قالت مصادر في «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) اليوم (الجمعة)، إن لجنة من المنظمة تدرس سيناريوات الاجتماع المقرر الأسبوع المقبل لتحديد سياسة الإنتاج، تدرس خيار تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الذي تقوده المنظمة وتعميق التخفيضات. واجتمع مسؤولون ممثلون للدول الـ 13 الأعضاء في «أوبك»، بجانب مسؤولين من الأمانة العامة للمنظمة بفيينا يومي الأربعاء والخميس الماضيين، لبحث أوضاع السوق. وذكر مصدران من «أوبك» أنه كان من المقرر الانتهاء من الاجتماع، الذي يعرف باسم مجلس اللجنة الاقتصادية امس، لكن سيتم اختتامه في وقت لاحق اليوم. وأشار مصدر آخر إلى أن تعميق تخفيضات الإمدادات خيار يعتمد على تقديرات نمو الإمدادات من خارج المنظمة والنفط الصخري. ويسبق هذا اللقاء اجتماع وزراء النفط بالدول الأعضاء في «أوبك» وعدد من المنتجين المستقلين في 25 الشهر الجاري لاتخاذ قرار بخصوص تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لما بعد حزيران (يونيو). وارتفع النفط في العقود الآجلة اليوم لأعلى مستوياته في شهر، وسط تنامي التفاؤل بأن يمدد كبار المنتجين تخفيضات الإنتاج لتقليص تخمة المعروض المستمرة في السوق، ويتجه «برنت» والخام الأميركي لتحقيق مكاسب للأسبوع الثاني. وزاد خام القياس العالمي «مزيج برنت» 28 سنتاً (ما يعادل 0.5 في المئة) إلى 52.79 دولار للبرميل. وكان الخام ارتفع في وقت سابق لأعلى مستوى له منذ 21 نيسان (أبريل)، ويتجه لتحقيق ثاني مكاسب أسبوعية على التوالي تقارب نسبتها أربعة في المئة. وارتفع الخام الأميركي 29 سنتاً ( ما يعادل 0.6 في المئة) إلى 49.64 دولار للبرميل، مسجلاً أعلى مستوياته منذ 26 نيسان. ويتجه الخام لتسجيل صعود أسبوعي نسبته أربعة في المئة أيضاً. ومنذ بداية آذار (مارس) الماضي، تتأرجح أسعار الخام بين ما يزيد على 56 دولاراً إلى أقل من 47 دولاراً للبرميل مع انقسام المتعاملين في السوق حول تأثير زيادة الإنتاج الأميركي في مقابل تخفيضات الإنتاج التي شرعت فيها «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) وبعض المنتجين خارجها من بينهم روسيا. لكن مراقبي السوق يزدادون ثقة بأن «أوبك» وروسيا وغيرهما من كبار المنتجين، سيمددون اتفاق خفض الإنتاج حوالى 1.8 مليون برميل يومياً حتى نهاية آذار 2018. ولا يشارك المنتجون الأميركيون في أي اتفاقات تتعلق بخفض الإنتاج. إلى ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «روسنفت» الروسية إيجور سيتشن، أن أكبر شركة نفط مدرجة في العالم من حيث الإنتاج، تعكف على الاستعداد للمنافسة في أسواق النفط العالمية بعد انتهاء سريان اتفاق خفض الإنتاج مع «أوبك». وقال سيتشن خلال زيارته برلين لافتتاح مكتب وحدتها «روسنفت دويتشلاند»: «روسنفت ستضع خططتها هذا العام بحيث تكون قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية عندما ينتهي أجل الاتفاق». وأضاف: «سنرسم خطة عملنا حتى نهاية العام بطريقة تجعلنا نلتزم بالاتفاقات وفي الوقت نفسه نولي الحقول الناضجة اهتماماً خاصاً حتى لا نخسر موارد نفطية ونتخذ الترتيبات اللازمة لتدشين حقول جديدة، ومن ثم إذا انتهى الاتفاق نكون مستعدين للمنافسة في الأسواق من دون خسارة حصتنا السوقية». وأضاف أن الشركة تقلل الإنتاج في حقولها الجديدة بناء على اتفاق «أوبك» ولا تمس الحقوق الناضجة نظراً إلى احتمال عدم عودتها إلى كامل طاقتها بعد الخفض. وتلعب «روسنفت» دوراً أساسياً في جهود روسيا الرامية إلى الوفاء بالتزاماتها في اتفاق «أوبك» الذي وعدت فيه موسكو بخفض الإنتاج 300 ألف برميل يومياً.
مشاركة :