القاهرة:«الخليج»دانت المؤسسة الدينية في مصر برئاسة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الحادث الإرهابي الذي استهدف حافلة للأقباط في محافظة المنيا، أمس الجمعة، وأكد الإمام الأكبر أن الحادث لا يرضى عنه أي مسلم أو مسيحي، ويستهدف ضرب الاستقرار في مصر، مطالباً المصريين بأن يتحدوا جميعاً في مواجهة هذا الإرهاب الغاشم.وطالب شيخ الأزهر في كلمته، أمس، خلال احتفال حركة الإصلاح الديني في أوروبا التي تقيمها الكنيسة البروتستانتية بألمانيا، بمناسبة مرور 500 عام على تأسيسها، بالوقوف دقيقة، حداداً، خلال الاحتفالية، على أرواح ضحايا حادث المنيا الإرهابي. ومن جانبه، استنكر مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، العملية الإرهابية التي قام بها متطرفون استهدفوا حافلة للأقباط في المنيا، مؤكداً أن هؤلاء الخونة خالفوا كافة القيم الدينية والأعراف الإنسانية بسفكهم للدماء وإرهابهم للآمنين، وخيانتهم للعهد باستهدافهم للإخوة المسيحيين الذين هم شركاء لنا في الوطن، وقال المفتي: «إن نبينا الكريم سيكون خصيماً لهؤلاء القتلة يوم القيامة»، فقد قال رسول الله: «من آذى ذمياً فأنا خصمه ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة»، مقدماً العزاء للبابا تواضروس وللإخوة المسيحيين وللشعب المصري كله في شهداء الوطن.ودان وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، حادث المنيا، قائلاً: «هذا الحادث الجبان يدمي قلوبنا قبل قلوب أشقائنا، ويستهدف وحدتنا الوطنية، وأن الكيل قد طفح، وأن الصبر نفد تجاه هؤلاء الإرهابيين الخونة الجبناء العملاء، وأننا في حالة حرب حقيقية مع الإرهاب، ويجب التعجيل بالقصاص العاجل العادل من الخونة القتلة الجبناء، وأضاف جمعة، في بيان أمس، أنه لابد من تحرك دولي لمحاسبة الدول الراعية للإرهاب والممولة له؛ لأن الإرهاب يعد خطراً ولا دين له ولا وطن يضرب الأخضر واليابس، وما لم تكن هناك إرادة دولية قوية فإن الأمر لجد خطر».وتابع: «ندين بكل شدة هذه الأعمال الجبانة الخسيسة، التي تستهدف شق الصف الوطني، وإحداث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وإننا جميعاً شركاء في الوطن والمصير، وإن هذا الوطن لنا جميعاً بنيناه جميعاً على أسس إنسانية ووطنية راسخة ومتكافئة».على صعيد متصل، دعا شيخ الأزهر، أحمد الطيب، رجال الدين في الغرب إلى الإسهام في تصحيح الصورة المغلوطة في أذهان الغربيين عن الإسلام والمسلمين، مؤكداً أنه آن الأوان لأن تتجاوب أجراس الكنائس في الغرب، ونداء المآذن في الشرق، لتقول (لا) لهذا العبث باسم الأديان. وقال شيخ الأزهر في كلمته باحتفالية الحركة الإصلاحية في أوروبا التي أقيمت في برلين، أمس، وأعلنت تفاصيلها مشيخة الأزهر، إنه لا حل لأزمة العالم المعاصر، وانتشاله من مآسيه التي تكاد تعود به إلى فوضى القرون الوسطى، إلا التعاليم الإلهية، موضحاً أن للدين أهمية قصوى في حياة الناس، فما أحوج الإنسانية إلى الدين وتعاليمه وأخلاقه من أي وقت مضى.وأكد شيخ الأزهر أن ديننا ينص على أن علاقة المسلمين بغيرهم من المسالمين هي علاقة البر والإنصاف، وأن شريعة الإسلام تفرض على ولاة أمور المسلمين حماية غير المسلمين، وضمان أمنهم وسلامتهم، متسائلاً كيف يصدِّق الناس أن الإسلام هو دين الإرهاب مع أن الأغلبية العظمى من ضحاياه هم المسلمون؟وشدد الطيب على أن الإسلام منفتح على الأديان السماوية التي هي رسالة سلام إلى الإنسانية بأسرها، وأن حضارة المسلمين لم تخرج عن إطار المؤاخاة مع أبناء الأديان الأخرى، ودعا شيخ الأزهر الشباب إلى أن يأخذوا دورهم في نشر ثقافة السلام، والإخاء، وإقامة جسور التفاهم والحوار، موضحاً أن مشاركة الأزهر في هذه الاحتفالية تأتي في إطار جهوده من أجل نشر السلام وثقافة الحوار.وتأتي مشاركة الأزهر في احتفال يوم الكنيسة الألماني كخطوة مشجعة على طريق الحوار بين الأديان من أجل السلام والتعارف، وثقافة التسامح.
مشاركة :