كتب - إبراهيم بدوي: تنطلق اليوم الأحد أعمال القمة الخليجية الأمريكية بين قادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرياض. وتبرز القمة كونها الأولى بين الجانبين منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في 20 يناير من العام الجاري. وأكد عدد من الخبراء والأكاديميين في قراءتهم لتوقيت وظروف انعقاد القمة واستشرافهم لنتائجها على أن القمة الخليجية الأمريكية تأتي تأكيداً على علاقات الشراكة الاستراتيجية الراسخة التي تربط بين دول التعاون والولايات المتحدة الأمريكية، وتهدف إلى تحقيق عدد من المصالح والمنافع المتبادلة القائمة على علاقات تعاون وثيقة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية. وأشاروا في حديثهم لـ الراية إلى أن الرئيس ترامب جاء للمنطقة في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه يناير الماضي، ليصحح المسار الأمريكي لسلفه باراك أوباما الذي اتبع سياسة انهزامية مترددة أدت إلى تنامي قوى إقليمية ودولية خارجية عملت على زعزعة أمن واستقرار المنطقة ويشهد عليها اشتعال الحرائق والأزمات في عديد من دولها على مدار السنوات الماضية. وشددوا على أن القمة تعكس اهتماما أمريكيا بإعادة بناء جسور الثقة مع دول التعاون، اعترافاً بدورها كقوة إقليمية وقطب إسلامي مهم على المستويين الإقليمي والدولي. ويعزز من نجاحها توافق الرؤى الخليجية الأمريكية على ضرورة مكافحة الإرهاب وداعميه بالمنطقة ما يعزز الأمن والسلم الدوليين. د. عبد الحميد الأنصاري:ترامب جاء لتصحيح المسار الانهزامي لسلفه أوباما أكد الدكتور عبد الحميد الأنصاري عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جاء للمنطقة لتصحيح المسار الأمريكي وإصلاح ما ارتكبه سلفه باراك أوباما من سياسة انهزامية متراجعة تخلت عن الحلفاء الاستراتيجيين وأهملت شراكة ممتدة لعقود مع دول مجلس التعاون وتركت فراغاً، سمح لقوى إقليمية ودولية أخرى بالتوغل في المنطقة وإثارة الاضطرابات بها. حوار أمريكا والعالم الإسلامي والقمة الخليجية الأمريكية تنطوى على أهمية كبيرة في رسم خطة استراتيجية متكاملة لتحصين المنطقة من التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية، ووضع برنامج عمل مشترك لمواجهة التطرف والإرهاب وكافة القضايا التي تؤجج الاضطرابات بالمنطقة. الاتفاق النووي وأوضح الدكتور عبد الحميد الأنصاري، أن الاتفاق النووي أطلق يد إيران في المنطقة بدليل زيادة الاضطرابات وانتشارها بعد الإفراج عن مليارات الدولارات بعد رفع الحظر عن إيران بموجب الاتفاق واستغلالها في تمويل الميليشيات دون خوف. وقال إن من أهم النتائج المنتظرة اتخاذ تدابير من شأنها تحجيم السياسات الإيرانية بما يصب في مصلحة الجميع وإيران نفسها بتوجيه مواردها لتنمية وازدهار الداخل الإيراني بدلا من تمويل الوكلاء الخارجيين مشدداً على أن دول المنطقة لا تحمل أي نوايا عدوانية تجاه إيران بل تريد لها الاستقرار والازدهار وإقامة علاقات قائمة على حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.د. إبراهيم فريحات:4 ملفات ستشهد تطوراً كبيراً بعد القمةالانتقال من سياسة الاحتواء إلى المواجهة مع إيران قال الدكتور إبراهيم فريحات خبير النزاعات الدولية إن هناك أربع ملفات يمكن أن تشهد تطوراً وتغيراً كبيراً عقب القمة الخليجية الأمريكية بالرياض اليوم. وأوضح أن أهم هذه الملفات يتعلق بالحرب على الإرهاب التي تشكل أولوية أمريكية ترتبط برؤية إدارة ترامب وسياسته الخارجية وتتمتع بتعاون كبير من جانب دول التعاون وليس فقط على مستوى التعاون العسكري والأمني ولكن أيضا في جوانب أخرى حيث تشهد الزيارة تأسيس مركز بالرياض لمحاربة التطرف. وأضاف أن الملف الثاني هو التصعيد باتجاه إيران والانتقال من سياسة الاحتواء التي اتبعها الرئيس السابق باراك أوباما إلى سياسة المواجهة والردع في عهد إدارة ترامب ويحظى هذا الملف باتفاق تام بين الطرفين السعودي والأمريكي ويعد أولوية بالنسبة لهما معاً. وقال د. فريحات أن الملف الثالث يتمثل في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية لافتا إلى أن سياسة ترامب اقتصادية بالدرجة الأولى والسعودية شريك اقتصادي كبير ومهم لأمريكا ما يحقق مصالح ومنافع متبادلة عبر توقيع عدد من الصفقات، ويرتبط ذلك بالملف الرابع المتوقع أن يشهد تطورات كبيرة أيضا والخاص بتعزيز القدرات الدفاعية والأمنية للسعودية وضخ استثمارات كبيرة في الاقتصاد الأمريكي. وحول أي تطورات متوقعة في ملفات مثل سوريا واليمن عقب القمة الخليجية الأمريكية أكد الدكتور فريحات خبير النزاعات الدولية أن الدعم الأمريكي للمملكة في اليمن سوف يستمر، إلا أن إدارة ترامب ليست معنية برسم تصور للحل في سوريا من جهة أخرى وسوف تركز أكثر على محاربة التنظيمات الإرهابية. وأوضح أن المواجهة مع إيران سوف تؤثر على الملف السوري باعتباره ملفاً تابعاً وليس أساسياً على طاولة القمة حيث إن الأزمة السورية نفسها والبحث عن رؤية للحل ومصير النظام ليست ضمن أولويات ترامب هنا وهذا لا يحل المسألة السورية لأنه لا يمكن حل مشكلة الإرهاب مع ترك النزاع قائماً في سوريا.د. جمال عبدالله:اهتمام أمريكي بإعادة بناء جسور الثقة مع دول الخليج يرى الدكتور جمال عبدالله خبير الشؤون الخليجية والأكاديمي في جامعة إكسفورد البريطانية أن القمة الخليجية الأمريكية وزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له منذ توليه المنصب، تشكل اعترافاً أمريكياً بمكانة المملكة ودول التعاون ودورها كقوة إقليمية وقطب إسلامي مهم في المنطقة. وشدد د. عبدالله على اهتمام إدارة ترامب بإعادة بناء جسور الثقة مع دول التعاون بعد أن تزعزعت في عهد الرئيس أوباما بسبب مواقفه المتأرجحة لاسيما بعد توقيع الاتفاق النووي في صيف عام 2015 وتراجعه عن توجيه ضربة للنظام السوري بعد استخدامه السلاح الكيماوي ضد المدنيين في سوريا في صيف 2014، مؤكداً أن الولايات المتحدة في حاجة إلى إعادة بناء هذه الثقة مع الأنظمة في دول التعاون. شراكات استراتيجية وأشار الدكتور جمال عبدالله إلى أن واشنطن تدرك تماماً أن دول الخليج تنوع علاقاتها وتعتمد على الرؤى البراجماتية والواقعية في تحديد تحالفاتها ومنفتحة على بناء شراكات استراتيجية مع أطراف أخرى في أوروبا وروسيا والصين وبالتالي سوف تسعى واشنطن إلى تعزيز علاقاتها مع هذه الدول مرة أخرى. وأوضح أن أولويات دول التعاون تتمحور حول ملفين أساسيين هما: مكافحة تنظيمات الإرهاب وأهمها تنظيم الدولة داعش وثانيها كبح التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية والإسلامية الأخرى. وتتفق الإدارة الأمريكية الجديدة معها في هذين الملفين. اتفاقيات فعالة وقال د. عبدالله: إن دول مجلس التعاون تريد توقيع اتفاقيات ملموسة وذات فاعلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة في ثلاثة أمور أساسية وهي اتفاقيات دفاع شاملة تضمن سلامة أراضيها ضد أي تهديد وأيضا اتفاقيات أمنية ضد أي أزمات قائمة على أسس متطرفة من قبل تنظيمات أو جماعات غير حكومية فضلا عن تعزيز التفوق النوعي لقدراتها الدفاعية لتحقيق التوازن بالمنطقة. ومن جهة أخرى تحتاج دول التعاون إلى دعم أمريكي حقيقي لأي قرارات تخص المنطقة في المحافل الدولية. ومن الناحية الاقتصادية هناك تعاون كبير على أعلى المستويات بين الطرفين الخليجي والأمريكي ويحتاجان معا إلى تعزيز هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة.
مشاركة :