بعد مد وجز خلال السبعة الأيام الماضية حسم الهلاليون أخطر ملف مر على تاريخ النادي العريق، وهو إقالة الأسطورة الكروية سامي الجابر من تدريب الهلال، إذ شهدت الأيام السبعة أحداثا تاريخية، ربما لن تتكرر في تاريخ الرياضة السعودية، فالرئيس الذي قدح من رأسه وسلم سامي الجابر المهمة وتحمل تبعاتها إراد ان يحرج أعضاء الشرف المؤثرين بقرار ملف النار، وهو إقالة أخطر نجم مر على الكرة السعودية، فرغم الاجماع الكبير من الأعضاء على رحيل سامي إلا ان الرئيس ساهم في الصراع، والانقسامات، فالتردد كان واضحا على القرار الأمر الذي خلق كثيرا من التصادمات بين الهلاليين في سابقة جديدة على الشارع الهلالي. لم أكن في يوم الأيام ضد سامي الجابر، فقد كان نجما كرويا لن يتكرر على الملاعب السعودية، إذ فرض نفسه على الجميع، وبات نجما يخيف الخصوم، ولكن كنت ومازلت ضد تدريبه الهلال، ليس من الناحية الفنية، فالنجاح علمه في الغيب، والبطولات حققها انصاف المدربين، رغم ايماني القوي بقدرة وكفاءة سامي الفنية فهو لا يقل عن كثير من المدربين الذين مروا على الملاعب السعودية، إلا إنه لم يكن من أفضلهم، وموقفي من تدريب سامي الذي راهنت عليه قبل أن يصدر قرار تكليفه بشهرين في مقال بعنوان: "مغمور يدرب الهلال" في الجملة التالية: "تدريب سامي للهلال سلاح ذو حدين الخاسر في كليهما الهلال، فاذا نجح في المهمة وخطف الأضواء من الجميع، فالحرب ستكون من الداخل، أما إذ ما فشل أو حقق جزءا من الانجازات فالخاسر سيكون سامي الذي سيكتب نهايته كمدرب ينتظره مستقبل كبير". سامي نجم كبير وخطير على إي مجتمع يتعايش معه، وهذا ليس ذنبه، فالاساطير والنجوم الكبار هذا قدرهم، فبحجم الحب الذي وصل لدرجة العشق تجد هناك في الطرف الثاني أشخاص يزعجهم نجاحه، والتدريب مهمة صعبة النجاح فيها مرتبط باقدام اللاعبين، وسامي يمتلك خبرة كبيرة في الملاعب، ونجاحه ليس مرهونا بالهلال، فكم من مدرب زاده فشل التجربة الأولى قوة وحقق الانجازات مع فرق أخرى، إذا كان سامي دخل مجال التدريب كهواية ورغبة رغم قناعتي التامة بأنه غامر بحثا عن مزيد من الانجازات، وتحديدا عن تحقيق بطولة مع الهلال ليصبح النجم الذي حقق البطولات مع "الزعيم" لاعبا وإداريا ومدربا. يعد سامي من أذكي اللاعبين الذين مروا على الكرة السعودية، فجميع خياراته يصاحبها النجاح الا خيار التدريب، المهمة الشاقة لم يحسب تبعاتها جيدا، خصوصا ان تدريبه الهلال لم يكن بقناعة الإدارة الهلالية تحديدا، فقد تولى المهمة بضغط من أعضاء الشرف، وخصوصا المؤثرين والداعمين، وقد كشفت احاديث الرئيس الاعلامية الاخيرة ان تواجد الجابر في النادي غير مرغوب، وحان التخلص من نجم مزعج طوال الخمس السنوات الماضية، ومن هنا كانت النهاية للنجم الأسطوري. سامي المدرب عليه ان يخلع عباءة سامي اللاعب النجم معشوق الجماهير وشاغل الشارع الرياضي، ويثبت انه مشروع مدرب ناجح من خلال مواصلة التدريب، فالمشوار طويل والمهمة تحتاج إلى صبر والنجاح غير مضمون. الهلاليون عليهم طي صفحة سامي، والوقوف مع الفريق خلال الفترة المقبلة التي تتطلب تكاتف الجميع، فآسيا على الأبواب، وتحتاج إلى عمل كبير من الجميع، وخصوصا الجماهير، فسامي مدرب محترف نجاحه يسجل باسمه فقط، والهلال لا يقف على شخص معين، والفريق قادر على الذهاب بعيدا في آسيا مع المدرب القادم.
مشاركة :