< أكد سياسيون سعوديون لـ«الحياة» أن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أول من أمس (الأحد) أمام القمة العربية الإسلامية - الأمريكية نقلت صورة إيجابية حضارية عن العالم الإسلامي، فيما كانت الكلمة رداً على متهمي العالم الإسلامي بنقله الإرهاب إلى العالم الغربي. وقال عميد الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور مفلح القحطاني: «إن كلمة الملك سلمان أمام القمة كانت كلمة وافية شافية شاملة، ومعبرة عن الهدف الذي أقيمت من أجله هذه القمة العالمية، وأكدت أن دول العالم الإسلامي عانت من الإرهاب الذي طاولها مثل بقية دول العالم». وزاد: «أشار خادم الحرمين الشريفين إلى نقطة أخرى مهمة، وهي تزعّم إيران للأعمال الإرهابية التي بدأتها منذ الثورة الخمينية، والتي بدأت حينها التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ما يجعل من الضرورة وقف الشر الإيراني عند حده». ورأى القحطاني أن خادم الحرمين أكد أن الحضارة الإسلامية حضارة عريقة، قدمت العلوم والخير للبشرية، والمملكة سبّاقة إلى طرح هذه الأفكار إلى العالم، من خلال إنشاء مراكز للحوار بين الأديان، وقال: «إن هذه القمة هي خطوة موفقة ستقلب الكثير من الموازين، وستعيد الأمور إلى مجراها، وتعيد النظر في توتير العلاقات بين الأطراف العالمية». واستطرد القحطاني بالقول: «ما يتطلع إليه العالم الإسلامي من الرئيس الأميركي هو تقديم الصورة الحسنة عن الشرق الأوسط للعالم الغربي، والتركيز على الصورة الحضارية لهذه الحضارة». فيما قال المحلل السياسي شاهر النهاري: «حقيقة أن كلمة الملك سلمان كانت جزءاً لا يتجزأ من عظمة الحدث، وروعة الترتيب وشمولية التكامل وحسن الصورة، والعمق في ما حدث في مثل هذا اللقاء التعجيزي من نواحي التوقيت والرؤية والهدف والتمكن والتنظيم، ومستنا كلماته الأبوية الصادقة البعيدة عن التزييف، والتي يكون الوطن واستقراره ونموه وتقدمه هو خلاصة المعنى والمقصد». وزاد: «صدقناه وهو يتحدث عن الشعب الإيراني ويشرح لهم كيف أنهم ليسوا المقصودين بما يراد لإيران، بقدر ما يكون ذلك القصد على نظامهم القافز على كل القيم وعلى أصول الجيرة وعلى الأخوة الإسلامية، وأنهم كونهم شعباً يظلون مرحباً بهم بيننا لأداء فريضة حجهم، والتمتع بعمرتهم». وأضاف: «سمعنا عين العقل والتوازن في تسيير منطق 56 دولة أتت إليه طوعاً، تتمنى مثله أن يزول الإرهاب العالمي، وأن تجد أجيالنا المقبلة فرص العيش الكريمة في سلام، وتناغم مع المقبل، والحديث من مدنية ورخاء صناعات واقتصاد وتسلح وتجارة وفرص عمل». وشدد النهاري على أن الخطاب التاريخي بلا شك كان وثيقة استراتيجية لتوثيق واقع ما حدث حولنا، وما نتطلع إلى استمراره في مقبل الأيام، وأتوقع أن يكون علامة مضيئة في شرق أوسط تبحث شعوبه عن عزم وسلام وأمل.
مشاركة :