اتفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس الأميركي دونالد ترامب على ضرورة احتواء تدخلات إيران الشريرة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإشعالها الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب والوسطاء المسلحين وما تقوم به من جهود لزعزعة استقرار دول المنطقة. وأكد القائدان - بحسب بيان مشترك بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية - أن التدخلات الإيرانية تشكل خطراً على أمن المنطقة والعالم وأن الاتفاق النووي المبرم مع إيران يحتاج إلى إعادة نظر في بعض بنوده وأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية لا يشكل تهديداً على دول الجوار فحسب بل يشكل تهديداً مباشراً لأمن جميع دول المنطقة والأمن الدولي. وشدد الجانبان على أهمية الوصول إلى سلام شامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعهد القائدان ببذل كل ما في وسعهما لتشجيع إيجاد مناخ يساعد على تحقيق السلام وأكدا على ضرورة العمل على حل الأزمة اليمنية ونوه ترامب بما تقدمه السعودية من مساعدات إغاثية وإنسانية إلى الشعب اليمني. وفيما يخص الأزمة في سوريا، أكدت المملكة العربية السعودية دعمها للقرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي بإطلاق صواريخ على قاعدة الشعيرات التي شن النظام السوري هجومه الكيميائي منها على منطقة خان شيخون، وعبر الجانبان عن أهمية التزام النظام السوري بالاتفاقية التي أبرمها عام 2013 مع المجتمع الدولي بالتخلص من جميع الأسلحة الكيميائية في سوريا. وشددا على أهمية الوصول إلى حل دائم للصراع في سوريا على أساس إعلان جنيف وقرار مجلس الأمن رقم 2254 للحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها ولتكون دولة تمثل جميع أطياف المجتمع السوري وخالية من التفرقة الطائفية. وأبدى القائدان دعمهما لجهود الحكومة العراقية للقضاء على تنظيم داعش وتوحيد الجبهة الداخلية لمحاربة الإرهاب الذي يمثل تهديداً لكل العراقيين والحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه وأهمية وقف التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي للعراق ونوها بأهمية العلاقات بين المملكة والعراق والسعي لتطويرها. وفي الشأن اللبناني، أكد الجانبان أهمية دعم الدولة اللبنانية لبسط سيادتها على جميع أراضيها ونزع سلاح التنظيمات الإرهابية مثل حزب الله وجعل كافة الأسلحة تحت الإشراف الشرعي للجيش اللبناني. وذكر البيان أن القائدين استعرضا خلال الزيارة التي قام بها ترامب للمملكة العلاقات التاريخية والاستراتيجية الراسخة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية والتي نمت وتعمقت خلال العقود الثمانية الماضية في المجالات كافة، ونوه القائدان بأن البلدين طورا شراكة مثمرة مبنية على الثقة والتعاون والمصالح المشتركة. وأشاد الجانبان بما أسهمت به هذه الزيارة من تعزيز العلاقات بين البلدين لتحقيق المزيد من الاستقرار والأمن والازدهار، وأعلن القائدان بأنهما يقفان معاً لمواجهة الأعداء المشتركين وتعميق الروابط القائمة بينهما ورسم مسار للسلام والازدهار للجميع. واتفق القائدان على شراكة استراتيجية جديدة للقرن الـ 21 بما يحقق مصلحة البلدين من خلال الإعلان الرسمي عن الرؤية الاستراتيجية المشتركة للمملكة والولايات المتحدة التي ترسم مساراً مجدداً نحو شرق أوسط ينعم بالسلام، حيث التنمية الاقتصادية والتجارة والدبلوماسية سمات العمل الإقليمي والدولي.
مشاركة :