كتب: خالد إبراهيم*«في الدمج والاتحاد قوة» هذا هو المنظور الذي سعى من خلاله المؤسسون الأوائل لدولتنا الحبيبة إلى جمع مدن مترامية الأطراف في كيان واحد يخدم تطلعات وآمال أبناء المنطقة، فكانت تلك الرؤية الثاقبة هي الخطوة الأولى في دمج تاريخي هو الأعظم والأروع والذي ساهم في بناء دولة أساسها العز والرفاهية والمجد هي دولة الإمارات العربية المتحدة.وساحتنا الرياضية كانت مؤخراً على موعد مع دمج جديد بعد سلسلة اندماجات تاريخية سابقة ناجحة من أصحاب ذلك الفكر المستنير، فبعد دراسة مستفيضة لتفاصيل المشهد، وقراءة جديدة لمتغيرات الواقع، أصبحت الرؤية واضحة، فالساحة اليوم لا تعترف إلا بالأقوياء، ولاشك أن جماهير الأندية المندمجة بمختلف أطيافها تعيش حالة من الصراع الداخلي ما بين التنازل عن ألوان عشقتها منذ الصغر ونجوم هتفت باسمها وذكريات لن تمحى، وبين واقعية أن تلك الفرق لا تحقق طموحاتها وتفتقر لأبسط مقومات المنافسة ولم تستطع مجاراة متطلبات حقبة الاحتراف وتحدياته، فسقطت رهينة الهدر وكتب عليها التخلف عن فرق القمة والتقهقر إلى الدرجات الأدنى في المسابقات.} وما بين صعود وهبوط إلى دوري المحترفين، وسنوات من التجريب مع اللاعبين المحترفين، وتغيير مستمر في الإدارات، وتخبطات ونتائج مخيبة للآمال، وحاضر مؤلم، مع رواتب خيالية ووعود بالحوكمة والرقابة المالية، جاء قرار «الدمج» الحاسم والحازم من القيادة الرشيدة ليساير ويواكب متطلبات المرحلة الحالية وتحديات المستقبل، وليصنع حلاً جذرياً يتكفل برسم غَد أفضل وبناء مشروع أكبر يذهب فيه الدعم باتجاه واحد، ويضم النخبة من قادة الفكر ونجوم الملعب.والتحدي القادم سيكون في تحقيق الطموح المنشود من الكيان الجديد، الذي سيكون واجهة الرياضة في الإمارة بما يتوفر له من لاعبين متميزين وموارد إضافية وميزانية أفضل، بالإضافة إلى المرافق والمنشآت الحديثة، لرسم طريق القمة بعيداً عن حسابات الإخفاق، وعلى المجلس الرياضي أن يسلط الضوء على مراكز الشباب والتوسع فيها، وأن يفعّل دورها في احتضان أبناء المناطق لتفريخ المواهب لهذا الكيان الجديد، بما يدعم مسيرته، وآن الأوان للجماهير المنقسمة أن تنبذ تفرقها وأن تتنازل عن تعصبها، وأن تترك الزاوية الضيقة التي تنظر منها إلى النقلة الجديدة، لتنظر من نافذة أوسع ترى فيها الهدف الأعلى والأسمى الذي يترجم الرؤية البعيدة للقيادة الحكيمة.
مشاركة :