عمان - قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في بيان الأربعاء أن النزاعات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تهدد حياة أكثر من 24 مليون طفل. وبحسب البيان، فان "العنف والنزاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يعرض صحة 24 مليون طفل للخطر في اليمن وسوريا وقطاع غزة والعراق وليبيا والسودان". ونقل البيان عن المدير الإقليمي ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خيرت كابالاري أن "العنف يشل الأنظمة الصحية في البلدان المتضررة من النزاع، ويهدد بقاء الأطفال على قيد الحياة". وتابع انه "بالإضافة إلى القنابل والرصاص والانفجارات، يموت عدد لا يعد ولا يحصى من الأطفال في صمت، نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها وعلاجها بسهولة". وبحسب البيان هناك 9.6 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة في اليمن حيث "تسبب النزاع المستمر منذ عامين في حدوث مجاعة وأدى إلى غرق البلاد في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، وإلى انتشار سوء التغذية الحاد والجسيم بين الأطفال". وأضاف أن "مصادر المياه الملوثة وعدم معالجة مياه المجاري وتكدس القمامة التي لم تجمع أدت إلى تفشي وباء الكوليرا مما أدى إلى موت 323 شخص في غضون الشهر الماضي فقط". ويشهد اليمن منذ عام 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، وشهد النزاع تصعيدا مع التدخل السعودي على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس عام 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على أجزاء كبيرة من البلد الفقير. كما يحتاج 5.8 مليون طفل إلى المساعدة في سوريا حيث "يعيش أكثر من مليوني طفل تحت حصار في مناطق يصعب الوصول إليها حيث المساعدات الإنسانية شحيحة أو معدومة". ويضاف إلى ذلك أن "عددا كبيرا من الأطفال لا يحصلون على اللقاحات، ويصعب على من يتعرض منهم للإصابة أو المرض تلقي العلاج" خصوصا مع استهداف المستشفيات والمراكز الصحية. وأدى النزاع الدموي المستمر في سوريا منذ آذار/ مارس 2011 إلى مقتل أكثر من 320 ألف شخص، ونزوح أكثر من نصف السوريين من منازلهم إضافة إلى تدمير الاقتصاد والبنى التحتية للبلاد. وفي العراق يحتاج 5.1 مليون طفل إلى مساعدة حيث "تستنفذ إمدادات المياه في مخيمات النازحين الموجودة حول الموصل إلى الحد الأقصى، نتيجة وصول عائلات جديدة إلى المخيم يوميا، ويعاني الكثير من أطفال هذه العائلات من سوء التغذية". ويضيف البيان أن "استخدام مياه غير آمنة، مع ما تشهده منطقة الموصل ومناطق محيطة بها من تراكم النفايات الصلبة، يعرض الأطفال لخطر الأمراض المنقولة عبر المياه". ويشير إلى أن هناك 85 ألف طفل محاصر غرب الموصل دون مساعدات إنسانية منذ سبعة أشهر. وبدأت القوات العراقية بدعم تحالف دولي تقوده واشنطن في 17 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عملية ضخمة لاستعادة كامل الموصل من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر عليها في منتصف حزيران/يونيو 2014. وأعلنت القوات العراقية نهاية كانون الثاني/يناير، استعادة كامل الشطر الشرقي للموصل ثم أطلقت بعد شهر تقريبا عملية استعادة الشطر الغربي. وتخوض تلك القوات منذ أسابيع عدة معارك ضارية حول المدينة القديمة في الموصل لكنها تواجه مقاومة شديدة تبطئ تقدمها. في ليبيا، يحتاج 450 ألف طفل إلى مساعدة مباشرة، وأدى تعرض مرافق صحية إلى هجمات منذ 2011 إلى تحديات في برامج التلقيح للأطفال فباتت حياة 1.3 مليون طفل مهددة في حال عدم الحصول على تلقيح ضد الحصبة والحصبة الألمانية. وفي السودان يحتاج 2.3 مليون طفل إلى المساعدة نتيجة النزاع هناك، حيث تتوقع المنظمة أن "ترتفع بسرعة حالات الإصابة بالإسهال الحاد بعد بدء موسم الأمطار في شهر حزيران/يونيو". وتقول الأمم المتحدة أن النزاع في دارفور غرب السودان تسبب بمقتل 300 ألف شخص وتشريد نحو مليونين ونصف المليون. أما في قطاع غزة فهناك مليون طفل بحاجة إلى مساعدة، وفقا للبيان، فقد انخفضت إمدادات المياه إلى 40 لترا للفرد باليوم وهو أقل من نصف المعدل العالمي بينما تزيد معالجة مياه الصرف الصحي "خطر الأمراض المنقولة عبر المياه". وتفرض إسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 وشددته عام 2007 إثر سيطرة الحركة القطاع. خيط رفيع بين حياة الأطفال والأمراض المميتة وأكدت يونيسف مدى خطورة تلك النزاعات على حياة الأطفال داعية إلى "منح الأولوية لاحتياجات الأطفال في جميع البلدان المتأثرة بالنزاعات". وحذر كابالاري بان "ما يفصل بين هؤلاء الأطفال والأمراض المميتة هو خيط رفيع، خاصة حين تمنع عنهم المساعدات الإنسانية". وحض على تسهيل "الوصول المستدام وغير المشروط لجميع الأطفال المحتاجين من قبل يونيسف وشركائها، من أجل تقديم المواد والمساعدات الإنسانية". ودعا المسؤول الأممي إلى "وضع حد للاعتداءات على المرافق الصحيّة على الفور من قبل جميع أطراف النزاع وحماية المرافق الصحية والبنى التحتية المدنية في جميع الأوقات". كما ناشد المجتمع الدولي توفير "التمويل العاجل لقطاعات الصحّة والتغذية والمياه والصرف الصحّي والنظافة الصحية". وأشارت يونيسف إلى أن ما تلقته من تمويل عام 2017 لا يتعدى ثلث احتياجاتها لخدمات الصحة والتغذية والمياه والصرف الصحي في هذه البلدان.
مشاركة :