صنعاء: «الخليج» تعرض موكب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لاعتداء من قبل أنصار جماعة الحوثي أثناء توجهه من مطار صنعاء الدولي إلى مقر إقامته بفندق «موفمبيك» في العاصمة اليمنية صنعاء. وأدانت وزارة الخارجية اليمنية محاولة الاغتيال، وحمّلت قوى الانقلاب كامل المسؤولية على هذا الاعتداء البربري على المبعوث الأممي.وأكد شهود عيان ل«الخليج»، أن موكب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ تعرض للرشق بالحجارة من قبل مجاميع من أنصار جماعة الحوثي، التي بادرت إلى حشدهم بالقرب من البوابة الرئيسية للمطار؛ حيث سارع بعضهم إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء، وقرب إطارات السيارة التي تقل المبعوث الأممي، قبيل أن تبادر دوريتان تابعتان لوزارة الداخلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين إلى إطلاق مماثل للرصاص في الهواء لتفريق أنصار جماعة الحوثي، ومنعهم من التمادي واعتراض الموكب. وأكد مصدر في مكتب المبعوث الأممي ل«الخليج»، أن ولد الشيخ حصل على تعهدات مسبقة من الحوثيين بتوفير أجواء مواتية لزيارته لصنعاء، وعدم تكرار مظاهر الاحتفاظ المتعمد لأنصار الجماعة أمام مقر إقامته، وهو ما لم يلتزم به الحوثيون، الذين سارعوا إلى تحريض أنصارهم على الاحتشاد والاعتداء على موكب المبعوث الأممي بعد دقائق من وصوله لمطار صنعاء. وأعلن الحوثيون في صنعاء رفضهم استقبال المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الذي وصل إلى مطار صنعاء عصر أمس. وقال بيان لوزارة الخارجية الشرعية «لا يمكن لأي طرف أن ينفذ هكذا اعتداء في قلب العاصمة صنعاء التي تحكمها القوى الانقلابية بالحديد والنار دون ترتيب وتنسيق مسبق مع القيادات العليا لقوى الانقلاب». وأضاف: إن هذا الاعتداء الذي يأتي في الوقت الذي يبذل فيه المبعوث الأممي مساعيه من أجل السلام وتجنيب المواطنين اليمنيين ويلات الحرب وخاصة مع قدوم شهر رمضان المبارك يمثل أعلى درجة الاستخفاف والتحدي للمجتمع الدولي من قبل هذه الميليشيات التي لا تؤمن بالسياسة أو الحوار لحل الوضع القائم في اليمن. ودعا البيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي باسره أن يدرك أن من يعتدي على الأمم المتحدة وممثلها لن يتخلى عن نهجه العدواني تجاه الشعب اليمني وجيرانه، وعلى المجتمع الدولي إعادة المكانة والهيبة للأمم المتحدة من خلال التنفيذ غير المشروط للقرار الأممي 2216.وقال ولد الشيخ، أمس، في مستهل زيارته لصنعاء، إن رسالته إلى الشعب اليمني بأننا في الأمم المتحدة سنبقى حياديين وهدفنا هو أن نسعى لتحقيق السلام ولسنا مع أي طرف مهما قيل ويقال، فسنظل نسعى نحو تحقيق السلام، ونرجو أن نحقق وقف إطلاق النار في شهر رمضان، وأن يثمر ذلك بعودة أطراف الصراع إلى طاولة المفاوضات. وجدد بأن قدومه إلى صنعاء من أجل 3 قضايا، التي تتمثل بثلاث نقاط أساسية: أولها محاولة تجنب ومنع أي عملية عسكرية في مدينة الحديدة، لما قد يرافقها من تفاقم إنساني بحسب قوله، أما النقطة الثانية فتتمثل في كونها زيارة إنسانية، بهدف تخفيف معاناة المواطنين من التردي الكبير في مختلف الأوضاع؛ حيث زاد منها انتشار وباء الكوليرا، الذي أصاب الآلاف وقتل المئات خلال أسابيع قليلة، إضافة إلى إجراء مباحثات حول موضوع عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمنيين، بحسب إفادة المبعوث الدولي.أما النقطة الثالثة فتتعلق بالجانب الاقتصادي؛ حيث تهدف الزيارة إلى مناقشة موضوع الرواتب وسبل حل المشاكل المتعلقة بها، إضافة إلى ضرورة حل قضية البنك المركزي، الذي يرى المبعوث ضرورة بقائه مستقلاً، وأهمية قيامه بإيصال المرتبات إلى جميع موظفي الجمهورية.
مشاركة :