أشاد الرئيس التونسي قيس سعيد بالتجربة المصرية في مواجهة التطرف والإرهاب. وقال قيس سعيد، في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي بقصر الاتحادية بالقاهرة، إنه تم الاتفاق على تربية النشء التربية السليمة لمواجهة التطرف، ومنع تسرب الإرهاب للشباب. وأثنى مهدي عبد الجواد القيادي في حركة نداء تونس بالجهود المشتركة بين السيسي، وسعيد لمواجهة الإرهاب في المنطقة، مشيراً إلى أن الزيارة الحالية لسعيد إلى لمصر لا يمكن استثناؤها من الظروف التي تحيط بتونس من محاولات إخوانية لضرب التجربة الديمقراطية، ونشر الإرهاب والسيطرة على الحكم. وأضاف عبد الهادي لـ«الاتحاد» أن الزيارة ستناقش الأوضاع في ليبيا وما تعيشه من تحول في اتجاه مصالحة سياسية وشروع في بداية الإعمار، وليبيا تمثل عمق الأمن القومي للبلدين، كما أنها فضاء لصراع كبير، مما يتطلب من مصر وتونس تنسيقاً في المواقف، ثم أيضاً الأزمة المتواصلة التي تعرفها قضية سد النهضة وحاجة مصر إلى دعم تونس في الدفاع على حقها في المياه. وشدد القيادي المعارض لجماعة الإخوان في تونس على الدور المهم للرباعي العربي في مواجهة حركة الإخوان، حيث أشار إلى أن الحرب على الإرهاب ستكون نقطة محورية، خاصة أن الزعيمين يتفقان على ضرورة مقاومة الأفكار الهدامة التي تقوم بغسل أدمغة الشباب والدفع بهم نحو الإرهاب. من جهته، أكد عليا العلاني المحلل السياسي التونسي أن زيارة قيس سعيد تأتي لإصلاح ما لحق بالعلاقة بين مصر وتونس من فتور، واسترجاع نسق العلاقات التاريخية، ورغم اختلاف الوضعيتين على مستوى الظروف الداخلية، فإن مصر تبقى نموذجاً لابد من الإشادة به في علاقة بمحاربة الإرهاب الإخواني المتطرف الذي دفع بمصر نحو الاستقرار والنمو والتقدم. وأضاف العلاني أن الإخوان ظاهرة سياسية عابرة وطارئة وشوهت العلاقة الثنائية، الإخوان لا يؤمنون بالدولة ولا الوطن، فولاؤهم للجماعة. وانخرطت النهضة التونسية في معاداة الدولة المصرية، ورفضت الإصلاح الذي قام به الرئيس السيسي، لكن موقف تونس الرسمي وموقف الشعب التونسي ينخرط تماماً مع موقف مصر من الإخوان، وقد كانت حفلة نقل الملوك فرصة عبر من خلالها التونسيون على إعجابهم بمصر وبنهضتها بقيادة الرئيس السيسي. وبحسب بيان للرئاسة المصرية، فإن القمة بين السيسي وقييس سعيد شهدت التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، واستشراف سبل وآفاق جديدة للتعاون، لا سيما في مجالات الاقتصاد والتجارة وتبادل الاستثمار، بالإضافة إلى الصعيد الأمني وتبادل المعلومات، لا سيما في ظل وجود العديد من التحديات المشتركة التي يواجهها الجانبان، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث تم التوافق حول ضرورة تدعيم التعاون الأمني، وتبادل المعلومات في هذا الإطار. كما شهد اللقاء التباحث حول آخر تطورات القضية الليبية، حيث توافق الرئيسان على ضرورة تكثيف التنسيق المشترك في هذا الصدد، بالنظر إلى أن مصر وتونس يمثلان دولتي جوار مباشر تتقاسمان حدوداً ممتدة مع ليبيا، مما يؤدي إلى انعكاسات مباشرة لاستمرار الأزمة الليبية على الأمن القومي لهما، مع الترحيب في هذا الصدد بتشكيل السلطة التنفيذية الليبية الجديدة، والتأكيد على حرص البلدين الشقيقين على الاستمرار في دعم الشعب الليبي الشقيق لاستكمال آليات إدارة بلاده، وتثبيت دعائم السلم والاستقرار، لصون المقدرات والمؤسسات الوطنية الليبية وتفعيل إرادة شعبها، والعمل على وقف مختلف أشكال التدخل الخارجي في ليبيا، بما يساهم في وضع ليبيا على المسار الصحيح، وتهيئة الدولة للانطلاق نحو آفاق البناء والتنمية والاستقرار.
مشاركة :