القاهرة (الاتحاد) شرع الله الصيام تزكية للنفوس، وعلاجاً من آفات النفس والجسد، وفرصة لتجنب الشهوات، إلا أننا اعتدنا على تحويل رمضان إلى شهر الطعام وأكل ما لذّ وطاب، نستهلك خلاله أضعاف ما نستهلكه في الشهور الأخرى، فنبدأ بالاستعداد له قبله بأسابيع، وتقوم معظم الدول الإسلامية باستيراد أطنان اللحوم والمواد الغذائية، وتتصاعد حملة تدفع الناس دفعاً للإسراف في شراء الطعام والشراب. سلوك غريب للعديد من الناس، فهذا شهر عبادة وتقرب إلى الله عز وجل وليس بشهر الموائد، والإسراف في الطعام، سلوك خاطئ من النواحي الدينية والصحية والاقتصادية، على الرغم من أن الصيام يعني التخلي والامتناع عن الطعام والشراب طوال النهار، لكن ذلك الشهر الكريم يصحبه التبذير والإسراف، والأمر الذي يستلزم وقفة للبحث عن علاج لهذه الظاهرة السلبية. الضوابط الإسلامية للنفقات الدكتور حسين شحاتة أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر يقول: إن علاج الإسراف والتبذير والترف والمظهرية ومحاكاة الغرب والشرق في عاداتهم وانتشار البدع والضلالات في رمضان في مجال النفقات والاستهلاك فريضة شرعية وضرورة حتمية حتى لا تتفشى تلك الأمراض وتقود بالأمة إلى الفساد والهلاك، وأن طريق العلاج هو الإسلام، وأساليبه، التي اتبعها رسول الله صلي الله عليه وسلم لإخراج الناس من الجاهلية إلى النور. وسبل علاج مشكلة الإسراف والتبذير في شهر رمضان، بالفهم الصحيح لفريضة الصيام على أنها تطهير للنفس والمال والمجتمع، وأنه عبادة صحيحة وعقيدة سليمة وأنه صبر وجهاد وتضحية ومشقة، وليس لإقامة الولائم والحفلات والتنافس في الملذات والترفيهات والمظهريات، والمحاسبة والمراقبة الذاتية، قبل وأثناء الإنفاق والاستهلاك والتفكر والتدبر في النتائج المترتبة علي الإسراف والتبذير والترف والمظهرية، وإن المحاسبة والمراقبة الذاتية الدائمة تجعل المسلم الصائم حازماً مع نفسه يكبح هواها ويفطمها عن شهواتها ومطالبها ويجعلها تسير في طريق الإسلام. ... المزيد
مشاركة :