لندن: «الشرق الأوسط» زار وفد حكومي روسي دمشق يوم أمس والتقى الرئيس بشار الأسد، الذي عبر عن «تقديره لمواقف روسيا، مشددا على أهمية الدور الروسي في حماية الاستقرار بالعالم والوقوف في وجه محاولات الغرب الهيمنة على دول المنطقة»، بحسب بيان رئاسي مقتضب لم يأت على ذكر مناسبة زيارة الوفد الروسي برئاسة ديمتري روغوزين نائب رئيس حكومة روسيا الاتحادية، مكتفيا بالإشارة إلى أن الحديث تناول «العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية توسيع آفاق التعاون القائم بينهما». وتأتي زيارة الوفد الحكومي الروسي بعد يوم من تعطيل روسيا والصين مشروع قرار فرنسي لإحالة ملف النظام السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية، كما تزامنت الزيارة مع تحذيرات روسية من «تحول دمشق إلى مركز لتصدير الإرهاب والسلاح والمخدرات إلى أوروبا في حال سقط نظام بشار الأسد». ونقلت وسائل إعلام في موسكو عن رئيس هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، قوله خلال المؤتمر الدولي للأمن في موسكو إنه «لا يستبعد» شن الدول الغربية عملية عسكرية ضد سوريا، محذرا من أنه «في حال سقوط النظام السوري، فإن البلاد ستتحول إلى مركز لتصدير الإرهاب، والتطرف، والسلاح، والمخدرات من الشرق الأوسط إلى أوروبا، وغيرها من المناطق في العالم». وكانت روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو (النقض) بمجلس الأمن الدولي، الخميس الماضي، ضد مشروع القرار الفرنسي، الذي يطلب من المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في الجرائم التي ارتكبها نظام الأسد وراح ضحيتها ما لا يقل عن 165 ألف قتيل. من جانب آخر، يواصل النظام السوري حملة الدعاية لانتخابات الرئاسة، وقالت صحيفة «الوطن» السورية إن عدد مراكز الانتخابات في دمشق وحلب وريفهما وصل إلى أكثر من خمسة آلاف مركز. ونقلت عن عضو اللجنة الفرعية للانتخابات بمدينة دمشق، سامر علي، قوله إن عدد المراكز الانتخابية في مدينة دمشق وصل إلى 1500 مركز، مشيرا إلى أن هناك مراكز لم يجر تحديدها بعد وأن اللجنة الفرعية تنتظر من الجهات الحكومية، كوزارتي الدفاع والداخلية، أن تمدها بباقي المراكز. وفي ريف دمشق، وصل عدد المراكز إلى 1535. أما في حلب، فقد أكد رئيس اللجنة الفرعية، أحمد منير ريحاوي، أن عدد المراكز التي جرى تحديدها في المدينة بلغ 1200 مركز، وفي الريف ما يقارب ألف مركز. وبينما قال ناشطون إن تعميما صدر عن قيادة حزب البعث بالتوقف عن الأنشطة والتجمعات في الخيم الانتخابية التي نصبت في غالبية الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام في العاصمة دمشق. وارتفعت حصيلة القتلى في مدينة درعا بجنوب سوريا إلى 37 نتيجة استهداف «الجيش الحر» تجمعا انتخابيا للرئيس بشار الأسد مساء الخميس الماضي في خيمة بحي المطار في مدينة درعا بقذائف هاون. وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: «ارتفعت حصيلة القتلى في درعا إلى 37، وهم 19 مدنيا بينهم أربعة أطفال، و12 عنصرا من اللجان الشعبية، وستة جنود». واتهمت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) «المجموعات الإرهابية المسلحة» باستهداف «مواطنين مدنيين في خيمة وطنية بمدينة درعا». وفي السياق ذاته، قتل أربعة أشخاص وأصيب تسعة آخرون في تفجير عبوة ناسفة بحي التجارة شرق العاصمة.
مشاركة :