السعودية وسياسة النفس الطويل

  • 5/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المؤكد أن بعض المحللين الذين «لتوا وعجنوا» في مسألة العلاقة السعودية الأميركية، اعتقدوا أن الإسفين الذي دقّه أوباما وطاقمه الضعيف، سيفرض على الحليفين الكبيرين شكلا تعيسا من العلاقة، ملؤها الارتياب وعمادها التوجس، ذلك الفريق دشّن خيبته بيديه حين لم ينتبه -كما يجب- للإرث الهائل الذي تتكئ عليه الدبلوماسية السعودية من الهدوء وسعة البال حد الدهشة، ناسين أو متناسين أن «السعوديين هم أسياد لعبة النفس الطويل». ربما كان منطلق حماسهم للبت مبكرا في مستقبل العلاقة، هو حالة الفتور الاقتصادي التي صاحبت ذلك الفتور الدبلوماسي الذي لم يكن مخيفا للحد الذي صوره أولئك، الأمر الذي داعب مخيلاتهم الخاملة، ودفعهم إلى ذلك التنظير المرتجل والمسلوق حول تحطم أذرع العلاقات كافة على عتبات جبال الجليد الهائلة، التي خلفها عهد أوباما في محيط علاقاتنا التاريخية مع الأميركيين، وعلاقة الأميركيين مع العالم أجمع. أي قدرة فذة وبارعة يمتلكها رجل الدولة السعودي، مكّنته من قلب طاولة الرأي الشاسعة -وفي طرفة عين- في وجوه الكثير الكثير من مراقبي السياسة والعلاقات الدولية المتحلقين حولها، وأي قبضة حاذقة تلك التي ظلت ممسكة بخيوط اللعبة في أحلك الظروف. أن تكون هذه البلاد هي فاتحة نشيد السياسة الأميركية الجديدة، ومحطة أولى ومفصلية لرحلة سفر طويلة قوامها أربعة أعوام قادمة لزعيم الدولة الأولى في العالم، فذلك أمر جدير بالتأمل والتصفيق في آن.

مشاركة :