لأنه لدينا الكثير من الأعمال المطلوب إنجازها يومياً؛ لذلك فإدارة الوقت هي مهارة وثقافة لا بدَّ للجميع من العمل على اكتسابها، ما يمكنهم من الشروع في إنهاء المهام بكفاءة ودقة، وفي الزمن المخصص لها.الإدارة الجيدة للوقت يقصد بها تحديد أولويات مهامك المطلوب إنجازها والقيام بإعطائها مساحة وزمناً في جدولك اليومي، ويعتمد ذلك على أهدافك وأسلوبك وطريقة معالجتك لأمور حياتك؛ لذلك هناك بعض الأدوات التي يمكن استخدامها، مما قد يساعدك على استخدام واستغلال وقتك بصورة أفضل: 1- التقييم الذاتي تفحَّص جيداً ماذ تريد عن طريق الإجابة على عدد من الأسئلة، مثل: ما هو النشاط الذي يستغرق الكثير من وقتك؟ ماذا ستفعل لو توافر لديك وقت فراغ؟ وللتغلب على ذلك قم بتسجيل وتقدير مهامك كلها وضع الوقت والتركيز المناسبين لإنجازها. 2- حدّد وقتَ كل مهمة ضع سؤال "كم من الوقت سيستغرق للقيام بـ.." كقاعدة في حياتك؛ لأنه كلما أسأت التقدير ستزيد المدة، وفي حال تعدد المهام فكّر في بديل؛ لذلك استخدم مبدأ (4أ): • الحذف: للتخلص من المهام التي ليس لها وقت كافٍ. • التأجيل: تأجيل المهام التي ليس لها وقت ملائم الآن. • الطرق الروتينية: لا تبتكر واستخدم طرقاً عادية لإنهاء بعض المهام. • التفويض: ضع قائمة بالمهام التي قد يستطيع شخص آخر القيام بمهامك بدلاً منك بصورة أفضل وأسرع كلما أمكن ذلك. 3- حدّد رؤيتك في الحياة ضع تصوراً شاملاً لحياتك عن طريق وضع بعض التصنيفات لأهدافك (شخصي - ديني - وظيفي - عائلي - مجتمعي)، وتذكر أن هذه المقاصد لا تتغير كثيراً على مدى حياتنا ثم دوّن هذه الأهداف ما سيسهل عليك معرفة الأنشطة التي ستسلكها للوصول إليها، فعلى سبيل المثال ممارسة الرياضة تُعد نشاطاً، ولكن الهدف هو تحسين صحتك والحفاظ على شكلك ووزنك، وتذكر بأن الأنشطة هي التي ستجعل لها مساحة زمنية في حياتك وليس الأهداف. 4- الخطة الزمنية قُم بتصميم مخطط زمني يحدد الوقت للأنشطة التي تود القيام بها، مما سيجعل من قراراتك اليومية بشأن القيام بها أسهل كما يُمكنك من التركيز عليها للوصول للهدف الذي ترجوه. تنظيم الخطة قد يكون أفقياً أي بشكل يومي ويشمل العديد من الأنشطة أو بشكل رأسي، ويتم فيه التركيز على القيام بنشاط واحد بشكل مكثف. 5- أنت البطل لن يقوم أحد بتنفيذ مخططك الزمني سواك؛ لذلك قد تحتاج لاستخدام استراتيجيات التملّص لتتمكن من توفير الوقت اللازم لإنهاء مهامك؛ لذلك تعلم كيف تقول "لا"، واعتذر عما لا ترغب فيه، وإن واجهتك أزمة مع صاحب العمل قُم بطرح خيارات لتُجبره على مساعدتك؛ لأنك لديك التزامات لا بد من الانتهاء منها، ويجب إخراجها بالشكل الصحيح. 6- المفكرة قُم باستخدام مفكرة واحدة ورقية أو إلكترونية حسب ما يتناسب معك، وقم بالذهاب للمهمة في الوقت المناسب، ولا تماطل أو تؤجل، وضع نُصب عينيك الهدف المرجو منها، ولو كانت المهمة كبيرة وصعبة قم بتجزئتها، وفي حال كونك تتأخر عن أداء مهمة بمقدار ثابت، فهذا سببه نفسي بسبب عدم رغبتك في البقاء غير مشغول، أما إن كان التأخير يكون بمقدار غير ثابت، فسببه يكون تقنياً ويجب عليك أن تُصلح من تقديرك للمواعيد حتى تُنجز مهماتك بشكل سليم. 7- التقييم الدوري حاول أن تراجع ما أنجزته في يومك وقيّمه وقم بعمل تقييم أسبوعي وشهري ليساعدك على معرفة ما تحصلت عليه من نتائج. وفي الختام.. حاول أن تبدأ في تطبيق بعض مهارات إدارة الوقت لتسيّر حياتك في المسار الصحيح، وكن متسامحاً مع نفسك في حال إخفاقها وكافِئها في حال نجاحها، واستمتع بحياتك كما تستمتع بالتعديل فيها لما هو أفضل، فنحن لا نستطيع التحكم في الأحداث من حولنا، ولكن يمكننا فقط السيطرة على أنفسنا. المصدر: محاضرة "إدارة الوقت من الداخل للخارج" - جولي مورجانسترن. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.