إيمان محمد (أبوظبي) نعى الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب سعادة الدكتور علي بن تميم المترجم والأديب الدكتور دينيس جونسون ديفيز، الفائز بجائزة شخصية العام الثقافية للعام 2007، والذي وافته المنية أمس عن عمر يناهز 95 عاماً. وجاء في بيان الجائزة: «تتقدم الجائزة من أسرة الفقيد ومحبيه بأحر التعازي، مؤكدة أن الإرث الأدبي الذي تركه وراءه سيبقى حياً على مر الأجيال». وكان ديفيز قد حصل على الجائزة «لإسهامه المتواصل في إثراء الثقافة العربية عبر ترجماته الأصيلة لعيون الأدب العربي الحديث إلى اللغة الإنجليزية منذ منتصف القرن العشرين، ودوره في التعريف بكلاسيكيات الأدب العربي في الأوساط الجامعية والعلمية في الغرب، ونشره سلسلة كتب أطفال بالإنجليزية تربو على الأربعين كتاباً مستوحاة من روائع الأدب العربي، مما يقدم نموذجاً لقيم الأصالة والتسامح والتعايش الحضاري بين الشعوب». ولد ديفيز في فانكوفر - كندا 1922، وعاش 12 عاماً متنقلاً بين القاهرة والخرطوم وأوغندا وكينيا، درس اللغتين العربية والفارسية في جامعة كامبردج ثم عمل في الخدمة العربية في إذاعة الـ(بي بي سي) البريطانية وجامعة القاهرة، وعندها لاحظ أن الأدب العربي بدأ ينهض بعد قراءة أعمال محمود تيمور وتوفيق الحكيم، وكان أول كتاب ترجمه إلى الانجليزية مجموعة قصص لتيمور ويحيى حقي ونجيب محفوظ وآخرين، ونشرتها جامعة اكسفورد، ومن هناك امتد اهتمامه ليصل إلى الأدب في الدول العربية الأخرى في المغرب وتونس وفلسطين والخليج. حيث تربطه صلات وثيقة مع مثقفي جيل الرواد في العالم العربي، ليكون بذلك شيخ المترجمين. ويرى ديفيز، في مقابلة سابقة معه، أن الأدب العربي لا يمكن فهمه في معزل عن الثقافة الاسلامية، وهذه أحد التحديات التي تواجه الترويج للأدب العربي المترجم. وفي ظل عدم اهتمام المؤسسات المعنية في المنطقة العربية، فقد عمل ديفيز مع دار هانيمان لترجمة سلسلة الأدب العربي قبل أن يحصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل، ولم تلقَ السلسلة رواجاً لأن القارئ الانجليزي غير واعٍ بوجود الأدب العربي، فمشاريع الترجمة والترويج لها تتطلب دعماً ماديا وخططا مدروسة. وفي كتابه «ذكريات في الترجمة»، والذي يتضمن مقدمة لنجيب محفوظ، يتحدث ديفيز عن دوافعه للترجمة التي يراها فناً يتجاوز مجرد إيجاد الكلمات المترادفة بين لغتين، إذ تعد هي الأداة الوحيدة للتواصل والتفاهم بين الثقافات المختلفة.
مشاركة :