صدق أو لا تصدق بأن من كان يهجونا ليل نهار إبان إنتخابه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية يجعل أولى زياراته للمملكة العربية السعودية في موقف صدم منه الكثير ولعل أولهم من كان يهددنا بترامب لينقلب السحر على الساحر في مشهد يجعل للساحة الدولية وجهاً أخر من الدبلوماسية السعودية وفصلاً جديداً من فصول السياسة العالمية إنها بإختصار القوة الناعمة .وهو مصطلح يتحدث عن إمكانية جمع أكبر قدر ممكن من أدوات الجذب وإستغلالها لصالحك محدثاً قوة عظمى دون الحاجة لإطلاق رصاصة واحدة وأن تجعل الآخرين يعجبون بك ويتطلعون إلى ما تقوم به فيتخذون موقفًا إيجابيًا من قِيَمك وأفكارك وبالتالي تتفق رغبتهم مع رغبتك.وللقوة الناعمة أثر بالغ بإستمالة أكبر قدر من الحلفاء والقدرة السريعة على الاستجابة والتوجيه والأهم من ذلك التفويض الإقليمي لأي قرار دولي أو إقليمي فالجميع ينتظر ردة فعلك .ولأن المملكة العربية السعودية تمتلك أقوى وأفضل قوة ناعمة بالعالم وهي الحرمين الشريفين والذي تم إبراز قوتها في جعل الرياض عاصمة للقرار العربي والإسلامي محفزةً الادارة الامريكية على اختيار السعودية كأول وجهة للرئيس الأميركي دونالد ترامب مجلوباً بالمصالح المشروعة لأي بلد مستخدمين القوتين الصلبة والناعمة لخلق حدث تاريخي وغير إعتيادي بإنعقاد ثلاث قمم الرابح الأكبر فيها المملكة العربية السعودية ولانحتاج لنسأل عن الخاسر الأكبر لكي لا تغلبكم الشفقه قرائي الأعزاء .نعم إن ماحدث في الأيام الماضيه يشعر العالم أجمع بحجم الهيمنة السياسية التي حصلت عليها السعودية متسلحةً بقوتها السياسية والإقتصادية ولكن العلامة الفارقة هي طريقة إستخدام السعودية للقوة الناعمة معلنةً عن خبطة سياسية تعتبر من اعظم الخبطات السياسية فالتاريخ الحديث تجعل المواطن السعودي يفخر ويفتخر بحدث لن ينساه العالم مستقبلاً.إن القوة الناعمة تعد اليوم نمطاً أساسياً في كسب العقول وتطويع العواطف ومما زاد من أهمية القوة الناعمة تنوع أنماطها وتعدد أشكالها وابتعادها عن النمط التقليدي المتمثل بالقوة الخشنة .لقد أخذت القوة الناعمة أشكالاً عدة، منها عقد المؤتمرات بين قادة الدول لمناقشة علاقاتهم المشتركة أو قضاياهم الملحة وهو مافعلته السعودية بعقد القمة العربية الإسلامية الإمريكية ، كما أن إفتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (إعتدال) يعد نمطاً عملياً من أنماط القوة الناعمة والتي تؤدي لزيادة النفوذ واستراتيجيتة عن طريق تعزيز سمعة ومكانة السعودية إقليمياً وعالمياً ولعل تفاصيل الإفتتاح المذهلة بإنجاز هذا الصرح بوقت قياسي جداً لم يتجاوز الثلاثون يوماً جعل العالم بأسره يقف مذهولاً أمام هذا الإنجاز المذهل والمدهش .أعتقد بأن السعودية وبعد تعزيز مكانتها السياسية العظيمة على أرض الواقع ستنتج لنا قوةً أخرى قريباً لاتخلو من مفهوم مابعد الهيمنة ! أو اسميها سعودة الإقليم معلنةً للعالم أجمع جلوسها على عرش أكبر أقاليم العالم تزف للعالم الخير والسلام قولاً وعملا.الرأيكتاب أنحاءمحمد الرساسمة
مشاركة :