خبراء يطالبون بتشكيل حلف إسلامي-أمريكي لمواجهة الإرهاب وتدخلات إيران

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أحمد المصري- الأناضول طالب خبراء ومحللون خليجيون وعرب، القادة العرب والمسلمون بتوحيد مواقفهم تجاه قضايا وأزمات المنطقة والأمة وخاصة القضية الفلسطينية والأزمة السورية وتدخلات إيران والإسلاموفوبيا خلال قممهم المرتقبة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة السعودية الرياض، 20 و21 الجاري. ودعوا إلى تشكيل تحالف قوي مع أمريكا للحد من تدخلات إيران في شؤون المنطقة، ومواجهة الإرهاب، وطالبوا واشنطن بتعاون استخباراتي أوثق مع الدول العربية والاسلامية لمواجهة خطر التنظيمات المتشددة. وتستضيف المملكة، غدًا وبعد غدٍ، قمة تشاورية خليجية، و3 قمم ستجمع ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وقادة دول الخليج، وزعماء دول عربية وإسلامية. ويرتقب مشاركة 55 قائدا أو ممثلا عن دول العالم الإسلامي في القمم الثلاث، بالإضافة إلى ترامب. وستكون زيارة ترامب للسعودية، هي أول زيارة خارجية له، منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، ليصبح بذلك أول رئيس أمريكي يبدأ زياراته الخارجية بزيارة دولة عربية أو إسلامية.‎ ** قمم تاريخية لتجاوز الماضي وتعليقا على القمم المرتقبة ، قال الكاتب والمحلل السياسي جابر الحرمي رئيس تحرير "الشرق" القطرية السابق لـ "الأناضول" :"أن تكون أول محطة خارجية لرئيس أمريكي يقصدها عاصمة عربية هو اعتراف بأهمية ودور هذه الدولة، وأن تكون السعودية فهو دليل على مكانة واستراتيجية هذه الدولة، وما تمثله من أهمية وثقل على الساحة الدولية". واعتبر الحرمي زيارة ترامب للرياض في أول جولة خارجية له "تشكل ردا على الذين حاولوا الصاق تهمة الارهاب وعمليات 11 سبتمبر بالمملكة" . بدوره اعتبر د .خليل بن عبدالله الخليل أكاديمي وكاتب وعضو سابق في مجلس الشورى السعودي في حديث مع "الأناضول" أن "انعقاد القمم الثلاث في الرياض حدث تاريخي غير مسبوق ". وبين أن "القمم الثلاث بدون شك ستصنع تحولا تاريخيا في مصالح الأمتين العربية والإسلاميه وترسل رسالة دولية للعالم أن العرب والمسلمين موجودون وشركاء مع الغرب في صنع السلام، ولن يتخلّوا عن حقوقهم وهم يمثلون ربع سكان العالم عدديا، وكذلك يملكون المواقع الجغرافية والموارد الإقتصاديه التي تؤثر على الأمن والإستقرار في العالم ، وعلى امريكا التعاون والتفاهم معهم لمصلحتها ولمصلحة السلم المجتمعي". من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي إياد الدليمي، أن زيارة ترامب المرتقبة إلى السعودية تندرج في إطار رؤية القيادة الأمريكية الجديدة بضرورة تجاوز ما تعتقد انه ماض يجب تجاوزه في العلاقة مع الحلفاء في الشرق الاوسط وتحديدا السعودية، ولا سيما أن العلاقة الأمريكية السعودية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما شهدت توترا وخاصة في اعقاب توقيع الاتفاق النووي مع ايران. وأردف في تصريح للأناضول "وترامب له موقف سلبي من هذا الاتفاق، ولديه رغبة للتواصل اكثر مع الحلفاء التقليديين وخاصة المملكة ، واعتقد ان اختيار المملكة كأول دولة خارجية يزورها ترامب هو تعبير عن هذا التوجه الامريكي الجديد.". **مواقف مطلوبة وفي رده على سؤال حول المطلوب من القادة العرب والمسلمين خلال تلك القمم، قال الكاتب القطري جابر الحرمي :"من المهم أن تكون هناك لغة واحدة يتحدث بها القادة العرب والمسلمين خلال لقاءهم ترامب ، ليؤكدوا على موقف موحد حيال قضايا العالم العربي والاسلامي، خاصة القضية الفلسطينية وملفات سوريا واليمن والعراق ". وتابع وبحث "ما تشكله ايران من تهديدات للمنطقة، وضرورة مواجهة الارهاب والتوسع الذي تقوده بالمنطقة ومحاولة العبث بأمن واستقرار دول المنطقة عبر تدخلها المباشر او عبر أذرعها الإرهابية ، والسعي لدفع المنطقة لحروب واقتتال طائفي ومذهبي". وأشار أن "مواقف ترامب الانتخابية لم تكن إيجابية فيما يتعلق بالمهاجرين أو الإسلام ، وهي فرصة امام قادة الدول العربيةوالإسلامية خلال قمتهم تصحيح هذه الصورة ". وأضاف "الأمر الأهم باعتقادي ضرورة التركيز على القضية الفلسطينية وأن يوصل القادة لترامب أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيمثل " قنبلة " تنفجر في العلاقات العربية الاسلامية مع أمريكا في حال تم نقل السفارة.". وبين أن "الإدارة الأمريكية تعي خطورة الإقدام على خطوة كنقل سفارة واشنطن الى القدس .". وأكد الحرمي أنه "مطلوب مواقف جادة وواضحة خلال هذه اللقاءات ". وقال الإعلامي القطري أن "العرب والمسلمين لا يريدون من أي طرف دولي الانحياز لهم ، إنما يريدون فقط الانصاف والعدالة في التعامل مع قضاياهم ." وشدد على إنه "مطلوب رسائل واضحة وموحدة من القادة العرب والمسلمين خلال لقاءهم ترامب ". وأردف:" ونحن على ثقة ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سيكون حاملا كل ملفات الامة بجدارة وأمانة خلال القمم التي ستشهدها الرياض مع ترامب" . **حلف إسلامي أمريكي بدوره دعا الخبير الإستراتيجي السعودي د. خليل الخليل إلى "إنشاء حلف لمواجهة التشدد والعنف والإرهاب فكريا وأمنيا بما يهدد مصلحة السلم والأمن في العالم ، ويبعد المنطقه عن الخراب والحروب والنزاعات ويوجه الموارد للبناء وحقوق الإنسان والتنمية المستدامة". وبين أنه يتنظر من هذه القمم " إعلان مبادئ واستراتيجيات تحكم السياسة الدوليه في نصف القرن الحالي الذي تتشكل فيه المصالح والخرائط."وأردف:"ننتظر مواجهة ثقافة الكراهيه والعنصرية ضد العرب والمسلمين الذي ظهر أخيراً في الغرب عامه وفي أمريكا خاصه ". وأضاف: "ننتظر الاتفاق على مواجهة تمدد ايران وتدخلاتها ومساعدة ايران على العوده الحكمة ونفض يديها من المليشيات الشيعية العنيفة والإرهابية لتكون جارة مؤتمنة ويسود السلم بينها وبين دول الخليج العربي بدلا من العزاوات والمنافسات السلبية". ودعا إلى " اتخاذ قرارات مفصلية تضمن حقوق الفلسطينيين وعيشهم في ارضهم الفلسطينيه في أمن وسلام ورخاء وإيقاف اسرائيل من الإعتداءات عليهم ، والإصرار على أن القدس عربيه وإسلاميه لا حق لأحد في التصرف فيها غير أهلها الفلسطينيين.". واتفق الدليمي مع الخليل في دعوته إلى حلف إسلامي أمريكي، ومع الحرمي في دعوة القادة إلى توحيد مواقفهم. وقال بهذا الصدد: "هناك فرصة أمام الدول العربية والاسلامية التي ستلتقي الرئيس الامريكي في السعودية، هذه الفرصة تقتضي من هذه الدول أن توحد مطالبها أمام الادارة الأمريكية هذا اولا". وتابع " ثانيا أن تضغط باتجاه أن تحول إدارة ترامب عدائها الظاهر لإيران الى واقع ملموس وأن يتجلى ذلك في موقف أمريكي واضح من التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ، وخاصة في العراق وسوريا ولبنان واليمن.". وأوضح أن المطلوب من الدول العربية والاسلامية "العمل على تشكيل تحالف قوي مع الولايات المتحدة الأمريكية يكون قادرا على ردع ايران في الوقت المناسب، وان لا تكتفي واشنطن بتصريحات تتهم فيها ايران بانها راعية الارهاب الاولى بالعالم دون فعل". وشدد الخبير العراقي على ضرورة أن " يكون هناك وعي بضرورة ان تتخلى واشنطن عن موقفها الرمادي حيال ما يجري في سوريا". واردف:" وأعتقد ان واشنطن لديها القدرة على ذلك من خلال الضغط على روسيا التي باتت اليوم الحليف الابرز لنظام الاسد.". وبين أنه "إلى الآن لم يبدر أي فعل حقيقي من طرف الادارة الامريكية الجديدة حيال التدخلات الايرانية، وبالتالي فان القمم الثلاث المرتقبة في السعودية يمكن ان تكون فرصة مناسبة لدفع واشنطن لاتخاذ اجراءات رادعة ضد تدخلات طهران في شؤون المنطقة". واوضح قائلا :"أمريكا اليوم تحاول ان تظهر بموقف الرافض للتدخل الايراني ، حتى ان الدعوة التي وجهت للعراق ذهبت الى رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، وهو كردي سني، بينما الدعوة التي ذهبت الى لبنان وجهت الى رئيس الوزراء، سعد الحريري السني، ولم توجه الى العماد عون المحسوب على تيار ايران في لبنان." وكشف أن واشنطن ستعلن قريبا عن اتفاقية جديدة مع بغداد لبقاء قوات أمريكية في العراق عقب تحرير الموصل من داعش. واعتبر أن هذا الأمر إذا ما حصل سيكون فعلا بادرة على نية أمريكية للحد من نفوذ ايران، وان كان الامر سيقابل برفض شعبي داخلي. في الشان الفلسطيني ، قال الدليمي :"لا أعتقد ان ترامب سيعمد إلى نقل السفارة الامريكية الى القدس كما اعلن سابقا"، معتبرا أن "القرار ربما يكون فوق طاقة ادارته خاصة في ظل الحاجة الامريكية الى وجود تعاون اوثق مع الدول العربية." وتابع:"يبقى موضوع الإسلاموفوبيا، وهناك تغيير بدأ يطرأ على خطاب إدارة ترامب وخاصة عقب قراراه بحظر سفر مواطني سبع دول إسلامية الى أمريكا، وهو يندرج أيضا في رغبة ادارة ترامب في توثيق علاقاتها مع العالم العربي والاسلامي". ** مكافحة تنظيم داعش وتوقع الحرمي أن "تنظيم داعش وما يشكله من تهديد وما يقوم به من عمليات ارهابية سيكون متصدرا لمباحثات ترامب مع قادة المنطقة ، خاصة ان هذا التنظيم شكّل من اجله تحالف دولي الا انه رغم هذه المدة لم يتم القضاء عليه ." وفي هذا الصدد بين الخبير العراقي الدليمي أن " هناك حاجة لتعاون استخباراتي اوثق مع الدول العربية والاسلامية لمواجهة خطر التنظيمات الجهادية المتشددة، وامريكا تدرك ان مرحلة ما بعد داعش قد تكون اكثر خطرا عليها وعلى امنها من مرحلة داعش." ** تحذيرات واجبة ودعا الخبيران القطري والعراقي للحذر وعدم الإفراط في التفاؤل من تلك القمم . واستبعد الدليمي أن يكون هناك تغييرا كبيرا في تعامل الادارة الامريكية مع ملفات المنطقة. وبين أنه " في كثير من الخطط التي اعلنها ترامب للتعامل مع ملفات الشرق الاوسط ، كانت عبارة عن تكرار لخطط سلفه أوباما مع بعض التغيرات البسيطة والشكلية، ولعل ذلك تجسد واضحا في قرار الادارة الامريكية الاخير حول تسليح الميلشيات الكردية في سوريا لقتال تنظيم داعش هناك، وهي ذات خطة الرئيس السابق باراك اوباما. من جهته حذر الحرمي من أن:"ترامب سيأتي حاملا ملفات اقتصادية سيحاول تمريرها بما يعود بالنفع على الاقتصاد الأمريكي ، خاصة أن برنامجه الانتخابي كان مركزا على هذا الجانب بما فيه البطالة ، مما سيعمل على طرح صفقات في أكثر من مجال سواء في مجال التسليح وهو ما ظهرت بوادره عن أنباء رشحت تتحدث عن صفقات مع السعودية بنحو 100 مليار دولار قابلة للوصول الى 300 مليار دولار خلال 10 سنوات، او عبر استثمارات خليجية تضخ بالاقتصاد الأمريكي ، سعيا لتخفيف وطأة البطالة". وشدد على إنه "مطلوب رسائل واضحة وموحدة من القادة العرب والمسلمين خلال لقاءهم ترامب ". وأردف:" ونحن على ثقة ان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سيكون حاملا كل ملفات الامة بجدارة وأمانة خلال القمم التي ستشهدها الرياض مع ترامب" . الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :