دعا الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي إلى زيادة عدد السكان في مرسوم من المرجح أن يقيد الوصول إلى وسائل منع الحمل وهو ما يخشى المنتقدون له من أن يقوض حقوق النساء والصحة العامة. وفي المرسوم الذي يتألف من 14 نقطة قال خامنئي إن زيادة عدد السكان البالغ حاليا 76 مليون نسمة من شأنه أن "يعزز الهوبة الوطنية" ويواجه "الأبعاد غير الإيجابية في أسلوب الحياة الغربي". وكتب أيضا في المرسوم الذي نشر على موقعه الالكتروني "بالنظر لأهمية قضية السكان في الاقتدار الوطني وفي ضوء حيوية وحركية وشبابية السكان في البلاد حاليا باعتبارها فرصة وميزة .. وفي سياق تلافي انخفاض مستوى النمو السكاني ومعدل الإخصاب في السنوات الماضية .. وبالنظر للدور الإيجابي لعامل السكان في تقدم البلاد.. من اللازم وضع برامج وخطط شاملة للنمو الاقتصادي والاجتماعي والثقافي للبلاد بما يتناسب والسياسات السكانية. "من الضروري عن طريق التنسيق وتوزيع الأعمال بين أركان النظام والأجهزة المعنية في هذا الخصوص اتخاذ الخطوات اللازمة بدقة وسرعة وقوة ورفع تقارير بنتائج الرصد المستمر لتنفيذ السياسات". ودعا إلى "رفع مستوى الحيوية والتوثب والشبابية لدى السكان بزيادة معدلات الإخصاب إلى ما فوق مستوى الاستبدال". والأمر الذي أصدره خامنئي والذي يتعين أن تطبقه أفرع الحكم الثلاثة يحل فعليا محل شعار "أطفال أقل .. حياة أفضل" الذي تم تبنيه في أواخر الثمانينات عندما كانت وسائل منع الحمل متاحة على نطاق واسع. ومنذ ذلك الحين تراجع معدل المواليد من 3.2% في 1986 إلى 1.22% حاليا وفقا لموقع وورلد فاكت بوكس التابع للمخابرات المركزية الأمريكية. وتقول بيانات للأمم المتحدة إنه بمعدل المواليد الحالي من المتوقع أن يرتفع متوسط الأعمار في الجمهورية الإسلامية من 28 في 2013 إلى 40 بحلول 2030. لكن كثيرا من الإيرانيين قلقون من تغيير السياسة صوب زيادة عدد السكان وهو ما يطالب به منذ سنوات المحافظون ومنهم الرئيس السابق محمود نجاد الذي كان يفضل مضاعفة عدد السكان تقريبا إلى 120 مليون نسمة ويشجع النساء على البقاء في المنزل وتكريس حياتهن لتربية الأطفال. ويخشى الإصلاحيون أن تقوض حملة زيادة المواليد وضع المرأة في بلد تشكل فيه الإناث 60% من طلاب الجامعات لكنهن يمثلن 12.4% فقط من قوة العمل وذلك وفق بيانات مركز الإحصاء الإيراني.
مشاركة :