دبي: حمدي سعد شددت شركات عالمية مشاركة بالدورة ال 4 ل«معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات» «جيسيك 2017» على ضرورة استثمار القطاعين الحكومي والخاص في الإمارات في العاملين بإدارات وأقسام حماية المعلومات بالتوازي مع إعداد استراتيجية واضحة المعالم بكلا القطاعين.وأكد خبراء في هذه الشركات ل«الخليج» على هامش «معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات» (جيسيك 2017) على أن الاستثمار في العاملين بهذه الأقسام يجب أن يتم بالتوازي مع الاستثمار في النظم والحلول التي يتم استخدامها لحماية وتأمين البيانات من الاختراق والقرصنة.وقال الخبراء: إن الإمارات لا تزال على قائمة الدول المستهدفة بالهجمات الإلكترونية على مستوى العالم نظراً لاستثمارها المتواصل في الرقمنة ممثلاً في الحكومة والمدينة الذكية وارتباطها بشبكة الإنترنت العالمية، مشيرين إلى أن الدولة أنشأت الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني وأسست فريق الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي التابع للهيئة العامة لتنظيم الاتصالات ما يمثل ركيزة قوية لحمايتها من مخاطر الهجمات الإلكترونية المتعاظمة. وافتتح الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، الدورة ال 4 ل «معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات» «جيسيك 2017»، أكبر فعالية متخصصة في الأمن الإلكتروني في المنطقة، والذي يقام بالتزامن مع معرض «إنترنت الأشياء» في مركز دبي التجاري العالمي. ويستقطب معرض «جيسيك» أهم المزودين والموردين والمستثمرين الإقليميين والعالميين في مجال الأمن الإلكتروني، وأهم خبراء وصنّاع القرار وقادة الأعمال في هذا القطاع، الذين يجتمعون لمناقشة آخر التهديدات والاتجاهات والحلول الإلكترونية.100 شركة عارضة يشارك في المعرض أكثر من 100 شركة عارضة من رواد القطاع لاستعراض أحدث الابتكارات من حلول وخدمات الأمن الإلكتروني، أمام زوار المعرض من المتخصصين الذين من المتوقع أن يتجاوز عددهم 10 آلاف زائر، والذي يتيح لهم الفرصة للتعرف على أحدث التقنيات وأفضل ممارسات التعامل مع مخاطر الجرائم الإلكترونية المنتشرة في المنطقة.وقام الفريق ضاحي خلفان تميم بجولة في أرجاء المهرجان بمرافقة روبوت الشرطة المستقل ذاتياً، الذي يعد أحدث ابتكارات شرطة دبي والذي يوظف تقنيات إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الذكية، متفقداً عدداً من منصات الشركات المختصة بخدمات الأمن الإلكتروني في الإمارات منها، «دارك ماتر» و«سباير سلوشنز» و«جناح المملكة المتحدة» وشرطة دبي، و«سيسكو» و«جي إم بي» و«اوراكل» و«ساب» و«لينوفو» و«ديجي روبوتيكس». وبحسب دراسة أجرتها شركة جارتنر فإنه من المتوقع أن يبلغ إنفاق حكومات المنطقة وشمال إفريقيا نحو 11,6 مليار دولار على منتجات وخدمات تقنية المعلومات خلال عام 2017، ويشمل هذا الاستثمارات في الخدمات الداخلية والبرمجيات وخدمات تقنية المعلومات وأنظمة مراكز البيانات والتجهيزات وخدمات الاتصالات.وقالت تريكسي لوه ميرماند، النائب الأول للرئيس في مركز دبي التجاري العالمي: «يعتبر الأمن الإلكتروني محط اهتمام الاقتصادات على الصعيدين العالمي وفي الإمارات وسائر المنطقة، ويلعب معرض «جيسيك» دوراً هاماً في جمع أهم مزودي التقنيات وصناع القرار والمستثمرين لدراسة التحديات التي تواجه الأمن الإلكتروني ومشاركة خبراتهم حول كيفية التعاطي مع التهديدات القائمة والمحتملة إلى جانب رفع مستوى أمنهم على الصعيد الإلكتروني من خلال تطويرهم لأعمالهم».ويستضيف «جيسيك»، بدعم من مبادرة «دبي الذكية» وشرطة دبي والمركز الوطني للأمن الإلكتروني في المملكة العربية السعودية، أكثر من 500 ضيف عالمي، إلى جانب مجموعة متميزة من الخبراء العالميين في مجال الأمن.75 متحدثاً ويتضمن برنامج المعرض الذي يستمر لثلاثة أيام جلسات يتحدث فيها أكثر من 75 متحدثاً رفيع المستوى، منهم كونراد برينس، سفير المملكة المتحدة لشؤون الأمن الإلكتروني، النائب السابق لمدير ورئيس عمليات مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية، والذي ألقى كلمة بعنوان «الحماية والردع والتطوير - تعزيز المرونة الإلكترونية على المستوى الوطني». وقد سلط برينس في كلمته الضوء على خطر الهجمات الإلكترونية التي تمثل التهديد الأكبر لاقتصاد المملكة المتحدة والأمن القومي ولأسس منهجية المملكة المتحدة والدروس التي اكتسبتها، وقد جاء في كلمته: «أيقنت المملكة المتحدة في السنوات الماضية أهمية التعامل مع التهديدات الجديدة الناشئة، ووضعنا خططنا العام الماضي لمعالجة هذه التهديدات عبر «استراتيجية الأمن الإلكتروني الوطنية» الجديدة، والتي تتمحور حول 3 نقاط هي حماية الإنترنت والفضاء الإلكتروني في المملكة المتحدة، وردع مجرمي الإنترنت من تهديدنا أو مهاجمتنا، وتطوير مهاراتنا وقدراتنا الإلكترونية».أضاف: «كما تنطوي الاستراتيجية على عنصر عالمي يهدف إلى تعزيز شراكاتنا لتأمين فضاء إلكتروني مستقبلي حر وآمن ومنفتح ومستقر بمقدوره دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحسين الأمن العالمي». تقنيات مبتكرة وتستضيف منطقة تقنيات المستقبل في المعرض مجموعة مبتكرة من التقنيات مثل شركة «هايبرلوب ترانسفورميشن تكنولوجيز» بمخططاتها للقطارات فائقة السرعة، إلى جانب أحدث ابتكارات الخدمات العامة من شرطة دبي.فرض هجوم برمجيات الفدية «وانا كراي» نفسه في الجلسات والنقاشات خلال «جيسيك 2017» والذي أصاب أكثر من 200 ألف جهاز حاسوب في أكثر من 150 بلداً الجمعة 12 مايو / أيار الجاري.واستطلعت «الخليج» آراء عدد من الخبراء والمتخصصين في شركات أمن المعلومات، أكدوا على ضرورة اليقظة التامة تجاه المخاطر التقنية المتعاظمة مع ضرورة اتخاذ إجراءات استباقية وسريعة لصد الهجمات الإلكترونية أو تقليل خسائرها لأكبر درجة ممكنة.وقال ربيع دبّوسي، نائب الرئيس الأول لشؤون المبيعات والتسويق وتطوير الأعمال في شركة «دارك ماتر» حول تقييم الشركة لخطط الحكومة والقطاع الخاص بشأن تطبيق حلول وأنظمة الأمن الإلكتروني: ثمة إجماع واسع على أن هجمات الأمن الإلكتروني باتت في الواقع خطراً حقيقياً ومتزايداً أكثر من أي وقت مضى؛ وينبغي على كافة المؤسسات اتخاذ خطوات فعالة تضمن حمايتها بالشكل الأمثل من تلك التهديدات، ولدينا قناعة بأن تعزيز الوعي بشأن هذه المخاطر يتطلّب تطبيق خطوات أساسية تعزز الوصول إلى ما نسمّيه مرحلة «المرونة الإلكترونية».أضاف دبوسي، وانطلاقاً من هذه الرؤية، يجب على المؤسسات عدم اعتبار مسألة الأمن الإلكتروني كعملية استجابة تحدث لمرة واحدة أو كممارسة تقليدية وروتينيّة، وإنما عملية متواصلة ومكثّفة تراعي التخطيط والوقاية والكشف والحماية، وبالطبع مواجهة التهديدات الإلكترونية على أوسع نطاق. الإمارات من أبرز الدول المستهدفة شدد ربيع دبوسي على أن الإمارات تعتبر من أبرز الدول المستهدفة من قبل مجرمي الهجمات الإلكترونية في العالم نظراً لمكانتها الدوليّة المرموقة ومستوى معيشتها عالي الجودة ومدى اتصالها بالإنترنت، وعادة ما نجد أن القطاعات الأكثر استهدافاً عالمياً هي التي تستثمر بشكل استباقي لمواجهة جرائم الأمن الإلكتروني أو التي تسير بخطوات سريعة نحو تعزيز عمليات الرقمنة. وتشمل هذه القطاعات: الخدمات المصرفية والمالية، والاتصالات، والتجزئة، والضيافة، والطيران، والرعاية الصحية، والطاقة.وحول المجالات الرئيسية التي يجب على المؤسسات والشركات أخذها بالاعتبار لحماية بياناتها من التهديدات الإلكترونية قال دبوسي: ينبغي على المؤسسات تبنّي منهج استباقي ورؤية شاملة تجاه تهديدات الأمن الإلكتروني، إضافة إلى إرساء بيئة تشغيلية تراعي دوماً احتمالات التعرض لهجمات أو اختراقات كما يترتب على تلك الكيانات الانتباه لأصولها الرقمية ومعرفة من يمتلك قدرة الوصول إليها أو من يستهدف اختراقها. ويجب أيضاً تطوير خطة استجابة للحوادث الطارئة، ومراقبة الأنظمة بوتيرة مستمرة لرصد أي أنشطة مشبوهة. الإمارات الثانية خليجياً في الدفاع الإلكتروني شدد محمد أبو خاطر، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط و إفريقيا في شركة «فاير آي» على أن الإمارات تأتي في المرتبة الثانية بعد المملكة العربية السعودية من حيث النضج في الدفاع الإلكتروني، حيث تحتل معظم الجهات الحكومية والقطاع الخاص مكانة متقدمة، مقارنة بنظرائها في البلدان الأخرى.أضاف أبو خاطر، تخصص حكومة الإمارات ميزانيات عالية للإنفاق الأمني كل عام تصرف بعناية وتأنٍ للحصول على أفضل التقنيات التكيفية لمواجهة تطور الهجمات.وقال أبو خاطر إن الهجمات الأخيرة كشفت أن الاستثمار في برمجيات ونظم الحماية ليس كافياً بسبب تطور إمكانات قراصنة المعلومات الذين باتوا من القدرة على اختراق أنظمة المعلومات في دول متقدمة جداً كما حدث في هجمات الفدية الأخيرة.ودعا أبو خاطر إلى ضرورة تدريب الكوادر البشرية بصورة دائمة وبناء منظومة تقنية تواكب قدرات القراصنة وأخيرا بناء منظومة يمكنها التنبؤ وتحليل التصرفات التي تقع خارج الدولة أو خارج شبكات الشركات وذلك كإجراءات استباقية لصد الهجمات .قالت ناتاليا كاسبرسكي، الرئيس التنفيذي لمجموعة «إنفو واتش» والشريك المؤسس لشركة «كاسبرسكي لاب»: ينبغي على الحكومة والمؤسسات ضمان الحماية المتكاملة ضد الهجمات المتعددة ومن الضروري تعزيز خطوط الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية .أضافت، يعتبر أي قطاع يستخدم تكنولوجيا المعلومات عرضة للمخاطر، حتى وإن لم يعتمد على هذه التكنولوجيا بقدر كبير. ومع ذلك، تختلف التهديدات المحدقة بكل قطاع. وتشمل القطاعات الرئيسية التي تطبق استراتيجيات أمنية أكثر صرامة كلاً من القطاع المالي، والخدمات المصرفية، والقطاعات الحكومية، والتصنيع والنفط والغاز. وبناء على ملاحظاتنا، يسهم تطوير التكنولوجيا المالية بزيادة المشاكل الأمنية وعدد الهجمات المرتبطة بعمليات التسديد والتحويل المالي، وسيتواصل ارتفاع عدد حالات سرقة المعلومات المالية في المستقبل القريب. «جي بي إم»: نقص بالمعرفة في أمن المعلومات كشفت شركة الخليج للحاسبات الآلية «جي بي إم»، على هامش «جيسيك 2017» عن نتائج الدراسة الاستقصائية السنوية التي تقوم بها الشركة، والتي شملت أكثر من 1400 شخص مقيم في الإمارات، قطر، عُمان، البحرين والكويت لفهم السلوك الرقمي المتغير بين هذه الأجيال وبالتالي قدرات الشركات اليوم لتوفير بيئة عمل رقمية آمنة. وقال هاني نوفل، نائب الرئيس لحلول الشبكات الذكية وأمن المعلومات والتنقل في شركة الخليج للحاسبات «جي بي إم»: «خلال السنوات القليلة الماضية، أكدت الدراسات الاستقصائية للأمن في «جي بي إم» حاجة الشركات في جميع أنحاء دول الخليج لإيلاء اهتمام أكبر لعملياتها في مجال تكنولوجيا المعلومات، لا سيما كون الأمن الإلكتروني يتطلب بنية تحتية أقوى واستثماراً أكبر».
مشاركة :