لا أحبذ المبالغات، لكن الواقع يقول فعلا: إن أنظار العالم تتجه في هذين اليومين بتركيز شديد نحو الرياض، عاصمة القرار العربي.. زيارة تاريخية.. ثلاث قمم.. 55 دولة.. عشرات الزعماء، ورؤساء حكومات.. مئات الإعلاميين جاؤوا من دول العالم.. وأكثر منهم الدبلوماسيون والمراقبون والمهتمون.. حدث تاريخي غير مسبوق بهذا الزخم والأهمية.. يتطلب جهودا أمنية مكثفة، وتركيزا أمنيا عاليا، ذلك ما يحدث بالفعل.. إذ تجند مؤسسات الدولة العسكرية - الداخلية على وجه الخصوص - أجهزتها وخبراتها لضمان سيرورة - الحدث العالمي الأبرز خلال عام 2017 - دون أي تعكير أو شوائب.. ورغم ذلك نجد من يُشغل - دون قصد - الأجهزة الأمنية! مواطن يدعي أن طفلته داخل سيارته التي تعرضت للسرقة، وبعد فترة يتضح عدم صدق ادعاءاته.. مجرد إشغال للرأي العام والأجهزة الأمنية.. في نفس اليوم مواطن آخر يقوم بإشغال الناس بقضية امرأة عثر عليها في إحدى المكتبات، ويقول: في حيازتها أعمال وطلاسم سحرية، وعوضا عن التوجه إلى الشرطة لتحرير بلاغ بالقضية بهدوء، اتجه نحو «تويتر» و«يوتيوب» و«واتساب»، وصنع منها قضية رأي عام.. أضف إلى ذلك كثيرا من الممارسات المرفوضة في الأوقات الاعتيادية، فكيف بوقت تقع البلد بكافة مكوناتها تحت المجهر العالمي، وهو ما دعا عضو مجلس الشورى الدكتور «محمد القحطاني» إلى القول: إن أقل ما يقدمه المواطن لإنجاح القمة هو سلوكه في الشارع أمام وفود الدول المشاركة، إذ يجب أن يعطي انطباعا جيدا عن سلوكه الحضاري أمام الآخرين، لتكون مكملة للجهود التي تبذلها كل أجهزة الدولة. خلاصة ما سبق: لا أعتقد أنه من الملائم وسط هذه الأجواء السياسية والاقتصادية المهمة وغير المسبوقة، التي تشهدها البلد أن يتم افتعال أو إثارة أي قضايا غير صحيحة، أو مشكوك في صحتها، أولاً من حيث المبدأ، وثانيا لوجود مئات الإعلاميين في بلادنا، يرصدون ويوثقون المشاهد والفيديوهات والقصص الإخبارية المصورة عن مجتمعنا.. ناهيك - وهذا المهم - عن إشغال الأجهزة الأمنية عن التركيز في عملها.
مشاركة :