تقاسمت التطوّرات بشقيها السياسي والميداني سطح الأحداث في اليمن، ففيما تعرّض موكب المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لاعتداء فور وصوله صنعاء، تمكّن الجيش الوطني بإسناد التحالف من التقدّم شرق المدينة في معارك سقط خلالها العشرات قتلى وجرحى في صفوف الانقلابيين، بينما أسفر قصف الحوثيين وصالح المستمر على الأحياء السكنية في تعز عن قتلى مدنيين. وذكرت مصادر أن موكب المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تعرّض لهجوم بالحجارة والزجاجات الفارغة في مطار صنعاء، في أعقاب وصوله بهدف لقاء وفدي الانقلابيين وحزب المخلوع صالح، في إطار جولته الجديدة لتنشيط عملية المفاوضات اليمنية وإبرام هدنة إنسانية قبل شهر رمضان. وفور وصول ولد الشيخ إلى صنعاء دفع الحوثيون بعشرات المحتجين المحسوبين عليهم مرددين هتافات ضده ومنعه من الخروج من داخل المطار. وبعد أكثر من ربع ساعة فرقت قوى أمنية المحتجين، وأطلقت النار في الهواء لتفريقهم، ليتمكّن المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد التوجه إلى مقر الأمم المتحدة. وقال ولد الشيخ أحمد للصحفيين لدى وصوله إلى المطار إنه يريد منع أي هجوم على ميناء الحديدة، ودعا كذلك إلى الحفاظ على استقلال البنك المركزي كي يتسنى له دفع رواتب الموظفين. تقدّم شرعية ميدانياً، سقط عشرات الانقلابيين قتلى في معارك شرسة شرق صنعاء، فيما تمكّنت قوات الشرعية من التقدّم إلى منطقة الصافح غرب السد، بينما دمّر طيران التحالف العربي عربتين من نوع «بي.أم.بي» وعربة عسكرية ثالثة تحمل على متنها رشاشاً ثقيلاً من عيار 23 مم بمفرق قطبين في نهم. كما قتل ستة مدنيين وأصيب 11 آخرون في قصف مدفعي شنه الانقلابيون والمخلوع صالح، استهدف شرقي تعز. وقال ماهر العبسي عضو شبكة «الراصدين المحليين»، إن «الحوثيين وصالح قصفوا بالقذائف المدفعية حيي صالة وثعبات شرقي تعز»، مشيراً إلى أنّ القصف الذي استهدف حافلة نقل صغيرة ومنطقة بجوار مسجد أسفر عن مقتل ستة مدنيين وإصابة 11 بجروح بالغة نقلوا على إثرها إلى المستشفى. في السياق، أفاد سكان محليون في تعز، بأن الانقلابيين وصالح يواصلون قصف الأحياء السكنية شرقي المدينة بالمدافع والدبابات، وأنّ عدداً من القذائف سقطت على منازلهم. إلى ذلك، هاجمت وحدات من اللواء 22 مواقع ميليشيات الحوثي وصالح، في محيط معسكر التشريفات والقصر الجمهوري شرق المدينة. إذ سيطر الجيش الوطني على عمارتي أرحب والدهبلي المحاذيتين لكلية الطب والمطلتين على شارع القصر الجمهوري واللتين كانتا تشكلان عائقا أمام تقدم قوات الجيش شرق بسبب تمركز القناصة فيهما. وقالت مصادر عسكرية، إنّ معارك عنيفة اندلعت باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وإنّ غارات مقاتلات التحالف على مواقع الانقلابيين غرب تعز أسفرت عن مقتل 29 انقلابياً وإصابة آخرين. فريق طوارئ ومع تزايد المخاوف من تفشي الكوليرا في اليمن على نحو أوسع، أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس اعتزامها إرسال فريق الطوارئ على وجه السرعة للسيطرة على الوباء. وأوضح رئيس الطوارئ خلال لقاء جمع مسؤولين بالمنظمة في جنيف مع وزير الصحة والسكان اليمني حسن باعوم، إنّ المنظّمة الخطة الكاملة مع باقي الشركاء للسيطرة على وباء الكوليرا، وسيقوم فريق الطوارئ على وجه السرعة بزيارة الرياض واليمن برئاسة رئيس فريق الطوارئ. بدورها، دعت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي المجتمع الدولي والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني إلى تكثيف جهودها لدعم اليمن بغية محاصرة الوباء والحد من انتشاره وتدارك الوضع الإنساني والصحي. وأشارت الأمانة العامة للمنظمة في بيان أمس، إلى أن اليمن يشهد ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة، مشيدة بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية باتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة المرض واحتوائه.