ربما أكبر حدث داخلي في الأسبوع الماضي، والذي تناقلته مواقع التواصل الاجتماعية، هو ذاك الزحام المهول الذي حدث في جميع إدارات «المديرية العامة للجوازات» بكل مناطق ومدن المملكة، وكان أكبرها في «المديرية العامة للجوازات بالرياض»، إذ كانت المقاطع المنتشرة في «الإنترنت» لا تعد ولا تحصى، وكل هذا لأن الأسبوع الماضي كان نهاية الدوام الرسمي للدوائر الحكومية بسبب إجازة العيد. صحيح أن هذه العام كان الزحام أكثر من أي عام بسبب «حملة تصحيح أوضاع المقيمين»، إلا أنها لم تكن حالة نادرة أو غير مسبوقة، لأسباب عدة أولها: «أن غالبية المواطنين ما زالوا يؤمنون بالتسويف، أو لنقل بالتأجيل إلى آخر لحظة»، وهذا يؤكده مسألة السفر والحجوزات، وأننا ــ وللأمانة التاريخية ــ كما «أكثر شعب تلاقيه متبطح بالمطارات، وينتظر غياب شخص لديه حجز؛ ليصعد بدلا عنه، لأنه لا يحجز إلا في اللحظات الأخيرة». الأمر الآخر والمهم جدا أن غالبية الدوائر الحكومية لدينا ليس لديها رؤية مستقبلية أو قراءة مستقبلية، لهذا تجدها تعمل دائما كردة فعل، والدليل أن ردة فعل مدير عام الجوازات الفريق «سالم البليهد» الذي جاءت بعد كل التكدس، أن الجوازات ستستمر في عملها وبكل فروعها طيلة إجازة عيد الفطر، ولم يأت هذا التصريح قبل الزحام، بعد أن ظن المسوفون «أعني المواطنين» أن الأسبوع الماضي هو آخر دوام للجوازات. الأمر الأكثر أهمية أن عدم تفعيل خدمة «البريد» فيما مضى كان مفهوما ومبررا، لأن مصلحة البريد لدينا في الماضي كانت ضعيفة جدا، ولا تقدم أي خدمات للمواطنين كما يحدث بكل الدول المتطورة تنظيميا، إذ أن المواطن البريطاني ومنذ القرن الماضي لا يعرف مكان مديرية الجوازات، لأنه يستطيع وضع جوازه القديم وصوره الجديدة في ظرف، وسيذهب جوازه وحيدا ليجدد نفسه، ثم يعود الجواز الجديد إلى بريده أمام البيت. قلت: كنت أتفهم عدم تفعيل خدمة «البريد» لدينا بسبب الضعف في الماضي، ولكن اليوم وبعد أن أصبح البريد يقدم خدمات جيدة، وأصبح الكثير يتعامل معه حتى في التقديم للانتساب في جامعاتنا، أما آن الأوان لمديرية الجوازات أن تفعل خدمة البريد لتحل مشكلة الزحام إلى الأبد؟. S_alturigee@yahoo.com
مشاركة :