بقلم - د. محمد العامري: تُعتبر السمنة من المشاكل الكبرى التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة، حيث تنتشر بين قطاع كبير من الأطفال في الفترة الأخيرة، وذلك نتيجة الاعتماد على أنماط غذائية غير صحية وعدم الاهتمام بالنشاط البدني أو تنظيم الغذاء. ويعاني الكثير من المجتمعات من انتشار السمنة بشكل كبير، حيث إن هناك تزايداً مستمراً في عدد المصابين به وهناك مجموعة من الأسباب التي تلعب دوراً في الإصابة به ولابد من التصدي لهذه الأسباب حفاظاً على مستقبل الأجيال الجديدة بصفة خاصة وجميع شرائح المجتمع بشكل عام، ومن هذه الأسباب طبيعة المجتمع والمناخ الحار معظم أيام العام والذي لا يساعد الأشخاص على مزاولة الرياضة، بالإضافة إلى تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة والرفاهية الزائدة التي تكون معها الحركة معدومة. ويعد الإقرار بوجود المشكلة والسعي لحلها هو بداية جيدة لوضع حل لهذه المشكلة فالطفل البدين يكون عرضة للأمراض المزمنة كأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والربو أو انقطاع التنفس أثناء النوم بالإضافة إلى ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النمط الثاني. ويرتبط السبب الرئيسي لبدانة الأطفال بنمط الحياة العصرية إذ أصبح الأطفال معتادين على استهلاك سعرات حرارية كثيرة من الأطعمة والمشروبات المعالجة والاكتفاء بممارسة القليل من النشاطات البدنية، وتكمن الوسيلة الفضلى للوقاية من بدانة الأطفال في تبني عادات غذائية صحية في المنزل، وإتاحة الفرصة أكثر أمام الأطفال للمشاركة في أنشطة تتطلب حركة بدنية، وتقع هذه المسؤولية على عاتق الأهل والمدرسة. من الصعب على الطفل أن يفهم على نحو كامل التأثير الذي تخلفه السعرات الحرارية المستهلكة على صحته، لذا ينبغي على الأهل المسؤولين عن الطفل أن يكونوا قدوة له على صعيد الأمور الصحية، وتقع على عاتق الوالدين مسؤولية اختيار الأطباق التي سيتم طهيها أو الأماكن التي ستُشترى منها الأطعمة، فإذا تم اختيار الوجبات الصحية التي تشتمل على الخضراوات والحبوب الكاملة والبقول والفاكهة، سيتبع الطفل النمط الغذائي نفسه، كما يجب الحد من استهلاك المشروبات الغازية والعصائر الاصطناعية لاحتوائها على كميات عالية من السكر ومساهمتها في تراكم الدهون. يمكن قياس السمنة من خلال دليل كتلة الجسم، حيث يعد من أفضل الطرق التي يمكن أن تحدد الوزن الطبيعي وغير الطبيعي، وتسمى بطريقة دليل كتلة الجسم وذلك بحساب الوزن بالكيلو جرام على الطول، وإذا كانت النتيجة بين 20-25 فإن الوزن يكون طبيعياً، أما إذا كانت النتيجة بين 25-30 فإن الوزن يكون زائداً على الطبيعي، وفي حال كان بين 30-35 فإن الشخص يعتبر بديناً، وإذا كان بين 35-40 فإن الشخص يعتبر بديناً جداً، وإذا كانت النتيجة أكثر من 40 فإن الشخص يعتبر مفرطاً في البدانة.   استشاري طب طوارئ الأطفال