حقق الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسباني المقال من منصبه، بيدرو سانشيز، عودة مذهلة إلى زعامة الحزب أخيراً، بعد حوالي 7 أشهر من خروجه مهزوماً، في أعقاب الانقلاب ضده داخل الحزب، بسبب مواقفه الرافضة لتولي رئيس حزب الشعب المحافظ ماريانو راخوي، رئاسة الوزراء لولاية ثانية، وإصراره على أن حزب الشعب فاسد جداً، ما لا يخوله إدارة البلاد. يفيد المحللون بأن فوزه يظهر أعداد المحبطين من قرار الحزب تسهيل ولاية ثانية لراخوي، الذي وصفه سانشيز بأنه «تفاحة فاسدة»، لكن هذا يعني أيضاً أن سانشيز لن يستطيع أن يعيد للحزب لحمته كما يأمل، بعد أن حصد العديد من الأعداء عقب المشاحنات داخل الحزب. ولم يكن سانشيز البالغ من العمر 45 عاماً معروفاً جيداً، عندما تولى زعامة الحزب الاشتراكي في يوليو 2014 في أول انتخابات أولية مباشرة نظمها الحزب. لكنه طرح نفسه بأنه قادر على تجديد الحزب الاشتراكي. وهو أفاد بأنه يريد إلى يدفع الحزب يساراً، في محاولة لاستعادة الناخبين الذين انتقلوا إلى بوديموس، وأنه يدعم حزباً اشتراكياً «مستقلاً يسارياً ويتمتع بمصداقية». تشدد ومن المتوقع أن يؤدي انتخابه إلى مواقف أكثر تشدداً تجاه راخوي، ما ينذر بشد الحبال في إسبانيا. وكان المحافظون اعتمدوا على الحزب الاشتراكي لتمرير بعض الإجراءات في البرلمان، ويتحدثون الآن عن أن فوزه قد يدخل البلاد مرة أخرى في فوضى سياسية، ما سيدفع براخوي إلى المطالبة بانتخابات مبكرة. وقبل دخوله السياسة، عمل سانشيز مستشاراً سياسياً في البرلمان الأوروبي وفي الأمم المتحدة خلال حرب كوسفو، كما عمل قبل دخوله البرلمان أستاذ اقتصاد، وهو ابن عائلة ثرية، إذ إن والده رجل أعمال ووالدته موظفة في الخدمة المدنية. وانضم إلى صفوف الحزب الاشتراكي في عام 1993 بعد فوز فيليبي غونزاليس في الانتخابات ذاك العام. وأصبح عضو مجلس بلدية في مدريد بين 2004 و2009، وانتخب عضواً في البرلمان الإسباني عن مدريد في 2009 إلى 2011، وهزم في 2011، ثم عاد إلى البرلمان في 2013. تجديد سياسي ويقوم برنامجه على التجديد السياسي، وهو يطالب بإصلاحات دستورية تؤسس لفيدرالية كشكل تنظيم إداري في إسبانيا، في سبيل ضمان بقاء كاتالونيا داخل البلاد، وإعادة الثقة للناخبين الاشتراكيين السابقين، الذين خاب أملهم بالإجراءات التي اتخذها زاباتيرو خلال ولايته خلال الأزمة الاقتصادية.
مشاركة :