الفضاء أرضية صالحة لتكاثر الأنواع الحية

  • 5/23/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

طوكيو - أظهرت تجربة علمية حديثة أعدها باحثون يابانيون على حيوانات منوية لفئران جمدت وحفظت في محطة الفضاء الدولية تسعة أشهر، أن تكاثر الأنواع الحية ممكن في الفضاء. ووفقًا لهؤلاء الباحثين الذين نشرت خلاصات أعمالهم في مجلة الأكاديمية الأميركية للعلوم، يمكن لهذه التجربة أن تكون لها انعكاسات مهمة على مشاريع المستوطنات البشرية في الفضاء في المستقبل. وهذه المرة الأولى التي تنفذ فيها تجربة من هذا النوع على حيوانات ثديية، بحسب الباحث تيروهيكو واكاياما أستاذ علوم الأحياء في جامعة "ياماناشي" اليابانية. وأراد الباحثون من خلال هذه الدراسة تحديد ما إذا كانت الإشعاعات التي تضرب محطة الفضاء الدولية تقضي على إمكانية التكاثر في الفضاء، علمًا أن المحطة تتعرض لإشعاعات أكثر بمئة مرة من سطح الأرض التي يقوم غلافها الجوي بدور المصفاة لكل ما يمكن أن يضر بالحياة عليها. وبقيت الحيوانات المنوية للفئران محفوظة 288 يومًا في المحطة، ومجمدة عند حرارة 95 درجة تحت الصفر، وذلك بين آب/ أغسطس 2013، وأيار/مايو 2014. ولدى إعادة هذه العينات إلى الأرض، عمل فريق الباحثين على تحديد ما إذا كانت الإشعاعات الفضائية قد غيرت حمضها النووي بحيث لم تعد صالحة للتكاثر. وكما كان متوقعًا، تبين أن هذه الحيوانات المنوية تأثرت بالإشعاعات وتضررت منها، لكن ذلك لم يحل دون قدرتها على التخصيب، فحين حقنت في فئران أنثى كانت النتيجة ولادة 73 فأرًا صغيرًا في صحة جيدة. وتشير هذه النتيجة إلى أن الضرر الذي أصاب الحمض النووي أُصلح في ما بعد عند التخصيب. وتشكل هذه التجربة خبرًا سارًا للرواد الذين يقيمون لوقت طويل في محطة الفضاء الدولية ويريدون أن ينجبوا بعد عودتهم إلى الأرض. لكن الباحثين أشاروا إلى ضرورة التعمق في هذا النوع من الدراسة قبل أن تنطلق أولى الرحلات المأهولة إلى المريخ في الثلاثينات من القرن الحالي بحسب تقديرات وكالة الفضاء الأميركية (ناسا). ورأى الباحثون أيضًا أنه يتعين إجراء تجارب مماثلة على أنواع أخرى من الثدييات، وتجارب أخرى في أماكن أبعد في الفضاء حيث تكون الإشعاعات أقوى، إذ أن محطة الفضاء الدولية، وإن كانت ليست محمية بالغلاف الجوي للأرض، إلا أنها محمية بالحقل المغناطيسي الذي يلف الكوكب. وتشكل محطة الفضاء الدولية التي تعادل مساحتها مساحة ملعب لكرة القدم، مختبرًا علميًا للأبحاث الطبية والفيزيائية والفلكية، في مدار الأرض على ارتفاع حوالي 400 ألف متر عن سطحها، وهي ثمرة تعاون دولي في مجال الفضاء. وتتنوع مجالات التجارب فيها بين علوم الأعصاب والمناعة والفيزياء، إلى مراقبة الشمس، وتجري هذه الأبحاث في ظل انعدام الجاذبية. وبذلك، تشكل المحطة المدارية مختبرًا فريدًا من نوعه تتركز أنشطته على ثلاثة أهداف كبرى، وهي تحضير الرحلات الطويلة في الفضاء، والتعمق في فهم البنية الجسدية للإنسان، والتقدم في مجال الفيزياء. وتعتزم وكالة الفضاء الأميركية إرسال رحلة مأهولة إلى المريخ في العقدين المقبلين، وهو هدف يتطلب الكثير من الإنجازات التقنية والتقدم في فهم أثر الرحلات الفضائية الطويلة على الصحة الجسدية والنفسية للرواد.

مشاركة :