واشنطن ـ اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس تعيين مدع خاص للتحقيق في روابط محتملة بين اعضاء من فريق حملته الانتخابية وروسيا بانه "أكبر حملة اضطهاد في التاريخ الاميركي". وكتب ترامب في تغريدة على تويتر "انها أكبر حملة اضطهاد تستهدف سياسيا في التاريخ الأميركي!" متهما ايضا حملة هيلاري كلينتون ورئاسة باراك أوباما بالقيام "باعمال غير شرعية" لم يتم "تعيين مدع خاص أبدا" للتحقيق فيها. وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون مطلعون ر أن مايكل فلين ومستشارين آخرين لحملة دونالد ترامب كانوا على اتصال مع مسؤولين روس وآخرين ممن لهم علاقات بالكرملين عبر ما لا يقل عن 18 مكالمة هاتفية ورسالة إلكترونية خلال الشهور السبعة الأخيرة من السباق الرئاسي في 2016. وتشكل الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها جزءا من سجل يراجعه حاليا مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) وأعضاء من الكونغرس يحققون في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية وفي الاتصالات بين حملة ترامب وروسيا. وذكر ثلاثة مسؤولين حاليين وسابقين أن ستة من الاتصالات التي لم يسبق الكشف عنها كانت اتصالات هاتفية بين السفير الروسي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك ومستشارين لترامب، ومن بينهم فلين، أول مستشار للأمن القومي عينه ترامب. وقال أربعة مسؤولين حاليين إن المحادثات بين فلين وكيسلياك تسارعت بعد انتخابات الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني حيث بحث الاثنان إقامة قناة خلفية للاتصال بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين من شأنها أن تتفادى بيروقراطية الأمن القومي الأمريكية والتي اعتبرها الجانبان عقبة أمام تحسين العلاقات. وفي يناير/كانون الثاني نفى البيت الأبيض في بادئ الأمر إجراء أي اتصالات مع المسؤولين الروس خلال حملة 2016. وأكد البيت الأبيض ومستشارون للحملة منذ ذلك الحين انعقاد أربعة لقاءات بين كيسلياك ومستشارين لترامب خلال تلك الفترة. وقال الأشخاص إنه ليس لديهم دليل على ارتكاب مخالفات أو تواطؤ بين الحملة وروسيا في الاتصالات التي خضعت للمراجعة حتى الآن. لكن الكشف قد يزيد من الضغط على ترامب ومعاونيه لكي يقدموا لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) والكونغرس سجلا تفصيليا بالاتصالات مع المسؤولين الروس وآخرين لهم علاقات بالكرملين خلال الانتخابات وبعدها مباشرة. ولم يرد البيت الأبيض على طلبات للتعليق. ورفض محامي فلين التعليق على الاتصالات. وفي موسكو امتنع مسؤول بوزارة الخارجية الروسية عن التعليق. وقالت متحدثة باسم السفارة الروسية في واشنطن "نحن لا نعلق على اتصالاتنا اليومية مع المحاورين المحليين". وتم إجراء الاتصالات الهاتفية وإرسال الرسائل الإلكترونية الثمانية عشر بين أبريل/نيسان ونوفمبر تشرين الثاني بينما انخرط متسللون إلكترونيون فيما خلصت المخابرات الأميركية في يناير/كانون الثاني إلى أنه جزء من حملة للكرملين لإضعاف الثقة في التصويت والتأثير على نتيجة الانتخابات لصالح ترامب على حساب منافسته الديمقراطية وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. وقالت المصادر إن تلك المناقشات ركزت على إصلاح العلاقات الأميركية الروسية في المجال الاقتصادي والتي توترت جراء العقوبات التي فرضتها واشنطن على موسكو وكذلك على التعاون في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا واحتواء الصين التي تزداد نزوعا نحو الهيمنة.
مشاركة :