القاهرة – زار رئيس هيئة الأركان المصرية الفريق محمود حجازي شرق ليبيا وأجرى محادثات مع القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، وفق ما أعلن الخميس متحدث عسكري مصري. وتأتي هذه الزيارة بعد وساطة امارتية نجحت في جمع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج والمشير حفتر على طاولة واحدة في أبوظبي في اختراق دبلوماسي إماراتي لجدار الأزمة الليبية، حيث تمكنت الامارات من وضع أطراف الصراع الليبي على طريق المصالحة الوطنية. ويعكس لقاء حجازي وحفتر تنسيقا بين الجانبين المصري والليبي على أعلى مستوى في مواجهة التنظيمات الارهابية والارهاب العابر للحدود. ويسعى الطرفان لمحاصرة تمدد تلك الجماعات التي استغلت سنوات من الفوضى الأمنية في ليبيا لتجد لنفسها موطئ قدم على مساحات مترامية. وتدعم مصر الجيش الوطني الليبي الذي صار منذ ثلاث سنوات القوة العسكرية المسيطرة في شرق ليبيا والذي يقاتل إسلاميين متشددين تقول القاهرة، إنهم يستهدفون حدودها الغربية. ولا يزال الجيش الوطني الليبي يواجه مقاومة مسلحة في بنغازي وغيرها من المناطق في شرق ليبيا، وقد حقق الكثير من الانتصارات ونجح في اعادة الاستقرار لمعظم الشرق بينما يواصل عملياته لدحر الميليشيات المتطرفة. وقال المتحدث العسكري المصري على صفحته بفيسبوك، إن الزيارة واكبت الذكرى الثالثة لانطلاق عملية ضد متشددين ومسلحين آخرين في شرق ليبيا. وأقيم يوم الثلاثاء عرض عسكري كبير للجيش الوطني الليبي بحضور المشير خليفة حفتر. وقال المتحدث العسكري المصري إن حجازي شارك على رأس وفد عسكري في احتفال الجيش الوطني الليبي بالذكرى الثالثة لانطلاق عملية "الكرامة". وأضاف أنه أجريت له مراسم استقبال رسمية بمقر القيادة العامة للجيش الوطني الليبي أعقبها لقاء مع حفتر بحضور عدد من كبار القادة العسكريين من الجانبين. وتابع "تناول اللقاء تطورات الأوضاع على الساحتين الداخلية والخارجية في ظل الظروف والتحديات الراهنة التي تشهدها ليبيا والمنطقة وكذلك تنسيق الجهود والتعاون العسكري المشترك لإحكام السيطرة الأمنية وتأمين الحدود". ولم يحدد المتحدث العسكري المصري يوم الزيارة أو المحادثات، لكنها تأتي على الأرجح في اطار تنسيق جهود مكافحة الارهاب. وأحبطت مصر مرارا عمليات تسلل ارهابيين على حدودها مع ليبيا كما دمرت مؤخرا رطلا من سيارات رباعية الدفع محملة بالأسلحة عبرت الحدود المصرية. وتشن القوات المصرية منذ 2013 حملة عسكرية واسعة على معقل جماعة ولاية سيناء الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية. وتمكنت من تصفية المئات من عناصر الجماعة المتطرفة، فيما قتل في المقابل العشرات من عناصر الجيش والشرطة المصريين في كمائن وهجمات ارهابية نفذتها ولاية سيناء. وتعتقد السلطات المصرية أن التنظيم المتطرف يحصل على أسلحة مهربة من الأراضي الليبية. وكان سلاح الجو المصري قد شن غارات جوية على معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في ليبيا بعد أن نشر التنظيم فيديو بتاريخ 15 فبراير/شباط يصور عمليات قطع رؤوس 21 من المسيحيين الأقباط المصريين. وقتل في الغارات المصرية حينها والتي نفذت بعد ساعات من اعلان التنظيم المتطرف عن قطع رؤوس المصريين الأقباط العاملين في ليبيا، 64 من عناصر الدولة الإسلامية في المدن الساحلية في درنة وسرت.
مشاركة :