أحمد الشقيري والشباب الكسول.. خاطرة من الخواطر

  • 5/24/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الشقيري قد اكتشف -كما هي كلّ الاكتشافات في هذه الحياة- متأخّراً أن هذا الأسلوب في التغيير لا ينفع في بلداننا العربية، وأن كلّ ما كان في جعبته من أفكار قد وضعها مبسوطةً في يده، ولكن كانت كالهشيم تذروه الرياح، وكان الشباب على تضييع الجهود مقتدراً. عشر سنوات مرّت على بداية هذه المحاولة للتغيير وتشجيع الشباب على العمل، والناتج؟ صفر. وتتعالى الأصوات بأن الشباب العربي لا يستحق هذا التعب، والأمل في التغيير مفقود. فلو كانت تريد أن تمطر، لغيّمت، والسماء كانت صافية طيلة هذه العشر سنوات. يظهر الشقيري وكأنّه يحمل المعول والفأس ويحثّ الشباب الكسول على العمل، ولكن كيف تحرّك من لا يريد التحرّك؟! التغيير على المستوى المدني -وهو المستوى الذي يريده الشقيري- لا ينفع إلا في ظل دول مستقرّة سياسياً واقتصادياً. أما في ظل دول تعيش ترهّلاً سياسياً وفساداً اقتصادياًً ولا تزال تحت رهن الاستعمار، لا تستطيع أن تغيّر الواقع فيها بالنزول إلى الشارع ورسم ابتسامة وتشجيع الشباب على العمل وحب الحياة. فحتّى حينما وصل الزخم الشبابي إلى أقصاه في مصر، رأينا ما حدث للثورة المصرية عندما لم تقُم بتفكيك المؤسسة العسكرية وإقامة محاكم ثورية تقوم بإعدام القادة في الشوارع. لنكفّ عن المزاح ولنتحدّث بصراحة، هل من عاقل فيكم يعتقد أنه بإمكانه أن يكون فاعلاً على الأرض ولاعباً هامّاً يغيّر على الواقع بدون أن يكون لديه شاحنات من السلاح أو المال؟ كل الذي سبق لا يهمّني كثيراً، ما أزعجني في الحقيقة هو أن الموسم الأخير على ما يبدو قد تحوّل إلى برنامج تنمية بشريّة. ومشكلتي مع التنمية البشرية بشكلها الذي يُقدم لنا أنها تعمل على محورة المشاكل على مستوى الفرد. كمثال: إذا كان هنالك نظام سيّئ في الشركة، ماذا عليك أن تفعل؟ بالتأكيد عدم التفكير بتغيير النظام، عليك بمراوغة العراقيل لتنجح في ظل هذا النظام. الشقيري يأتي علينا ويريد أن يعلمنا كيف نقوم بعمل استثمارات مالية ناجحة، فقط لو نجحنا بجمع الأموال لانتهى كلّ شيء وأصبحنا متقدّمين. إيّاك أن تفكّر في السبب، عليك فقط التفكير بالطريقة الآمنة: كيف أكون ناجحاً في ظل هذا الوضع البائس؟ والنجاح هنا ينحصر فقط بالنجاح الاقتصادي، الذي هو بطبيعة الحال يسوّق على أنه رأسمال اجتماعي. رأيت صورة منذ عدة أيام لطفل فقير ينظر لطلّاب المدرسة من خارج أسوارها، ومن ثمّ صورة لنفس الطفل مع مدير المدرسة وقد تكفّل بمصاريف دراسته. ياه ما أكرمه وأحسنه، أنا لا أشكك فيه أبداً! لكن أتساءل: من الذي صنع هذا الفارق أصلاً؟ ولماذا يكون حقّ الطفل منّة وعملاً يُكرّم عليه شخص قد يكون على السلّم الاقتصادي سبباً في تجويع أهله ونهب مالهم؟ دعكم من هذا الكلام من يكترث لهؤلاء الناس أصلاً؟ المشكلة مشكلتهم، لا يملكون العقل والنباهة اللازمة ليكونوا مستثمرين ناجحين. هل تعاني من نظام سياسي قمعي وسياسة اقتصادية متخلفة؟ لديّ الحل؛ تعالَ لنستثمر في مجال الأنتيكا، ولا ننسَ أن نزرع سطح المنزل؛ ليكون منزلنا صديقاً للبيئة. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :