تزايدت وتيرة الخلافات بين الحوثيين وجماعة الرئيس السابق علي صالح في العاصمة اليمنية صنعاء حول كيفية إدارة شؤون المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم بما فيها صنعاء، وارتفعت مطالب أنصار صالح وأعضاء حزبه بفك التحالف مع الحوثيين وتركهم يتحملون وحدهم مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المحافظات التي يسيطرون عليها. وتأتي هذه الخلافات في ضوء ما ترتكبه ميليشيات الحوثيين من ممارسات قمعية وتفرد في الاستحواذ على موارد مؤسسات الدولة في العاصمة وفرض جبايات جديدة على التجار والخدمات ما أدى إلى ارتفاع الأسعار في شكل جنوني، في وقت عجزت «حكومة» الحوثيين وحليفهم علي صالح عن دفع رواتب الموظفين منذ أكثر من ثمانية أشهر. من جهة أخرى، كشف المستشار بالديوان الملكي السعودي والمشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة أن المركز استجاب بصورة عاجلة لاحتواء وباء الكوليرا في اليمن، وشكّل فريقاً للتصدي للوباء بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة ممثلة في وزارة الصحة اليمنية، ووزارة الصحة السعودية، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة «يونيسيف». وزار الرئيس عبدربه منصور هادي أمس مقر المركز في الرياض ووجه الشكر إلى السعودية للجهود المخلصة والدؤوبة التي تبذلها في دعم اليمن في المجال الإنساني والإغاثي. وفي صنعاء، تحدثت مصادر متطابقة عن فشل عدة اجتماعات عقدت أخيراً بين ممثلين للحوثيين و «المؤتمر الشعبي العام» الذي يتزعمه صالح في احتواء الخلافات بين الطرفين، حيث يتهم حزب «المؤتمر» الحوثيين بعدم الالتزام باتفاق التحالف والشراكة في السلطة، واستمرار «اللجنة الثورية» الحوثية في إقصاء كوادر المؤتمر من وظائف الدولة، إضافة إلى جباية الواردات من دون علم الحكومة بمصيرها. ودعا ناشطون وموظفون لم يقبضوا رواتبهم في صنعاء إلى تظاهرة حاشدة غداً (السبت) في ميدان التحرير بصنعاء للمطالبة بالرواتب وبرحيل الفاسدين من الحوثيين الذين نهبوا الأموال العامة وجوعوا الشعب وتسببوا له بالأمراض التي لم يعرفها منذ عقود. إلى ذلك، لا يزال التوتر يسود العاصمة الموقتة عدن إثر اغتيال الناشط الحقوقي أمجد عبدالرحمن على يد مسلحين قبل يومين، حيث قام عشرات المسلحين المتطرفين المحسوبين على قوات «الحزام الأمني» في عدن أمس بمنع الصلاة عليه ودفنه، واعتقلوا ثلاثة صحافيين كانوا يشاركون في الجنازة. وقالت مصادر قريبة من أسرة أمجد إنه تعرض للقتل منذ يومين بصورة بشعة من مسلحين متطرفين في مقهى للإنترنت في أحد أحياء عدن. وذكرت المصادر أن أمجد الذي يرأس نادياً ثقافياً تعرض للتصفية على خلفية أفكاره المتحررة ورفضه الأفكار المتطرفة للجماعات الإسلامية. ميدانياً، أكد مسؤول عسكري يمني مضي الجيش في عملياته العسكرية لتحرير الساحل الغربي وصولاً إلى مدينة الحديدة. وحض أركان حرب المنطقة العسكرية الخامسة العميد ركن عمر جوهر مقاتلي الجيش على رفع مستوى الجاهزية القتالية لمواجهة الميليشيات الانقلابية. وجاء تأكيد المسؤول العسكري، وفقاً لما أورده موقع «26 سبتمبر» التابع للجيش اليمني، خلال زيارة تفقدية قام بها إلى جزيرة طواق الواقعة غرب مدينة ميدي بمحافظة حجة، وهي أول زيارة لقيادة المنطقة في الجزيرة منذ تحريرها من عناصر الانقلابيين. وفي عدن، قال وزير الأوقاف والإرشاد أحمد عطية، إن الجوازات الصادرة من المحافظات التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح خلال الفترة من عام 2016 حتى اليوم غير معتمدة في موسم الحج المقبل. وأضاف في بيان صحافي أن الوزارة وحرصاً منها على تسهيل تسجيل الراغبين في الحج لدى وكالات الحج والعمرة، تواصلت مع الجهات المسؤولة في مصلحة الهجرة والجوازات والجهات السعودية، وأكدت أن الجوازات الصادرة من صنعاء ومن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين من 1 كانون الثاني (يناير) 2016 غير مقبولة، بسبب عدم وجود بياناتها في قاعدة البيانات لدى مصلحة الهجرة والجوازات. ولفت الوزير عطية إلى أن إصدار الجوازات خلال هذه الفترة لم يربط إلكترونياً بالمصلحة، كون الانقلابيين قطعوا علاقتهم بالمصلحة من هذا التاريخ.
مشاركة :