بغداد، بروكسيل - وكالات - أعلنت مسؤولة رفيعة في الأمم المتحدة في العراق، أمس، أن أعداد النازحين من مناطق القتال في غرب الموصل بلغت مستوى غير مسبوق ومنظمات الاغاثة تكافح لتقديم المساعدات المطلوبة.وقالت منسقة الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية ليز غراندي، في بيان، إن «أعداد الناس الفارين من منازلهم في الجانب الغربي لمدينة الموصل كبيرة جداً. نحن نتحدث عن عدد كبير من العائلات تركوا كل شيء خلفهم، فهم يهربون في ظروف صعبة جداً، مع نقص كبير في الغذاء وليس لديهم منفذ لمياه صالحة للشرب ولا للدواء لعدة أسابيع أو أشهر».ورغم إنشاء مخيمات لمساعدة مئات آلاف النازحين الذين تركوا منازلهم منذ انطلاق عملية تحرير الموصل في أكتوبر من العام الماضي، أكدت غراندي أن المنظمات الدولية تعاني من أجل تقديم المساعدة لموجة النزوح الاخيرة.وأوضحت ان «اعداد الناس الذي يفرون اصبحت كبيرة، وبات من الصعب جداً تأمين تقديم مساعدات للمدنيين كذلك تقديم الحماية التي يحتاجون».وحذرت منسقة الشؤون الانسانية من وجود 200 ألف مدني لايزالون عالقون في المدينة القديمة، التي اختارها «الدواعش» لتكون آخر نقطة للصمود أمام القوات العراقية.وحضت غراندي المانحين على زيادة دعمهم من أجل جهود مساعدة الموصل التي حصلت على تمويل أقل بكثير من المطلوب، مضيفة ان «مئات الآلاف من الأشخاص على المحك».من جهتها، أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش»، أمس، أن الجيش العراقي وغيره من قوات الأمن المحلية أجبروا أكثر من 300 عائلة نازحة على العودة إلى مناطق في الموصل لا تزال معرضة لخطر الهجوم من «داعش».وقالت نائب مدير قسم الشرق الأوسط في المنظمة لما فقيه «هذه العائلات لا ينبغي إجبارها على العودة إلى مناطق غير آمنة ومناطق تنقصها المياه والغذاء والكهرباء والمرافق الصحية الملائمة».من جهة أخرى، اقترحت الولايات المتحدة أن يتولى الحلف الأطلسي مهمة تدريب للقوات العراقية بعد دحر تنظيم «داعش».وقال رئيس اركان الجيوش الاميركية المشتركة الجنرال جو دانفورد للصحافيين على متن الطائرة التي أعادته من اجتماع للحلف في بروكسيل، ان الحلف الاطلسي «يمكن أن يكون في موقع ممتاز للقيام بمهمة تدريب» للقوات العراقية «على فترة طويلة».وذكر بأن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان أعلن ان القوات العراقية يمكن أن تظل بحاجة الى دعم بعد الانتصار على التنظيم الإرهابي، لكن دون ان يحدد مطالبه بشكل رسمي.مبدئياً يمكن ان تقتصر مهمة الحلف الاطلسي على تنمية قدرات الجيش العراقي.وقال دانفورد ان الحلف الاطلسي يمكن ان يقدم للجيش العراقي «مساعدة لوجستية ومعدات وتنمية القدرات وتدريب الكوادر وتأسيس اكاديميات»، لكنه أوضح أن مهمة تقديم الارشادات الى القوات العراقية ستظل من صلاحيات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش».وأضاف «لن يطلب من الحلف الاطلسي تقديم نصائح عسكرية كما يحصل حاليا في الموصل (شمال العراق) او في الرقة (شمال سورية). لا أعتقد أننا على وشك التفكير» في أن يتولى الحلف الاطلسي مهام التحالف بالكامل.وتحض الولايات المتحدة منذ وقت طويل الحلف الاطلسي على الانضمام كمؤسسة إلى التحالف، مع العلم ان كل دولة على حدة من دول الحلف الـ 28 تشارك بشكل فردي في التحالف الدولي.ويفترض أن تتم إثارة المسألة خلال قمة الحلف في بروكسيل، الأسبوع المقبل، وهي الاولى التي سيشارك فيها الرئيس الاميركي دونالد ترامب.وكان القادة العسكريين لدول الحلف أبدوا تأييدهم للاقتراح خلال اجتماع، أول من أمس، حسب الجنرال التشيكي بيتر بافل الذي يترأس اللجنة العسكرية في الحلف.في المقابل، أفادت مصادر غربية أن فرنسا وألمانيا ترفضان خطة أميركية لتوسيع دور «الأطلسي» في قتال «داعش»، خشية محاصرة الحلف في مهمة قتالية مكلفة على غرار ما حدث في أفغانستان، وإثارة استياء دول عربية أو المخاطرة بمواجهة مع روسيا في سورية.وقال ديبلوماسي أوروبي بارز في حلف الأطلسي «هما غير مقتنعتين بها. تريدان معرفة ما الفرق الذي ستحدثه. جميع أعضاء الحلف وعددهم 28 هم بالفعل جزء من هذه الجهود»، في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم 68 دولة ويشمل جميع أعضاء حلف الأطلسي.
مشاركة :