احتوى العرض المسرحي الغنائي الراقص «بيتر بان» على 12 أغنية قدمت خلال 8 لوحات جمعت التكنولوجيا بأبهى صورها. لم يكن العرض الفنتازي «بيتر بان» الذي جمع كل الفنون في بوتقة واحدة وقدمها على المسرح الوطني في مركز جابر الثقافي، عرضاً مسرحياً مبهراً ومبهجاً للأطفال وممتعاً ومثيراً للكبار وحسب، ولكن كان دروسا عملية لكل العاملين في مجال المسرح في الكويت، والذي حضر عدد كبير منهم هذا العمل في استخدم التكنولوجيا الحديثة لصنع صورة مبهرة لجذب انتباه المتفرج صغيراً كان أو كبيراً بأحدث معدات الصوت والإضاءة، واستخدم البعد الضوئي ثلاثي الأبعاد لتأسيس الديكورات المختلفة. عاش الجمهور في مركز جابر الثقافي من مختلف الأعمار، 120 دقيقة من السحر الذي جمع التاريخ من خلال أحداث عمل مسرحي مقتبس من رواية الكاتب الأسكتلندي جيمس ماثيو باري «الطائر الأبيض الصغير»، عن شخص خياليّ استلهمه من قصص الفلكلور البريطاني التي كتبها في عام 1902، وجاءت غنية بالحوارات الشائقة التي تنتمي لعالم الفنتازيا والذي حولته تقنيات 2017 إلى حركة ذات جمالية خاصة تجمع تقنياتها الحركية المتواكبة مع الاداء الفني والتعبيري، والشعوري المرافق لعناصر الدراما الراقصة، ويبرز تدفق احداثها بصريا التنوع المتوافق من ورقي التصميم والايقاع الراقص، والحركات المتوازنة مع المضمون لقصة «بيتر بان» المؤلفة من 50 مؤدياً على خشبة المسرح، في نظام مثالي ودقة تحسب بالثانية، والتي تنعكس على المشاهد بنسبة عالية، تجعله متوثبا ذهنيا لاستقبال الحركات التعبيرية المشحونة موسيقيا بتناغم سلس يساعد على تنشيط الحواس لاستقبال المضمون الذي يخفي معاني نبيلة داخل كل لوحة من اللوحات الـ 8 في هذه المسرحية، عبر احلام اليقظة التي جعلتها حقيقة التقنية الحديثة التي جعلت من بيتر بان «الولد الذي لا يكبر». قدم فريق العمل الثلاثي لعرض «بيتر بان»، وهم المخرجة لوتغارد أرتغيرتس وقائد الفرقة الموسيقية ماثيو دانكلي ومصمم الرقصات مارتن مولر، حواديت اللوحات الثماني في عرض انصهر المضمون الذي كان الجانب الرمزى فيه أعلى لكون احداث وحوار العمل محفوظة ومعروفة لدى الجميع، منذ اكثر من قرن، مع رشاقة الرقص، وسرعة التغييرات الديناميكية، مع مؤثرات بصرية سواء مباشرة او خادعة، مع رقصات من فن الباليه الذي يقدم الكلمة بالإيحاء والإيماء والرمزية لعزف ما هو جديد للصراع بين الخير والشر وانتصار الحلم، ومن ثم العودة الى الواقع في لوحات محبوكة موسيقيا وحركيا وبصريا بالألوان والديكور والاضواء التي تبرز الحكواتية وخطواتهم الراقصة الغاضبة والمقاتلة والشرسة، وأيضا الفرحة والحالمة والقلقة ولحظات الطيران عبر اجواء خشبة المسرح وعمق صالة الجمهور. وأكدت مخرجة العرض لوتغارد ارتغيرتس لـ«الجريدة» أنها سعيدة جدا بتقديم هذه العروض التي تختتم اليوم في مركز جابر الثقافي، حيث وجدت وفريق عملها المكون من فنيين وممثلين وراقصين وموسيقيين وتقنيين كل الدعم من المسؤولين فيه، فيما يخص توفير كل ما احتاج إليه العمل من تقنيات وتجهيزات». وقالت ارتغيرتس انها سعيدة أكبر بالإقبال الجماهيري من مختلف الاعمار وتفاعل الصغار والكبار مع الاحداث الدرامية والاغاني المصاحبة والمؤثرات الصوتية لاصوات البحر والكلب والقرد والتمساح. وأضافت انها استعملت التقنيات الحديثة من إضاءة وموسيقى وصور عرض لتكون اكثر وجودا من كلمات الحوار لكون القصة معروفة عالميا. وتحكي قصة بيتر بان مغامرات صبي يمكن أن يطير، ولا ينمو أبدا، ويلتقي بفتاة بشرية تدعى «ويندي»، حيث تعيش معه مغامراته ضد القرصان هوك.
مشاركة :