يشارك حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى غداً «الأحد» إخوانه أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في اللقاء التشاوري السابع عشر، وقمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الولايات المتحدة الأمريكية، والقمة العربية الإسلامية الأمريكية الذين سيتم عقدهم بالعاصمة الرياض بالمملكة العربية السعودية الشقيقة. ويبدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم زيارة تاريخية إلى المملكة العربية السعودية، لعقد قمتين عالميتين مع قادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودول العالمين العربي والإسلامي. وتبعث زيارة ترامب غير المسبوقة باعتبارها أول زيارة خارجية لرئيس أمريكي إلى دولة خليجية عربية مسلمة، العديد من الرسائل لعل أبرزها متانة وقوة العلاقات الاستراتيجية بين دول التعاون والولايات المتحدة الأمريكية وأيضا التقدير الأمريكي للدور السياسي والاقتصادي المهم لدول التعاون وحجم المصالح المشتركة التي تربط مصير الطرفين على المستويين الإقليمي والدولي. ومن المقرر أن يعقد ترامب عدداً من الاجتماعات التاريخية مع قادة الدول الخليجية والعربية والإسلامية بدءاً من اليوم، حيث تعقد قمة سعودية - أمريكية بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يليها القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي تجمع ترامب مع قادة الدول الإسلامية حول العالم وتدور في الأساس حول مكافحة الإرهاب. وتنعقد القمة الخليجية الأمريكية بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية الأحد وتسلط الضوء على أهم القضايا والتحديات في المنطقة، لعل أبرزها بحث مقاربات جديدة نحو السياسات الإيرانية في المنطقة وجهود مكافحة الإرهاب والتطرف وسبل تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وحسم القضية الفلسطينية التي ستبقى حاضرة على أجندة القمة. وسوف يشارك ترامب في مؤتمر «مغردون 2017» مع العديد من الشباب المغردين لتبادل الأفكار والرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية، يليها افتتاح المركزالعالمي لمكافحة الفكر المتطرف ومناقشة إسهام هذا المركز المهم في مكافحة التطرف والإرهاب. وقال سعادة السيد عبدالله بن عبدالعزيز العيفان سفير المملكة العربية السعودية لدى الدولة أن الرياض ستشهد قمة سعودية أمريكية تتناول العديد من الموضوعات الرامية لتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وكذلك قمة خليجية أمريكية، إلى جانب قمة ثالثة عربية إسلامية أمريكية. وأضاف أن اختيار الرئيس الأمريكي للمملكة كمحطة أولى لزياراته الخارجية مسألة استثنائية غير مسبوقة وتحمل الكثير من الرسائل والدلالات، فهي من جهة تؤكد متانة ورسوخ العلاقات الاستراتيجية الهامة والتاريخية القائمة بين البلدين، كما أنها تعكس تقديراً واحتراماً للدور المحوري الهام الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آلِ سعود على الصعيدين الإقليمي والعالمي، كما أنها تأكيد عملي على مكانة المملكة ودورها القيادي خليجياً وعربياً وإسلامياً. وعن أبرز القضايا المطروحة على طاولة الزعماء، قال: سيتم خلال هذه القمم بحث مجالات هامة سياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وعلمية، يأتي في مقدمتها تكريس العلاقة الإيجابية والفهم الصحيح المتبادل بين الجانبين وبما يكفل تقديم الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين وتعزيز مبادئ الحوار والتسامح ومحاربة الأفكار المتطرفة، إلى جانب تعزيز الشراكة بين دولنا الخليجية والعربية والإسلامية مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب. وأكد الأهمية الكبيرة لهذه القمم التي سيشارك بها إلى جانب الرئيس الأمريكي خمسة وخمسون ملكاً وأميراً ورئيساً أو رئيس حكومة أو ممثلاً لإحدى الدول الإسلامية. من جانبه، أكد الدكتور جون دوك مؤسس ورئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية الأمريكية أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى المملكة لعقد قمتين تاريخيتن مع دول مجلس التعاون ودول العالم الإسلامي اليوم وغداً. وقال: من بين 212 دولة في العالم، منهم 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، اختار ترامب أن يبدأ أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه بداية العام الجاري، إلى هذه المنطقة ما يؤكد أهميتها ودورها المحوري على المستويين الإقليمي والدولي. وحول العلاقات القطرية الأمريكية، أكد أنها علاقات جيدة للغاية على كافة المستويات.. مشيراً إلى أن قطر أصبحت لاعباً أساسياً وصاحبة دور محوري على المستويين الإقليمي والدولي. وأشار إلى أن قطر دولة منفتحه لمناقشة أي شيء وتعاملت مع قضايا العمالة والكفالة بحكمة، واتخذت عدداً من التدابير المهمة مثل نظام حماية الأجور والمدن العمالية والخدمات المقدمة لهم، كما أن قطر كانت من أوائل الدول التي لديها محاكم لبحث قضايا العمالة، أي أنها رائدة في حرصها على حقوق العمال لديها. بدوره، أكد سعادة السفير حفيظ محمد العجمي سفير دولة الكويت لدى الدولة أن زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية تاريخية بكل المقاييس، وتعكس التقدير الكبير للمملكة ودورها وأهميتها في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف أن أهمية الزيارة تأتي كذلك من كونها ستشمل مجموعة قمم (قمة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة الأمريكية وقمة مع زعماء وممثلي قادة الدول العربية والإسلامية والقمة السعودية الأمريكية)، ونأمل أن تطرح هذه القمم حلولًا لمشاكل قائمة، لا سيما ما يتعلق بالأزمتين السورية واليمنية وقضايا الإرهاب والتطرف، إضافة لمشاكل عديدة أخرى قائمة في الوطن العربي والإسلامي .. وتعد الزيارة بالنسبة لدول مجلس التعاون ترسيخا لعلاقات متينة ومواقف متطابقة ورؤى مشتركة لقضايا المنطقة، والعمل معاً من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
مشاركة :