فعاليات كويتية : قطر باتت شوكة في ظهر منظومة «التعاون»

  • 5/26/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الكويت :الحسيني البجلاتي: اعتبرت فعاليات كويتية، تصريحات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بمثابة «خروج على ثوابت دول مجلس التعاون الخليجي»، مؤكدين أن الارتماء في أحضان إيران والإخوان سيجر المنطقة إلى حافة الهاوية ويؤجج الصراعات الإقليمية، رافضين حجة اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، وأكدوا أن القول بذلك مجرد مبرر للتراجع عن التصريحات بعد ردود الأفعال الخليجية الغاضبة، معربين عن خشيتهم من انسلاخ قطر عن منظومة دول الخليج العربية والتوجه نحو إيران، مطالبين قادة دول الخليج باتخاذ موقف حاسم تجاه قطر.في البداية يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت د. شملان العيسى، إن هناك خلافات خليجية - خليجية نتيجة التباين في الرؤى والتوجهات من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها من الموقف من جماعة «الإخوان المسلمين»، لكننا كنا نتمنى ألا تخرج الخلافات إلى السطح، وتصل إلى وسائل الإعلام، وأن تُحل داخل البيت الخليجي الواحد، خاصة أننا نمر بمرحلة تاريخية غاية في الحساسية. وقال: بعد إسقاط سلطة الإخوان في مصر بحركة الجيش والشعب المصري، تساءل المواطنون في الخليج عن مستقبل تلك الجماعة في دول التعاون الخليجي، وهل سيعملون كتنظيم سياسي ويعترفون بالأخطاء التي ارتكبوها أم يلجؤون للعنف والإرهاب والاستمرار في خداع قطاع لا يستهان به من الشعب بأنهم يعملون لمصلحة الدين.وأوضح أن احتضان قطر للإخوان يجعلنا غير محصنين ضد تغلغل الإخوان في الحياة السياسية مرة أخرى، ونكرر خطأ ما حث في مصر، وقال: «صحيح أن دول الخليج حتى الآن غير متفقة على أسلوب وسياسة موحدة ونهج واحد للتعامل مع جماعات الإسلام السياسي بشكل، عام والإخوان المسلمين بشكل خاص، لكن لا يختلف أحد على أن دول الخليج كلها متفقة على اتخاذ موقف موحد ضد الإخوان وغيرهم من حركات سياسية، إذا تعرض أمن أي دولة الداخلي للخطر، والدليل على ذلك دعم دول الخليج للخطوات التي اتخذتها دولة الإمارات ضد المتآمرين على أمنها. وأكد أن قطر تكسر الإجماع الخليجي، وقال: دولة قطر لديها موقف واضح وصريح بدعم الإخوان المسلمين وثورات «الربيع العربي»، وهذه السياسة لم تتغير بعد وصول الأمير تميم للسلطة في قطر، مبيناً أن السعودية والإمارات والبحرين لديها موقف واضح برفض أي نفوذ للإخوان في بلدانها والمنطقة، لكن موقف الكويت غير واضح لاعتبارات داخلية بحتة. وأشار إلى أن السياسة الأمريكية في عهد ترامب تختلف جذرياً عن سياسة أوباما، بعدما أعطى ترامب أهمية خاصة للعلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر، وكان التركيز الأكبر على القضايا الأمنية واحتلت قضية مواجهة الإرهاب النصيب الأكبر من القمم الثلاثة التي عقدت في الرياض منذ أيام، وهي بداية جديدة لتحالفات في المنطقة يبدو أن قطر لن تكون جزءاً منها. التصريحات صحيحة وتؤكد الباحثة في الشؤون الإسلامية والإيرانية عيشة الرشيد، أنها غير مقتنعة بتبرير اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية، لأن قناة كبيرة مثل «العربية» بثت التصريحات، واعتقد أن تلك التصريحات سليمة مئة في المئة، ويبدو أن ردود الأفعال القوية جعلتهم يلجؤون إلى تلك الحيلة للتراجع عنها. وقالت أمير قطر «طلع اللي بقلبه»، واستخف بزيارة ترامب وما نجم عنها من قرارات، وأراد اتخاذ مواقف مخالفة للإجماع الخليجي والعربي والإسلامي، والارتماء في أحضان إيران وحماس. وتابعت: بعدما أذاعت قناة «العربية» تسريباً منسوباً لرئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، يتآمر فيه على السعودية، حذفت وكالة الأنباء القطرية تصريحات وزير الخارجية القطري عن سحب السفراء من مصر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت، ويبدو أن هناك معلومات عند الأمريكان بتمويل قطر لما يسمى «الربيع العربي».وتوقعت الرشيد انسحاب قطر من منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، والتحالف مع إيران والعراق ضد دول مجلس التعاون، وهناك حرب باردة الآن بين الطرفين، وهناك مخاوف من المواجهة العسكرية بينهما. وقالت: للأسف قطر أصبحت شوكة في منظومة دول التعاون، ويعتقد أمير قطر أن ترامب سيتم عزله، وأن الإخوان سيعودون للحكم، ويعمل لزعزعة أمن الخليج ومصر والأردن، لكن ذلك لن يحدث أبداً بسبب التماسك الخليجي، ويقظة قادتها لمثل هذه المؤامرات. واختتمت الرشيد بقولها: إن المرحلة المقبلة ستكون صعبة جداً لكنني على ثقة بقيادة السعودية لمنظومة دول مجلس التعاون الخليجي إلى بر الأمان. إرهاب الإخوان بدوره أكد النائب أحمد نبيل الفضل، أن نجاح القمم الثلاث التي عقدت في الرياض قبل أيام قد أصاب الإخوان وحلفاءهم بلوثة، واستشعروا أن النهاية اقتربت، بعدما اتضح شكل الأحلاف الجديدة في المنطقة وانكشف الداعمون للإرهاب فيها. ووصف الفضل الإخوان بالخونة «هؤلاء تستطيع أن تقول عنهم خونة وأنت مرتاح، وتحط راسك وتنام، فنحن لا ننسى اجتماعهم في لاهور أيام الغزو الغاشم، واستلامهم جميع المناصب في الدولة وأدخلوا فيها الفساد والداو.. إلى أحداث الشغب الأخيرة التي حدثت أثناء ما يسمى «الربيع العربي» وكانوا هم السبب فيها». وتساءل: لا أعلم لماذا تصمت الحكومة عن الإخوان إلى الآن؟ متداركاً: أعتقد أن هناك سبباً وجيهاً، فالإخوان زرعوا في مفاصل وأماكن حساسة في الدولة أعواناً لهم، ولذلك من الصعوبة جداً أن تتخلص منهم في يوم وليلة، إضافة إلى العلاقات العائلية المتشابكة والحماية التي تأتيهم من بعض أبناء الأسرة لمصلحة أو قرابة. وأبدى الفضل خوفه على الكويت ودول الخليج من خطر الطائفية فهذا الخطر نراه ونشم رائحته ونذوق طعمه، هناك بيئة حاضنة له، معرباً عن أمله أن تفضي نتائج القمة الإسلامية - الأمريكية الأخيرة إلى درء هذا الخطر. الإخوان ذراع المؤامرة من جانبه، قال الكاتب سعود السمكه: كنا من قبل نحذر من أن الإخوان يعدون العدة والعتاد، وينظمون صفوفهم للوصول إلى الحكم، ظناً منا أن لديهم مشروع حكم يعبر عن فكرهم وفهمهم لحكم الشرع.. وقد كنا متخوفين من هذا المشروع باعتباره يهدد أركان ومعاني الدولة المدنية التي تحتضن الجميع.. وبعد هبوب رياح ما يسمى ثورة «الربيع العربي» وسقوط الأنظمة في تونس وليبيا واليمن، واعتلاء الإخوان سدة الحكم في مصر وما يجري في سوريا، قلنا أيضاً إن هذه طبيعة تنظيم الإخوان الانتهازية، حيث استفادوا من ثورة الشباب الوطنية واستغلوها للوصول إلى الحكم. لكن بعد فشل الإخوان في الحكم، اتضح أمر آخر بكل وضوح، وهو أن نشاط هذا التنظيم حدوده وهدفه أبعد كثيراً من طموح الحكم، وتبين انه يمثل الذراع الأكثر بشاعة في المؤامرة، أي انه يعبر عن طموح المشروع الصهيوني الغربي في منطقة الشرق الأوسط، وهو نزع مخالب نظام الدولة العربية وأسنانها.وأضاف: المسألة أصبحت صراع وجود، وبالتالي فإن الأمر لم يعد يسمح بتعدد الخيارات لدى منظومة دول مجلس التعاون الخليجي، سوى الوقوف بحزم ضد المؤامرة، وإنهاء حقبة التجارة بالدين إلى الأبد، ويجب أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي يداً واحدة في الأمر، وأي كسر لهذا التحالف غير مفهوم وعليه علامات استفهام كبيرة.واختتم بقوله، بإذن الواحد الأحد لن يستطيعوا بلوغ هدفهم مهما تلونوا، وغيروا جلودهم، فهم تنظيم معاد للحريات ولدولة التعايش السلمي، ومناخ التسامح، ومجتمع الخليج كله، حكاماً ومحكومين، هو مجتمع مدني عاش منذ نشأته على الألفة والمحبة، لا فرق بينهم في المذهب، أو البعد الاجتماعي، لذلك سوف يتكسر أي مخطط لشق وحدة الصف الخليجي.

مشاركة :