فجأة أصبح الحكم ورئيس لجنة الحكام السابق عمر المهنا سلعة غالية لدى بعض الإعلاميين والجماهير الذين تحولوا إلى مدافعين ومنافحين ومحامين عنه ويؤيدونه حتى لو كان على باطل ومخطئ فهو كخبير تحكيمي ومحلل مطلوب منه النقد الهادف البناء لأداء الحكام وتقويم مستوياتهم والإسهام في تجاوزهم لكل الأخطاء، لكن أن يدخل في ضمائرهم سواء حكم ساحة أو فيديو ويتهم ويثير الرأي العام ويسبب الاحتقان فهذا المرفوض والغريب أنه خاف من قرار إبعاده عن القناة الناقلة. تواصل البعض مع المهنا ونصره ظالما ومظلوما والتعامل معه على طريقة ما يمدح السوق وأزيد عليها ويحامي عنه إلا من ربح فيه أمر غريب خصوصا والمهنا يمتلك تاريخا تحكيميا غير مرضٍ، وله أخطاء كارثية أضرت بفرق وغيرت نتائج ومسار بطولات عدة وزاد عليها بفشله في إدارة لجنة التحكيم وإجبار اتحاد الكرة على الاستعانة برئيس أجنبي للجنة ومدير للدائرة وطواقم تحكيم أجنبية لكل المسابقات الكروية السعودية ولعل غضب المسؤولين في وزارة الرياضة واتحاد الكرة ردة فعل طبيعية جدا فهو تخطى الخطوط الحمراء عندما دخل في النيات وشطح عن التحليل المنطقي الحيادي الذي يجعله مقنعا ويتعاطف معه الجميع وليس فقط مشجعو وإعلاميو فريق واحد، وهناك سؤال يطرح نفسه للمهنا عندما كان حكما ومراقبا ومقيما ورئيسا للجنة وحدثت أمامه من بعض زملائه أخطاء تحكيمية كوارثية هل يرضى أن يفسر أحد أخطاءه كما هو فسر أسباب إلغاء هدف مايكون أو هل هو مارس ذلك مع تلاميذه الحكام في حقبة زمنية ماضية، وهو من أضر بنفسه وبمهنته كمحلل وجعل غالبية الجماهير تصنفه بأنه غير ناجح في القناة الرياضية وأسلوبه وتوجهه فقط يناسب أن يكون بجانب أحد الحكام الفاشلين المطرودين في برامج حصاد التعصب، وأين شجاعة المهنا في أخطاء سابقة وظلم لفرق أخرى أم أنه اختار جناح الضجيج والمظلومية والصياح وفكر المؤامرة لكي يكون الضغط أكبر ومضاعف على اتحاد الكرة لكي لا يمضي في شكواه ويستمر هو يقدم الغثاء التحليلي، وأنا هنا أؤكد وأوجه نصيحة لعمر المهنا بأن يتجاوز هذا الأسلوب في التحليل وأن يكون حياديا ليرضي ضميره أولا ويرضي الجميع وإذا كان أخطأ في حديثه عن الهدف التسلل فهو في النهاية بشر ليس العيب أن يخطئ بل أن يكرر الخطأ، وأزيد على طرحي كناقد أنني أحترم شخص عمر المهنا وأنتقد فقط أداءه لكي يصل للأفضل ويستثمر خبراته الطويلة في التحكيم وإمكاناته في قانون اللعبة ويثري الساحة بتحليل منطقي وجميل هو لن يعجز عن فعله. نقلا عن صحيفة الرياض
مشاركة :