كتب: عمار عوض رسم القادة الخليجيون تصوراتهم لمستقبل وشكل التحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة، على رمال الرياض في قمة غير مسبوقة عكست شواغل قادة دول المنطقة في إعادة الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، حيال مواجهة وحش الإرهاب الذي انعقد العزم على نزع أنيابه بمعاونة كاملة من دول مجلس التعاون، وهو ما ظهر في ما نقلته صحيفة «ديلي ميل» عن دعوة الرئيس دونالد ترامب، قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى «رفض التطرف والعمل على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، ووقف تمويله ونشره وتجفيف مصادره، والوقوف في مواجهة هذا البلاء الذي يشكل خطراً على البشرية جمعاء».وأظهرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ترامب أبلغ القادة الخليجين أنه لن يكون مثل سلفيْه باراك أوباما، وجورج بوش الابن، اللذان كانا يضعان بعض المعايير للتعامل مع دول المنطقة، ونقلت عن ترامب قوله: «نحن لسنا هنا لإلقاء محاضرات»، مضيفاً: «نحن لسنا هنا لنقول لأشخاص آخرين كيفية العيش، وما يجب القيام به، أو كيفية العبادة. بدلاً من ذلك، نحن هنا لتقديم شراكة على أساس المصالح والقيم المشتركة، لتحقيق مستقبل أفضل لنا جميعاً».واعتبر تقرير الصحيفة الأمريكية أن ذلك يعكس التناغم الكبير بين ساكن البيت الأبيض الجديد ودول المنطقة. وقالت إن أبرز تجليات ذلك يتمثل في تجنب ترامب استخدام كلمة «الإرهاب الإسلامي الأصولي»، التي تميزت بها تصريحاته من قبل، غير أنها لم ترد في مقتطفات هذا الخطاب، ما يعكس احترامه لدول الخليج. وقد استعاض عنها بجملة «التطرف الإسلامي والجماعات الإرهابية الإسلامية التي تلهمها». ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومى الأمريكي ماكماستر: «الرئيس سماه بالطريقة التي يريدون أن يطلقوها عليه». وأضاف ماكماستر: «لكني أعتقد أنه من المهم أن ندرك مهما أطلقنا عليه، أن هؤلاء ليسوا شعباً دينياً؛ بل هم في الواقع أعداء جميع الحضارات. ما يريدون القيام به هو تهدئة سلوكهم الإجرامي». وكان ترامب تعهد بمقاضاة الإرهابيين وممولي الإرهاب والقضاء على «جيش إرهابيي داعش»، والمنظمات الإرهابية الأخرى بغض النظر عن دينها أو طائفتها أو أيديولوجيتها.وفي هذا الخصوص ركزت مجلة التايم الأمريكية على تصريحات وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي دعا الرئيس الإيراني إلى إنهاء كل دعم وتمويل للجماعات الإرهابية بعد إعادة انتخابه، خاصة أنه أعرب عن أمله في أن تضع إيران حداً لاختبار الصواريخ الباليستية، «وتستعيد حقوق الإيرانيين في حرية التعبير، وحرية التنظيم، حتى يتمكن الإيرانيون من العيش والحياة التي يستحقونها». وقال تقرير المجلة إن تيلرسون حرص على مخاطبة إيران من داخل السعودية، ما يعكس بشكل واضح رؤية الولايات المتحدة لمستقبل العلاقات مع إيران، المتمثل في حسن جوارها مع دول الخليج. وقالت إن ذلك يظهر في قول تيلرسون إن الرئيس حسن روحاني باتت لديه الفرصة لإنهاء دور إيران في دعم «القوى المزعزعة للاستقرار الموجودة في هذه المنطقة»، مضيفاً: «إذا أراد روحاني تغيير علاقات إيران مع بقية العالم فهذه هي الأشياء التي يمكن أن يفعلها».وكان الملك سلمان بحسب ديلي ميل، دعا قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى «رفض التطرف والعمل على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله، ووقف تمويله ونشره وتجفيف مصادره، والوقوف في مواجهة هذا البلاء الذي يشكل خطراً على البشرية جمعاء». وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب بعكس أسلافه من القادة الأمريكيين لم يطالب الدول بأن تتبنّى تغييرات ثقافية أو سياسية واسعة، كشرط للعمل مع الولايات المتحدة، ونقلت عنه في هذا الخصوص تعهده بمقاضاة الإرهابيين وتمويل الإرهاب، والقضاء على «جيش إرهابيي داعش»، والمنظمات الإرهابية الأخرى.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التناغم يظهر بشكل أوضح في قول ترامب: «إن أصدقاءنا لن يشككوا أبداً في دعمنا، ولن يشك أعداؤنا أبداً في تصميمنا». وقال إن شراكاتنا ستعزز الأمن من خلال الاستقرار، وليس من خلال الاضطراب الجذري. وأضاف: «سنقوم باتخاذ القرارات على أساس نتائج في العالم الحقيقي، وليس أيديولوجية غير مرنة».
مشاركة :