خواطر الشقيري | حسن ناصرالظاهري

  • 7/19/2013
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كلما تابعت برنامج «خواطر الشقيري» حزنت على وضعنا في العالم العربي، فإلقاء الضوء على سلوكيات وإنجازات شعوب البلدان الأخرى في كل من أوروبا والشرق الأقصى يشعرني بأننا لا زلنا نعيش في القرون الوسطى. نحن العرب لدينا ما يشغلنا عن أن نكون كاليابان، نولي الطرق اهتمامًا لدرجة تخصيص سيارات تتتبع أماكن الحفر الصغيرة في طرقاتنا المعبدة، أو أن نجعل فاصل الحدود بين دولنا مجرد (بلاطتين) تشير إحداهما لهذا البلد، والأخرى تشير لذاك، كما هو حاصل بين فرنسا وسويسرا، وبين بلجيكا وهولندا وغيرهما من دول أوروبا، لأن الثقة تكاد تكون معدومة، فحدودنا العربية لم تسلم من الأذى وهي تحت السيطرة، فما بالنا لو تركناها على مصراعيها، ولذلك فإننا –كعرب- لا نعترف بـ (البلاط) كراسم حدود، بل بنقاط التفتيش، والوقوف لساعات، ولذلك لا أعتقد أن هناك مستقبلًا منظورًا سنشهد فيه هدمًا لأسوار الحدود بحيث نتنقل نحن العرب بين دولنا دون تأشيرات. أما مسألة «حُفر» الطرق التي يستخدمها اليابانيون من أجل اكتشافها سيارات متخصصة تعمل بالليزر، فنحن لسنا بحاجة إلى أي آليات لاكتشافها، إذ نرصدها -ولله الحمد- بالعين المجردة، وهي العقبة الكبرى أمام عدم تسجيل «ساهر» للكثير من مخالفات السرعة، إضافة إلى أننا لا نريد إشغال مديري البلديات، فوقتهم من ذهب، وهم أكبر من أن يتابعوا «حُفر»، ولندعهم مشغولون بالنظر من علو شاهق على روعة البحر، يرصدون المد والجزر، ويراقبون وصول ومغادرة السفن في ميناء جدة الإسلامي، ويدَعون أصحاب الورش ليسترزقوا من وراء التلفيات التي تحدثها تلك الحفريات للمركبات. لقد أذهلني سلوك اليابانيين وهم يحجزون لدخول الملاعب، إذ يكتفون بوضع رقم وزجاجة مياه أمام شباك التذاكر، ويأتون في اليوم التالي ليأخذوا دورهم حسب الأرقام التي حجزوها، ويجدون زجاجات المياه في أماكنها، واحترامًا من قبل الذين جاءوا من بعدهم، تصوروا لو حدث هذا في بلداننا العربية، هل يحترم الآخرون تلك الأسبقية؟! وتعليقًا على ما يعرضه برنامج «خواطر» من مواقف مثالية لشعوب متحضرة، نقابلها بالخجل، نعترف بأنه لا يمكن لشعوبنا العربية التي تغلغلت الفوضى في سلوكياتهم، وفي تعاملاتهم أن يبلغوا إلى ما بلغت فيه الشعوب المتحضرة في الغرب والشرق من حيث الالتزام بالنظام، والإخلاص في الأداء، والسلوكيات الراقية في الأسواق وعلى الطرقات. الأمر الذي جعلهم يقفزون ببلدانهم إلى ما هي عليه الآن من تقدم وازدهار. ويكفي أنهم «منتجون» ونحن «مستهلكون». halharby@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :