وهذا في المستقبل القريب جداً، وإذا كانت الحروب في الماضي تنشب من أجل النفط، فإنها ستنشب من أجل الماء، وهناك الكثير من النذر أقلها التوتر الحادث الآن بين مصر والحبشة، وإسرائيل ليست بعيدة عنه وتطمح في أن يشملها الحل إذا كان هناك أيّ حل، بحيث تمتد المياه من العريش إليها، الأمر الذي خططت له منذ أمد بعيد، وهي الآن تساعد الحبشة في بناء سدّ النهضة، ولكن لماذا نذهب بعيدا ونتوقف بدلا من ذلك داخل الحدود أي حدود بلدنا، ونحن، وهذه مناقضة كبيرة وخروج صارخ عن منطق الأشياء وطبيعتها، من أكثر بلدان العالم ندرة في الماء، ولكن من أكثرها استهلاكا له، فوفقا لصحيفة الحياة العدد الصادر بتاريخ أول أغسطس ، كشف وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله عبدالرحمن الحصين عن أنّ معدل استهلاك المياه في المملكة تجاوز للمرة الأولى ملايين متر مكعب يوميا، أي قرابة ألف صهريج حمولة أطنان، وأوضح أنّ معدّل استهلاك الفرد بلغ لترا، وهو يعادل ضعف استهلاك الفرد في الاتحاد الأوروبي.. الخ. وأحسب أننا لو مضينا في السير على هذا المعدل مع الزيادة السنوية في عدد السكان، ولم نلجأ لاستخدام الطاقة الشمسية في التحلية، فلن يكون لدينا وقود نصدره، والنتيجة معروفة، وللذكرى كان لدينا قبل خمسين عاما مخزون من المياه الجوفية يكفي لمدة عاما، ولكننا استهلكناه في زراعة القمح والأعلاف فضلاً عن عدم الترشيد في استخدام المياه، أرجو أن لا تلومنا الأجيال القادمة على إفراطنا وتفريطنا..
مشاركة :