خطيب المسجد النبوي: كلما تهيأ المسلمون لموسم ديني حِيكَتْ لهم الدسائس

  • 5/19/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

تواصل ـ واس: قال إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة، الشيخ عبدالله البعيجان، إن الواجب على المسلمين الوقوف صفاً واحداً لمواجهة من تسول له نفسه تهديد أمن البلاد والعباد، وزرع الفتنة بين صفوفنا ووحدتنا، وأَضَافَ: “كلما تهيأ المسلمون لموسم من مواسم دينهم حِيكَتْ لهم الدسائس فمواسم أركان الإسلام شاهدة. وأَوْصَى البعيجان، المسلمين بالإقبال على الشهر الكريم بشد المئزر، والبعد عن التسويف، مُبَيِّنَاً أنها أَيَّام معدودة لا مجال فيها للكسل والخمول. وأَوْضَحَ أن الله تعالى شرع صيام رمضان ليس من أجل الجوع والعطش، وإنما هو للتقوى، فالتقوى غاية مطلوبة، ففي الحديث قَالَ رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)، حَيْثُ إِنَّ الصوم من أفضل القربات وأجل الطاعات وأعظم المثوبات. وبين أن الله تعالى قسم عمل ابن آدم قسمين فجعل الصوم قسماً مستقلاً وأضافه لنفسه جل وعلا، وجعل بقية الأعمال قسماً واحداً، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ، الْحَسَنَةُ بعَشْر أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى: “إِلا الصَّوْمَ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ طَعَامَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أَجْلِي، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ: فَرْحَةٌ عِنْدَ إِفْطَارِهِ، وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ، وَلَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ رَائِحَةِ الْمِسْكِ)، وأَشَارَ الشيخ البعيجان إلى أن الله تعالى خص الصائمين بباب من أبواب الجنة لا يزاحمون عليه، ونزلاً لا يشاركون فيه، عن سهل بن سعد رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قَالَ: قَالَ رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل أحد معهم غيرهم يقال أين الصائمون؟ فيدخلون منه فإذا دخل آخرهم أغلق فلم يدخل منه أحد”. وأَشَارَ إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن رمضان شهر مغفرة وتعتق فيه الرقاب، فعن أنس بن مالك قال: ارتقى النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على درجة من المنبر فقال: “آمين”، ثم ارتقى درجة أخرى فقال: “آمين”، ثم ارتقى الثالثة، فقال: “آمين”، ثم جلس، قال: فسألوه: على ما أمنت يا رسول الله؟ قال: “أتاني جبريل”، فقال: رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلِّ عليك، قلت: “آمين”، “ورغم أنف امرئ أدرك أبويه فلم يدخل الجنة”، قلت: “آمين”، “ورغم أنف امرئ أدرك رمضان فلم يغفر له”، قلت: آمين”. وأَوْضَحَ إمام وخطيب المسجد النبوي أن شهر رمضان فرصة للمسلم حتى ينال المغفرة، فلا يندم المرء على ما مضى قَالَ تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) وأن الله تعالى جعل الأمن مقروناً بالإيمان قَالَ تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)، وأن العبادة تحتاج إلى أمن وطمأنينة وسكينة، فالقلوب إذا فزعت وامتلأت بالرعب تعذرت العبادة، وأن الله قد أسبغ علينا النعم في هذه البلاد، وأكرمها بالأمن والأمان، وجنبنا الفتن ولا يعرف ذلك إلا من اكتوى بنار فقده. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الواجب الوقوف صفاً واحداً على من تسول له نفسه تهديد أمن البلاد والعباد، أو أن يزرع الفتنة بين صفوفنا ووحدتنا، وَقَالَ إنه: “كلما تهيأ المسلمون لموسم من مواسم دينهم حِيكَتْ لهم الدسائس، فمواسم أركان الإسلام شاهدة على ذلك قَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ).

مشاركة :