لوقف فيضان الفوانيس الصينية ومنعها من القضاء على حرفته القديمة، يعتقد صانع فوانيس مصري، وهي مصابيح تقليدية تزين الشوارع في الشرق الأوسط خلال شهر رمضان، أنه عثر على وسيلة.ويعلق محمد جمال، وهو من حي إمبابة الفقير في القاهرة، على الفوانيس صورا من الأكريليك للاعبي كرة قدم مصريين وفنانين، في تحول باتجاه التحديث عن المصابيح الخشبية التقليدية التي تتأثر سلبا بالواردات الصينية.وقال جمال «جاتني فكرة الفانوس... إن الفترة التي مضت... أنا بعمل في الفوانيس منذ عشر سنين. الفترة التي مضت كل الاتجاه كان للفوانيس الخشبية. فكنت عايز أعمل إضافة لكل الذي عايز يضع صوره على الفانوس الخشب. فأنا ما كنت شايف فيها ابتكار أن تطبع صورتك على الفانوس الخشب... فقلت أنا أدخل الروح بتاعت الأكليريك وإن الصورة تبقى عاملة زي كأس أو درع. حاجة شبه الكريستال فهي تبقى قيمة أكثر».وتغمر المنتجات الصينية أسواق الشرق الأوسط منذ سنوات وأصبحت تحظى بشعبية متزايدة في مصر حيث يواجه المصريون العاديون والمشاريع مثل مشروع جمال صعوبات في ظل ارتفاع الأسعار الناجم عن التضخم.ولكن في العام الماضي مع وصول الفوانيس البلاستيكية المصنوعة في الصين إلى متاجر القاهرة لمس ذلك عصبا حساسا لدى المصريين، الذين ينظرون إلى المصابيح المصنوعة من النيكل والخشب المنحوت وتكسوها قبة من الزجاج، كرمز للفخر الوطني.في أعقاب موجة احتجاج في العام الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختفاء الحرفة اليدوية، أصدرت وزارة الصناعة والتجارة المصرية مرسوما يحظر استيراد الفوانيس الصينية.لكن في نوافذ المحلات التجارية القريبة من ورشة جمال صفوفا من المنتجات الصينية التي تعمل بالبطاريات.وقال جمال «طبعا كل الفوانيس الموجودة في السوق فوانيس صيني. فأنا كل أحلامي أو كل طموحي إن إحنا ما نستوردش فانوس من الصين. كل حلمي إن إحنا نصدر فانوس للصين».وخلال الفترة التي تسبق شهر الصوم لا يوجد تقليد مترسخ في المجتمع مثل اقتناء فانوس ومع اللمسة التي يضفيها جمال من الممكن أن تتعزز حرفة صناعة الفوانيس الحديثة في القاهرة بما يسد احتياجات المدينة.
مشاركة :