رغم أن وسائل التواصل الاجتماعي، باتت جزءا من حياتنا، تساهم بشكل إيجابي في زيادة ثقافة المجتمع وتوعيته، إلا أن هناك من يستغل تلك التقنية، للتشهير بالناس والإساءة لهم وفضح ما لم يجب أن يفضح. أولئك المرضى لا يتورعون عن نشر مقاطع دون أن يتثبتوا من صحتها، مع أن المنطق وثوابت ديننا الحنيف تحثنا على الستر حتى لو كنا متأكدين من الخبر الذي نود نقله للآخرين، فما بالكم والخبر المنقول بعيد عن الحقيقة، وفي نشره تهديد لكيان أسرة وحياة زوجه ومستقبل أبناء!!!. دخلت في نقاش حاد مع صديقين، حول أحد المقاطع التي تسيء لامرأة ظهرت مرتبكة، حيث كنت معترضا على كل من يتداول الخبر حتى لو تأكد من صحته، بينما اعتمد الصديقان على تحليل غير منطقي لذلك الارتباك، معتبرانه دليلا على صحة الخبر. كثيرون منا لا يعرفون عقوبات الجرائم المعلوماتية، وما فيها من أحكام بالسجن والجلد والغرامات المالية الكبيرة، وبعضنا يعرف ذلك، إلا أنه يعتقد أن الإعلان عنها ليس إلا تخويفا للمتجاوزين، وأنها لن تطبق على أحد. لقد غاب عنهم أن عهد ذلك الاعتقاد قد انتهى، والعقوبات بدأ تطبيقها فعلا ودخل عدد من المتجاوزين السجن، وهم الآن يتدبرون أمورهم لدفع الغرامات المالية التي صعقتهم. يقول الله- سبحانه وتعالى-: «إِن الذِين يُحِبُون أن تشِيع الفاحِشةُ فِي الذِين آمنُوا لهُم عذاب ألِيم فِي الدُنيا والآخِرةِ ـ واللهُ يعلمُ وأنتُم لا تعلمُون»، كما يقول عز وجل في سورة الحجرات «يا أيُها الذِين آمنُوا إِن جاءكُم فاسِق بِنبأٍ فتبينُوا أن تُصِيبُوا قوما بِجهالةٍ فتُصبِحُوا على ما فعلتُم نادِمِين». العقاب إذن في الدنيا والآخرة، فهل تتحملون هذا العذاب، وهل تقبلون أن تتعرض واحدة من نسائكم لموقف مثل موقف تلك المرأة أو غيرها ممن وقعن ضحية التسرع وتجاوز كلمة القضاء، وهو صاحب الكلمة الفصل!؟ لكم تحياتي
مشاركة :