الجبير يطالب إيران بتغيير سلوكها العدواني

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

قال معالي وزير الخارجية الاستاذ عادل بن أحمد الجبير إن المملكة تحتضن قمماً كبرى، وهذه القمة غير مسبوقة من حيث محاورها والعزم على القضاء على الإرهاب والتطرف.. ووضع حد للسلام والتعايش فيما بين الدول في العالم. وأكَّد الجبير خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر وزارة الخارجية حضرته وسائل الإعلام المحلية والعالمية أنه اعتبارا من يوم السبت هناك قمة سعودية - أمريكية تليها قمة خليجية - أمريكية يوم الأحد، وفي نفس اليوم قمة إسلامية عربية أمريكية، وهذه أول زيارة للرئيس الأمريكي يقوم بها لأول دولة وهي المملكة العربية السعودية. وهذه الزيارة تاريخية وسوف يلتقي خادم الحرمين الشريفين ويجتمع بقادة المملكة وقادة العالم العربي والإسلامي.. وهذا مؤشر قوي جداً على تغيير الحوار بين العالم الإسلامي والعالم الغربي، وفتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون فيما بين هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية ومواجهة التطرف والإرهاب، وبناء شراكة تخدم الطرفين وفي عزل من يدعي أن هناك عداوة بين الإسلام والغرب ويفتح مجالات عدة. وأوضح الجبير أن المملكة والولايات المتحدة الأمريكية ومن منطلق هذه الزيارة تعزز الشراكة وتقويها، مشيراً إلى تقوية العلاقة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف ومحاربة داعش والقاعدة والتصدي لسياسات إيران العدوانية وبناء علاقات تحالفية مع حلفاء أمريكا في المنطقة. وأشار الجبير الى أن القمة سوف تبحث أمور العراق واليمن وسوريا والقضايا العربية، بالإضافة إلى موضوع القرصنة من خلال تكثيف وتعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين. وتوقع معاليه أن يكون هناك مخرجات إيجابية من العمل التعاوني مع أمريكا والوصول إلى تفاهمات على العديد من القضايا، كما سوف يكون هناك التوقيع على عدد من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية بالإضافة إلى أنه سيكون هناك منتدى لرجال الأعمال بين البلدين بالإضافة إلى حوار المغردين السعوديين يحضره الرئيس ترامب للرد على أسئلتهم. وأوضح أن القمة الخليجية مع الرئيس ترامب هي القمة الثالثة مع الإدارة الأمريكية وسوف تساهم هذه القمة في تعزيز الشراكة القوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، ووضع استراتيجية واضحة المعالم بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية، مبينا أن العالم يعرف تماماً ما يربط هذه الدول بالولايات المتحدة من مصالح مشتركة، وهناك مبادرات عديدة تتعلق بجوانب التسليح والجانب الاقتصادي والإرهاب ومواجهة التطرف وتعزيز العمل في الجوانب التعليمية، وهذه المبادرات هي موجودة ولكن نسعى مع الجانب الأمريكي إلى تفعيلها مع هذه الدولة الصديقة خدمة لمصالح الطرفين. وبين أن القمة العربية الإسلامية الأمريكية سوف تتناول العديد من الأمور المهمَّة وهي القمة الأولى من نوعها تحصل، وسيطرح فيها التعايش والسلم وأن تتحاور هذه الدول مع بعضها البعض ومن خلال شركات وحوار إيجابي، بحيث تستطيع هذه الدول مواجهة التطرف والغلو ونشر أفكار التسامح والتعاون والتعايش، والتركيز على خلق شراكة بين الولايات المتحدة وهذه الدول في عدة مجالات. كما سيتم بحث أمور الشباب في هذه الدول وكيف يمكن توفير العمل والتعليم والتقنية واستثمار قدرات هؤلاء الشباب، من خلال تعاون مشترك وفتح صفحة جديدة من العلاقات بين هذه الدول والولايات المتحدة الأمريكية وبين الدول العربية والإسلامية، ونحن نتطلع إلى هذه الزيارة التاريخية التي ستخدم قضايا.. ومن أهم المؤشرات لهذه القمة هو تمثيل الدول المشاركة في هذه القمة، حيث نتوقع أن يكون هناك 37 قائدا ما بين ملوك ورؤساء دول و6 رؤساء حكومات وهذه الأرقام وهذا المستوى غير مسبوق في قمم الدول، وهو مؤشر على أهمية هذه القمة التي تعقد في المملكة. وقال الجبير: لا يفوتني أن أنوه بالجهود التي قام بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند زيارته الأخيرة لأمريكا ولقائه الرئيس الأمريكي ترامب، وهذه القمة والزيارة ثمرة جهود سموه وكانت هذه الزيارة ناجحة دفعت بمستوى العلاقات بين البلدين ومهدت هذه الزيارة التاريخية لزيارة المملكة. عقب ذلك أجاب الجبير عن أسئلة الصحفيين.. فحول أنشطة إيران النووية رد الجبير بأن هناك توجهاً صارماً من قبل أمريكا بزيادة العقوبات الصارمة على إيران لارتكابها العديد من المخالفات والاستمرار في صنع الصواريخ، وتهديد الملاحة وتهديد دول المنطقة.. والولايات المتحدة قد أوضحت أن إيران عليها أن توقف نشاطها وسوف نعمل مع حلفائنا لضمان أن إيران لن تشكل خطورة على دول المنطقة وإيقاف نشاطاتها النووية، واحترام القانون الدولي وعدم التدخل في شؤون الدول وسوف نعمل مع الولايات المتحدة على منع إيران من امتلاك أي أسلحة نووية، مؤكِّداً أن الولايات المتحدة الأمريكية قد وفرت لدول الخليج قدرات عسكرية لصد أي تهديدات لهذه الدول، وسوف تستمر الولايات المتحدة بالعمل معنا لحماية هذه الدول وحماية مصالحها في هذه المنطقة، والحفاظ على أمن هذه الدول من أي صواريخ تهدد هذه الدول وحماية الملاحة البحرية والتجارية العالمية، ونحن نراقب نوايا إيران العدوانية في المنطقة خاصة أن سلوك إيران أصبحت عدوانية وتشكل خطراً على المجتمع الدولي بالكامل. وحول سؤال عن العلاقات السعودية - الأمريكية قال الجبير ان هذه العلاقات قد بدأت عندما جاءت الشركات الأمريكية إلى المملكة لاكتشاف النفط وقاموا باكتشافات النفط في عام 1945 مع الملك عبد العزيز - رحمه الله - والعلاقات العسكرية في نهاية الخمسينات، وقد زاد هذا التعاون العسكري من قوة إلى قوة، فالمملكة والولايات المتحدة تتعاونان في كافة القضايا في الشرق الأوسط وعملنا معاً على العديد من القضايا، ونحن نعمل حالياً على مواجهة الإرهاب لذلك علاقاتنا قوية ومتينة في كل القضايا الاقتصادية والعسكرية والسياسية، وتاريخ هذه العلاقة عريق وسوف نزيد تعاوننا مع هذه الدولة الصديقة. وأشار الجبير الى أن القرار الحكيم الذي أصدره ترامب بتوجيه ضربة لسوريا كان قراراً حكيماً وقوياً وبيّن للأعداء أن إدارة ترامب جادة في تنفيذ ما تراه للحفاظ على مصالح أمريكا. وحول هذا التحول الإيجابي في علاقات البلدين بعد ما كانت في وضع فيه بعض الإشكاليات قال الجبير: أعتقد أن علاقات البلدين ما بين قوية ومتراجعة وهناك بعض التباين والإشكاليات وهذا أمر طبيعي، ولكن مع الإدارة الجديدة تحسنت هذه العلاقات بشكل جيد وتم حل هذه الإشكاليات ووصلنا إلى أهداف مشتركة نعمل عليها سوياً مع الإدارة الجديدة وسوف تتطور من أفضل إلى أفضل.. موضحًا أن الدور الأمريكي في الشرق الأوسط والحفاظ عليه مهم جداً ويتطلب جهداً أكبر وإدارة ترامب تؤمن بذلك والولايات المتحدة الأمريكية دولة عظمى ولها مصالح عليها أن تحافظ عليها، فالتغيرات الأساسية بيننا وبين أمريكا لم تتغير وسوف نواصل لبناء علاقات قوية. وحول سؤال عن إنشاء حلف عسكري على غرار «النيتو» رد الجبير: نحن لدينا في مجلس التعاون «درع الجزيرة» والتحالف الإسلامي لمواجهة التطرف والإرهاب، وفيه حديث عن تكثيف هذه الجهود في مؤسسة أمنية في المنطقة تستطيع أن تتصدى للإرهاب وحماية دول المنطقة، ولكن هذه الأفكار مطروحة وقابلة للنقاش وهناك فكرة القوة العربية المشتركة التي طرحتها مصر تصب في نفس السياق، وهناك تشاور حول أفضل آلية تم تطبيقها لتحقيق هذا التعاون.. ونحن في حاجة إلى مثل هذا التعاون ولكن هناك تحالف قوي مع الولايات المتحدة حول هذا الموضوع. وقال الجبير ان المواقف الشفافة والواضحة التي كانت بين الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والرئيس الأمريكي قد زادت من علاقات البلدين وأصبح هناك تعاون في المجال الأمني والعسكري والاستثماري، وهذا يدل على حرص الرئيس الأمريكي لبناء علاقات قوية مع دول الخليج والعالم الإسلامي إلى آفاق أرحب. وحول سؤال عن الخلاف بين إيران ودول الخليج رد الجبير: عداؤنا لإيران بسبب أفعالها ومهاجمة السفارات ودعم المليشيات وإطلاق الصواريخ وزعزعة المجتمعات، وأنه لا يمكن للعالم أن يقبل مثل هذه التصرفات وإذا أرادت إيران أن يكون لها علاقات طبيعية عليها العودة إلى تغيير سياساتها ونبذ الطائفية والكف عن دعم الإرهاب وتهديد الجيران، وإذا توقفوا عن ذلك سوف نمد أيدينا لهم أما إذا استمروا في هذا العدوان والطائفية فلا صداقات معهم ولكن مثلما قلت نحن وإدارة الرئيس ترامب واعين لها. وأوضح الجبير أن الحل والسلام في الشرق الأوسط ومع إسرائيل هو الالتزام بالقرارات الدولية ومبادرة السلام العربية والتعايش بسلام بعيداً عن الحروب. وأضاف أننا لا ننظر إلى الانتخابات الإيرانية فهذا شأن داخلي نحن لا ننظر لأشخاص نحن ننظر لأفعالهم، فلا يهمنا من يفوز في الانتخابات الإيرانية.وبين الجبير أن القمة سوف تتمكن من إيجاد استراتيجية جديدة لمنع الإرهاب ومنع تمويل الإرهاب وسوف يطلق القادة المركز العالمي في الرياض لمحاربة التطرف وإيجاد قنوات تواصل للتسامح والتعايش، مؤكِّداً أن المملكة استطاعت تجفيف منابع داعش والقاعدة في المملكة، حيث تم القبض على العديد من أصحاب هذا الفكر المنحرف وسوف يسهم هذا المركز في تعاون مشترك بين الدول، مشيداً بالدور الذي سوف يقوم به التحالف الإسلامي العسكري من خلال 41 دولة تم انضمامهم لهذا التحالف. وحول حقوق الإِنسان في المملكة قال الجبير: نحن لدينا حياة كريمة ولدينا تعليم متطور وحقوق الإِنسان في المملكة مكفولة، ولا يوجد لدينا أي تهميش للحريات، لدينا جامعات مرموقة ولدينا العمل الاجتماعي والإِنسان متطور لدينا حياة كريمة تضاهي الدول الأوروبية هذا هو حق من حقوق المواطن في هذه البلاد ومن حق أي مواطن النقد، ومن حق أي مواطن اللجوء إلى المحاكم وديوان المظالم وحقوق الإِنسان إذا كان لديه مظلمة.. الأبواب مفتوحة ولدينا مجلس شورى فيه حوالي 200 عضو وفيه سيدات، ولدينا في المملكة من رعايا من جميع جنسيات العالم ولديهم رعاية صحية وأبوابنا مفتوحة لمن لديه مظلمة، وبعض الدول التي تنتقد حقوق الإِنسان في المملكة لا تطبق بعض الجوانب الإِنسانية لديها وتعامل المخالفين للأنظمة معاملة قاسية ونطبق عليهم النظام.

مشاركة :