الإرهاب يستهدف أقباط مصر مجدداً - خارجيات

  • 5/27/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد شهر ونصف الشهر على اعتداءين ضد كنيستين قبطيتين أوقعا 45 قتيلا وتبناهما تنظيم «داعش»، قُتل 28 شخصا بينهم أطفال، امس، في هجوم لمسلحين على حافلة تنقل أقباطا كانوا في طريقهم الى دير الأنباء صموئيل في المنيا جنوب القاهرة.وذكرت وزارة الداخلية ان «الهجوم نفذه مسلحون مجهولون يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي»، مؤكدة مقتل 28 شخصا في الهجوم وإصابة عدد آخر.وكشفت تحريات المباحث في المنيا وأقوال شهود أن «8 الى 10 مسلحين ملثمين يرتدون ملابس تشبه الزي العسكري فتحوا نيران بنادقهم الآلية على الحافلة».وذكر مصدر أمني ان «المسلحين استهدفوا الحافلة اثناء سيرها بطريق دير الانبا صموئيل غرب مدينة العدوة غرب المنيا في الطريق الصحراوي الغربي الرابط بين القاهرة وأسوان»، مشيرا الى انه «جرى نشر عدد من النقاط الأمنية الثابتة والمتحركة لتعقب الجناة وضبطهم».وقال شهود أن الضحايا كانوا يستقلون حافلتين وشاحنة صغيرة وأن الملثمين أوقفوهم على أول طريق غير ممهد يؤدي إلى الدير وأطلقوا عليهم النار.وذكرت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» ان الرئيس عبد الفتاح السيسي دعا الى اجتماع أمني مصغر لبحث تداعيات الهجوم.وانتقل مساعد وزير الداخلية لقطاع شمال الصعيد اللواء ناصر العبد إلى موقع الهجوم للوقوف على ملابساته وسرعة ضبط الجناة.وذكرت مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء شريف إسماعيل أجرى اتصالا هاتفيا بوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، ومحافظ المنيا، لمتابعة الهجوم. وندد إسماعيل بـ «جبن وخسة تلك الاعمال الارهابية التي تستهدف النيل من امن واستقرار الوطن». وشدد على ان «هذه الاعتداءات تستهدف شق النسيج الوطني» وعلى «عزم الدولة حكومة وشعبا على التصدي بكل قوة لتلك الافكار والاعمال الارهابية والقضاء عليها جنبا الى جنب مع الاستمرار فى عمليات البناء والتنمية». وفي ردود الفعل، دان شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي يزور ألمانيا الهجوم. وقال:«اعتداء المنيا لا يرضى عنه مسلم ولا مسيحي ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر».وطالبت الكنيسة القبطية في بيان السلطات بـ «اتخاذ الاجراءات اللازمة لتفادي خطر هذه الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في الام العديد من المصريين».واكدت مواساتها لـ «كل الاسر المجروحة وتألمها مع كل الوطن لهذا العنف والشر الذي يستهدف قلب مصر ووحدتنا الوطنية التي هي أثمن ما نملكه ونحفظه ونحميه».من ناحيتها، نقلت «وكالة الأنباء السعودية» الرسمية (واس) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية «إدانة المملكة وبأشد العبارات الهجوم المسلح». وجدد المصدر «تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية مصر العربية»، مشددا على «ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف».بدورها، دانت وزارة الخارجية الإماراتية «بشدة الجريمة الارهابية النكراء». وأكدت في بيان لها تضامن الدولة مع مصر «ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذا العمل الإجرامي الخبيث»، مضيفةً: «نقف مع مصر الدولة والشعب ضد التطرف والإرهاب».وأكدت الخارجية البحرينية أنها تدين «بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي بالمنيا»، معربة عن خالص التعازي لأهالي وذوي الضحايا.وفي الدوحة، اكدت وزارة الخارجية القطرية في بيان «موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والارهاب مهما كانت الدوافع او الاسباب».ودان العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في بيان «الهجوم الإرهابي»، معربا في برقية بعث بها للسيسي عن «إدانته الشديدة لهذا العمل الجبان».واستنكر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في بيان، الحادث «الآثم»، مؤكدا وقوف بلاده إلى «جانب مصر وقيادتها في حربها ضد الإرهاب»، فيما دانت حركة «حماس»، الاعتداء «الإرهابي».ودانت منظمة التعاون الإسلامي بأشد العبارات العمل الإرهابي. ووصف الامين العام للمنظمة يوسف العثيمين في بيان الهجوم بأنه «عمل إرهابي جبان» مؤكدا أنه «لن يزيد الشعب المصري إلا وحدة وتماسكا في مكافحة الارهاب الذي يخالف تعاليم الدين الاسلامي الحنيف وجميع الأديان ويستهدف ترويع المدنيين الأبرياء».ودانت الخارجية العراقية الهجوم «الارهابي البشع». ونقل بيان عن الناطق باسم الخارجية العراقية احمد جمال «تدين وزارة الخارجية العراقية وبشدة العمل الارهابي البشع». وتابع ان الوزارة «تؤكد وقوف العراق الى جانب الشعب المصري الشقيق وحكومته ضد كل جماعات التطرف والارهاب التي تستهدف وحدة هذا الشعب الكريم وتلاحمه الوطني».وندد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، «بأشد العبارات الاعتداء الإرهابي الغاشم».واكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في برقية تعزية بعث بها للسيسي ضرورة «ملاحقة الارهابيين المتورطين في الهجوم وانزال العقاب بهم».ودان السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، الحادث الإرهابي، قائلا: «أحتقر وأدين جرائم القتل في المنيا. أرجو ان يفشل الإرهابيون في نشر الكراهية. كل الدعم والتضامن مع جميع من يعانون جراء هذا الهجوم».كما دان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان «بأشد التعبيرات العملية الارهابية المروعة التي ارتكبت في مصر وتتقدم بتعازي الشعب الاسرائيلي الى الرئيس السيسي والشعب المصري».6 مشاهد تروي تفاصيل الهجومالقاهرة - «العربية نت» - روى شهود عيان ومصابون تفاصيل الحادث الإرهابي في محافظة المنيا. ويمكن تلخيص الروايات في 6 مشاهد كالتالي:المشهد الأول:سيارتان تتجهان إلى دير الأنبا صموئيل في البر الغربي لمحافظة المنيا بين مدينتي مغاغة والعدوة، الحافلة الأولى تقل أقباطاً، غالبيتهم من الأطفال، في رحلة آتية من محافظة بني سويف للدير، ويتواجد بها ما لا يقل عن 45 راكباً، والثانية سيارة ربع نقل تقل ما يبلغ عددهم 16 عاملاً من نزل حنا وقرية الجرنوس في المنيا.المشهد الثاني:مجموعة مكونة من 10 ملثمين يستقلون سيارتين، يعترضون طريق الحافلتين في المدق المؤدي للدير عند هضبة أم طرطور، ويفتحون نيران بنادقهم الآلية على السيارتين، بل يهبط بعضهم ويتجه للحافلة الأولى ويواصل إطلاق النيران على الضحايا وغالبيتهم من الأطفال، فيما يقوم آخر، حسب روايات بعض المصابين، بتصوير العملية كاملة بالفيديو.المشهد الثالث:يفر الجناة بعد التأكد من إيقاع أكبر عدد من الضحايا، فيما ينجو 3 أطفال هم: بيشوى ميلاد واصف، وفادي وائل عازر، وأمير وائل عادل.المشهد الرابع:صرخات المصابين وأنينهم تملأ جنبات المكان، وتصل إلى مسامع بعض العاملين في الدير الذين يسرعون لإغاثتهم، ثم يصل إليهم ضابط شرطة من قوة تأمين الطرق التابع لمحافظة المنيا، وهو أول من أبلغ عن الحادث للأمن وبدأ في استدعاء القوات وسيارات الإسعاف.المشهد الخامس:دقائق عدة وتصل قوات الأمن، على رأسهم اللواء فيصل دويدار، مدير الأمن في المنيا. وتسارع القوات بتطويق المكان وإغلاق المداخل والمخارج في كل ربوع المحافظة، فيما تصل سيارات الإسعاف وتقوم بنقل المصابين الى مستشفيات العدوة ومغاغة. وتطلق المساجد والكنائس نداءات للتبرع بالدم.المشهد السادس:الإرهابيون تركوا ورقة مكتوباً عليها «صوماً مقبولاً» داخل الحافلة، حسب رواية شاهد، وسلمها الى أجهزة الأمن التي بدأت على الفور في تمشيط المنطقة وتطويق المناطق الجبلية المحيطة بها بعد تزايد احتمالات اختباء الجناة بها.

مشاركة :