في وطن اللا مستحيل، لا عجب أن تتوالد الأفكار غير العادية لإزالة العوائق التقليدية، وإذا اقترنت تلك الأفكار بدانة الدنيا دبي، فلا بد من إدراك أن القرار الحكيم لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدمج أندية الشباب ودبي مع الأهلي في كيان واحد يحمل اسم «شباب الأهلي – دبي»، ينم عن نظرة مستقبلية عميقة تهدف إلى التفوق وتبحث عن التميز أينما كان. لذلك.. لا بد أن يعي المهتمون بالرياضة عامة وكرة القدم خاصة، أن الدمج لا يعني فقط، مجرد ضم هذا الثلاثي في مكان واحد، بل يمثل صحوة جديدة للقفز بالأندية المحلية إلى مصاف الأندية العالمية. ولعل الاستثمار الاقتصادي للدمج يأتي في مقدمة الوجوه الإيجابية للقرار الحكيم، إذ يفتح الأبواب أمام مرحلة جديدة يمكن من خلالها تحويل الأندية إلى كيانات اقتصادية كبيرة، تعتمد على مواردها، كما تتيح طفرة رياضية تتمثل في إنشاء الأندية الخاصة، وما يتبع ذلك من إنشاءات ومرافق جديدة. في هذا الملف نتطرق إلى آراء بعض المسؤولين والمختصين والمعنيين بالأمر: الاتجاه الصحيح يقول هشام القاسم عضو اللجنة العليا لدمج أندية الشباب ودبي مع الأهلي، رئيس الشركة الاستثمارية لممتلكات نادي «شباب الأهلي – دبي»، إن القرار الذي اتخذه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدمج «نادي الشباب العربي الرياضي»، و«نادي دبي الثقافي الرياضي» مع «النادي الأهلي الرياضي» في كيان واحد، يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، للنهوض بهذا القطاع، وإيحاد المحفزات الضرورية لمواكبة التطورات العالمية من خلال صياغة استراتيجية وطنية شاملة للرياضة. ويؤكد أن ظهور كيان جديد يحمل اسم «نادي شباب الأهلي-دبي»، برئاسة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، وما سيحظى به من دعم سمو الشيوخ من إخوانه الكرام، بالإضافة إلى عدد من أصحاب الكفاءة والخبرة الذين سيتم تعيينهم، يعكس رؤية وخطة طويلة الأمد لتنمية وتطوير الاستثمار في هذه الصناعة، وبفضلها ستتمكن رياضتنا المحلية من خدمة جهود وبرامج التنمية البشرية، بل سيكون هذا القطاع إحدى الأدوات التي تسهم في رفع كفاءة الأفراد، وتطوير الإنسان للدخول إلى حلبة المنافسة العالمية. ويضيف: من شأن إخضاع هذا القطاع لدراسات الجدوى الشاملة، والوقوف على جوانب قوته ومواطن ضعفه، أن يساعد حتماً في تعزيز المسيرة الرياضية، وإذا ما توافرت الموارد المدروسة بعناية والمستدامة، سنرى كرة القدم الإماراتية وقد ارتقت إلى مستوى يليق باسم دبي والدولة قارياً وعالمياً، وبما يتناغم مع النهضة الشاملة التي تشهدها في كافة القطاعات. ويقول هشام القاسم: هذه الخطوة برأيي، تتعلق بمسألة توفير نظم الحوكمة الإدارية والمالية التي تساعد على الاستغلال الأمثل لمقومات النوادي. ولا نقصد هنا مجرد سيرتها الحافلة بالإنجازات، وما قدمته من نجوم يمثلون مصدر فخر لنا جميعاً، وإنما إعادة تقييم ودراسة أصولها ومواردها المادية المختلفة، من مبان ومنشآت وأراض. وينتظر منا أن نقوم بإجراء التحليل الشامل لهذه الأصول على اختلاف أنواعها، والعمل على تقييمها وفق أفضل الأساليب، ومن ثم الشروع بدراسات الجدوى الكلية، وبعد ذلك، تشارك اللجان الاستشارية المتخصصة في وضع نهج شمولي لتطويرها، لتقود هذه العملية في مختلف مراحلها المحددة مسبقاً إلى تحقيق الأرباح التراكمية عاماً تلو الآخر، ومع إدراكنا أن ثمار إعادة الهيكلة والتطوير مؤكدة تماماً ومجزية بالفعل، نعترف أن نضجها يتطلب فترة من الوقت، ولن يتحقق بين عشية وضحاها. جني المزيد من المكتسبات ويضيف هشام القاسم: مما لا شك فيه أيضاً أن نوادي دبي سطرت نتائج رائعة، وتمتلك حقوقاً مادية ومعنوية وأدبية يمكن البناء عليها لجني المزيد من المكتسبات التي تقود إلى قطاع رياضي قوي بإمكاناته. وعندما يخضع للإدارة السليمة، سيكون من السهل عليه إبرام الشراكات وعلاقات الرعاية القوية التي ستتنافس عليها مؤسساتنا الحكومية والخاصة، للاستفادة من انتشارها وجاذبيتها بين مختلف فئات المجتمع المحلي، وقدرتها على الوصول إلى المحافل الإقليمية والعالمية، وهنا يحق لنا الإعراب عن التفاؤل حيال هذه الاستراتيجية، لاسيما وأن أطيافاً متنوعة من التخصصات تشارك في إدارتها للوصول إلى النجاح المطلوب، بما في ذلك القدرة على استقطاب القطاع الخاص للمساهمة في تمويل الخطط المستقبلية. ولن تتوانى مثل هذه الأطراف عن تقديم التمويل إذا ما حصلت على الامتيازات الاقتصادية المجدية، مؤكداً أنه عند إمعان النظر بالتجارب العالمية المماثلة، يمكننا الخروج بنتيجة مهمة، وهي أن إكساب الرياضة بعداً اقتصادياً حكيماً، يساعد النوادي على تفعيل كافة مبادراتها، والإنفاق السخي على مشاريعها، وتوفير الموارد الكافية التي تساعدها في الحفاظ على مواهبها ومقدراتها البشرية، وعلاوة على ما ذكر، يمكننا استقاء الكثير من الدروس من التجارب الناجحة التي حققتها أكبر النوادي العالمية، فالمدن التي ترتبط بأسماء هذه النوادي المشهورة، أصبحت من أبرز المزارات التي يقصدها السياح للاطلاع على منشآتها ومقراتها، إضافة إلى الملايين من عشاق الرياضة الذين يجوبون العالم لمتابعة الأحداث الرياضية الكبرى، وظهور نشاط اقتصادي أساسي يعرف باسم «السياحة الرياضية». وبعد أن نجحت صناعة التسويق والإعلان في إيجاد علاقة شراكة قوية مع النوادي والأنشطة الرياضية، اعتقد يقيناً أن القطاعات الأخرى يمكنها الاستفادة من الرياضة، من ذلك على سبيل المثال اقتران بعض المشاريع العقارية مع المساحات والمنشآت والملاعب الرياضية الجذابة، وما توفره لقاطنيها من فضاءات مفتوحة، وقضاء أوقات ممتعة وأنشطة ترفيهية مناسبة لجميع أفراد الأسرة. لاعب قوي واختتم هشام القاسم عضو اللجنة العليا لدمج أندية الشباب ودبي مع الأهلي، رئيس الشركة الاستثمارية لممتلكات نادي «شباب الأهلي – دبي»، من خلال تعدد الموارد وتعزيز إدارة استثماراتنا في أصول النوادي، سيدخل القطاع الرياضي لاعباً قوياً في تعزيز الصورة المشرقة عالمياً لإمارتنا، وسيكون رديفاً لاقتصادها الكلي، وداعماً مهماً لقطاعات أخرى، ومساهماً أساسياً في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة. وبذلك، يمكن نقل نوادينا من المنافسة القارية إلى العالمية، والأهم من ذلك كله أنه يمكن تحقيق كل ذلك بكفاءات وطنية تمتلك الخبرات الكافية لإدارة التغيير الذي نتطلع إليه. إيجابيات يقول هشام القاسم: مع توافر الموارد الكافية للشركات الرياضية يمكنها الاستثمار في إنشاء المدارس والأكاديميات لرعاية المواهب وتطويرها وتفوقها، بما يضمن لها المحافظة على تنافسيتها مع تعاقب الأجيال، وتحتاج أيضاً إلى التنسيق والتعاون مع مدارسنا وجامعاتنا المحلية، لاستمرار رفد القطاع بالشباب الواعد.
مشاركة :