بعد فشل الحلول العسكرية، إذ أنّ استمرار حالة الانقسام الحالية ما بين الغرب والشرق لن تكون في مصلحة الأطراف الليبية أو العربية.استيعاب تيار الإسلام السياسي في الحكومة الجديدة من أبرز الخلافات بين حفتر والسراج الذي يسعى إلى دمجه لكن دوائر سياسية في القاهرة كشفت بقاء البعض من الخلافات والعقبات عالقة بين الطرفين وفي مقدمتها وضع حفتر في الجيش الليبي الموحد، وكذلك قضية جمع أسلحة الميليشيات التي نصّ الاتفاق بينهما على تسليمها لطرف ثالث وهو أمر صعب في ظل الانفلات الأمني وكميات الأسلحة الكبيرة المنتشرة في البلاد بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وتبقى قضية استيعاب الإخوان المسلمين في الحكومة الجديدة من الخلافات بين حفتر والسراج الذي يسعى إلى إدماجهم في العملية السياسية، بينما يرى حفتر أن الإخوان يدعمون الإرهاب، وهم البيئة الحاضنة لكل التنظيمات الإرهابية الأخرى مثل داعش والقاعدة وأنصار الشريعة. وأوضح عبدالمقصود أن زيارة حجازي تستهدف إلى حلّ القضايا العالقة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين ومطالبتهم بتقديم تنازلات متبادلة من أجل المصلحة الليبية العليا وتعزيز الأمن والاستقرار في البلاد والعمل على إعادة بناء مؤسسات الدولة وإعادة الأعمار. وشدّد على أن حل الأزمة الليبية لن يكون إلا بأيدي الليبيين أنفسهم، وبمساعدة عربية خالصة، لأن الأدوار الإقليمية والدولية الأخرى ساهمت في تعقيد الأزمة وإطالة أمدها. ونقلت مصادر سياسية لـ“العرب” أنّ حجازي تابع نتائج اللقاء الذي عقده حفتر مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في القاهرة الأسبوع الماضي، والذي ركّز على أهمية رفع حظر توريد الأسلحة إلى ليبيا. وأضافت أن اللقاء ترك انطباعات بأن ملف تسليح الجيش الليبي يمكن أن يصبح محورا رئيسيا على طاولة القوى الدولية الفاعلة في الأزمة الليبية. وتبذل مصر جهودا لحل الأزمة الليبية منذ اندلاعها، عبر تعزيز الحوار بين الفرقاء الليبيين وتذليل العقبات التي حالت في السابق دون التقارب بين المشير حفتر والسراج، إذ أن استقرار ليبيا يمثل ضمانة قوية للأمن القومي المصري.دوائر سياسية في القاهرة تكشف بقاء البعض من النقاط عالقة بين الطرفين وفي مقدمتها وضع حفتر في الجيش الليبي الموحد واستضافت القاهرة العديد من المسؤلين الليبيين من الطرفين في السابق، وجرت جولات مختلفة من الحوار بينهما من أجل العمل على إنشاء جيش ليبي موحد وجمع أسلحة الميليشيات المختلفة والتي تعيق قيام دولة موحدة. وتدعم مصر الجيش العربي الليبي بقيادة حفتر، كما تساند مؤسسات الدولة الليبية المختلفة لإنهاء حالة الاستقطاب الحالية ما بين الشرق والغرب، والتي تقوم التنظيمات الإرهابية بتوظيفها لممارسة العنف والإرهاب. وطالبت القاهرة مرارا المجتمع الدولي بدعم المؤسسات الليبية وعلى رأسها الجيش الليبي حتى يتمكّن من مواجهة التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة التي تهدّد مصادر الثروة الليبية، وتهدّد بتفتيت وحدة التراب الليبي حيث تسيطر كل ميليشيا على منطقة جغرافية. وتأتي زيارة حجازي بعد يوم من الاحتفال بالذكرى الثالثة لعملية الكرامة. وشارك الآلاف من قوات الجيش الوطني الليبي الثلاثاء في عرض عسكري في منطقة توكرة الواقعة على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من بنغازي أمام المشير حفتر وقادة آخرين بالجيش الوطني الليبي وساسة بارزين من حكومة وبرلمان شرق ليبيا. وقال المشير حفتر في كلمة ألقاها خلال هبوط مظليين ثبتوا بأقدامهم أعلام ليبيا إن الجيش الوطني الليبي صمد في وجه مشكلات جمة. وأضاف “فرضوا علينا حظر التسليح ودعموا الإرهابيين وأسقطوا صواريخ وأطلقوا الرصاص وقطعوا رؤوس الرجال وأوقفوا تصدير النفط واشتروا المناصب وكل ذلك من أجل أن نركع ولكننا أبدا لن نركع إلا لله”. وجدّد حفتر تعهده بالمساعدة في توطيد الاستقرار بالعاصمة قائلا إن الجيش لكل الليبيين. وأضاف “لن نترك طرابلس مرتعا للإرهابيين ولن ترتاح البلاد حتى تعود طرابلس إلى حضن الوطن”.
مشاركة :