وجدت دراسة حديثة قام بها علماء من جامعة أيوا، أن مرضى اضطراب ما بعد الصدمة يكونون عرضة للخرف، خصوصاً إذا كانوا يتناولون العلاجات المؤثرة عقلياً. راجع الباحثون من خلال الدراسة والتي نشرت بالمجلة الصادرة عن الجمعية الأمريكية لطب الشيخوخة، بيانات اكثر من 3 ملايين شخص كانوا تحت ظروف عصيبة تسببت لهم اضطراب ما بعد الصدمة، وهي حالة ناتجة عن مشاهدة أو تجربة أحداث عصيبة كظروف الحرب وغيرها؛ وربطت دراسات سابقة بين تلك الحالة واحتمالية تدهور الإدراك، لذلك سعى الباحثون من خلال الدراسة الحالية إلى كشف المزيد عن التفاصيل عن ذلك الارتباط ومدى تأثير العلاجات المستخدمة في الإصابة بالخرف. وشملت الدراسة اكثر من 3 ملايين مريض متوسط أعمارهم 68 عاماً، ولم يكونوا يعانون ضعف الإدراك أو الخرف عند بداية الدراسة؛ وبعد 9 أعوام من المتابعة أصيب 25,639 منهم بالخرف، وأكثر من تعرض منهم للخرف من كانوا مصابين باضطراب ما بعد الصدمة، بالرغم من أن استخدام بعض العلاجات المعينة يتحكم بخطر الإصابة بدرجة كبيرة، فقد كان المستخدمون لـ«مثبطات امتصاص السيروتونين» - مضاد للاكتئاب ومؤثر عقلي - كانوا أكثر عرضة للخرف مقارنة بمن لا يستخدمون تلك العلاجات من المصابين وغير المصابين بالاضطراب؛ كما وجد الباحثون أن استخدام تلك العلاجات ارتبط بالإصابة بالخرف بغض النظر عن الإصابة بالاضطراب، و بناءً على النتائج يرى الباحثون بإمكانية تحكم العلاجات المؤثرة عقلياً ونفسياً في مدى احتمالية إصابة مريض اضطراب ما بعد الصدمة بالخرف، ولكنهم يقولون إن القطع في ذلك يحتاج لمزيد من الدراسات.
مشاركة :